لقاح كورونا.. أهمية الجرعات المعززة لتحسين الاستجابة المناعية

مع مواجهة بعض الدول، مثل الولايات المتحدة، تأخيرا في التطعيم بسبب نقص العمال ومشاكل التوزيع، يقول مسؤولو الصحة الفيدرالية إنه من المقبول تأجيل الجرعة الثانية من اللقاح المكون من جزئين لمدة تصل إلى 6 أسابيع.

• لقاح كورونا.. هل يمنع نقل العدوى للآخرين؟

وتعتمد لقاحات مثل "فايزر" و"موديرنا" على نظام الجرعتين بفاصل 3 أسابيع؛ للحصول على فعالية ضد الفيروس تصل إلى 95%.

ومن المعروف علمياً أن الجرعة الثانية من التطعيم تعزز جودة الاستجابة المناعية وترسل تذكيراً بشأن الفيروس.

ومن خلال دراسة الاستجابة المناعية لدى الأشخاص الذين تم تطعيمهم سنكون قادرين على معرفة متى، وما إذا كانت هناك حاجة لمزيد من اللقاحات المعززة.

سيتم تحديد ذلك عن طريق قياس الأجسام المضادة المحددة لـSARS-CoV-2 واستجابات الخلايا التائية في عينة من الدم، ومن الممكن أن تحتاج مجموعات معينة، مثل كبار السن، إلى استراتيجية تعزيز مختلفة وسيستغرق هذا وقتًا للعمل.

أهمية الجرعتين من اللقاح

الجرعة المعززة من اللقاح هي طريقة لإعادة تعريض الجسم للمستضدات (جزيئات مسببات الأمراض التي تحفز جهاز المناعة)، لبدء الجزء الثاني من الاستجابة.

وقال ليام بيتري، أستاذ الطب بجامعة فيرجينيا الأمريكية، إن جرعتين من اللقاح تفصل بينهما 3 إلى 4 أسابيع هي الطريقة المجربة والصحيحة لتوليد استجابة مناعية فعالة من خلال التطعيم، ليس فقط لـ"كوفيد-19" لكن لالتهاب الكبد A وB والأمراض الأخرى أيضاً.

وأضاف: "الجرعة الأولى تهيئ الجهاز المناعي ليكون متأهباً لإعداد دفاعه، فيما توفر الجرعة الثانية أو المعزز فرصة لجهاز المناعة لزيادة جودة وكمية الأجسام المضادة المستخدمة لمحاربة الفيروس".

وفي حالة لقاحي فايزر وموديرنا تزيد الجرعة الثانية الحماية التي يوفرها المصل من 60% إلى 95% تقريبًا، وفقاً للأستاذ الجامعي.

من جانبه، أوضح بيتري رئيس الجمعية الأمريكية لطب المناطق الحارة، لماذا قرر مركز السيطرة على الأمراض الأمريكي تمديد فترة تلقي الجرعة الثانية من اللقاح إلى 42 يوماً.

وقال: "في التجربة السريرية، تم إعطاء الجرعة الثانية من لقاح Pfizer في وقت مبكر من اليوم 19 وحتى اليوم 42 إلى 93% من الأشخاص، نظرًا لأن الحماية بلغت 95% تقريباً، لكل من تم تطعيمه، فليس هناك سبب وجيه لعدم السماح ببعض المرونة في توقيت الجرعة الثانية".

ومع توفر المزيد من اللقاح، يجب أن يكون توقيت الجرعة الثانية قريباً من 4 أسابيع للقاحين Pfizer وModerna.

ووفقاً لبيتري، فإن الخبر السار هو أنه حتى مع استمرار محدودية الإمدادات، يشير العلم إلى أنه لا يوجد شيء سيئ بشأن الحصول على جرعة ثانية في وقت متأخر يصل إلى 42 يوماً بعد الأولى.

ما الذي يفعله جهاز المناعة بين الجرعتين؟

تختلف البيولوجيا التي تحفز من خلالها لقاحات "رنا المرسال" mRNA الحماية من "كوفيد-19" اختلافاً جوهرياً عن تلك الموجودة في اللقاحات الأخرى.

تستخدم لقاحات فايزر وموديرنا الحمض النووي الريبي "messenger" الذي يشفر البروتين السكري المرتفع.

عند حقن اللقاح، يدخل الرنا المرسال في الخلايا المناعية التي تسمى الخلايا المتغصنة، حيث تستخدم التعليمات المكتوبة في الرنا المرسال لتجميع السمة المميزة للبروتين السكري المرتفع، الذي يميز الفيروس المسبب لمرض "كوفيد-19".

وتُظهر هذه الخلايا المناعية بعد ذلك البروتين السكري المرتفع للخلايا البائية (ب)، التي تصنع بعد ذلك أضداداً مضادة للارتفاع.

تتعرف الخلايا المتغصنة على الفيروسات وتقدم معلومات عن بروتين سبايك للخلايا التائية (ت)، التي توفر معلومات حول البروتين الشائك الفيروسي للخلايا البائية التي تتحول إلى خلايا ذاكرة (ب) وتخزن معلومات حول الفيروس.

عندما يتم تنشيط خلية الذاكرة (B) هذه بعدوى أو الجرعة الثانية من اللقاح، فإن هذا يتسبب في تحول بعض الخلايا B إلى خلايا بلازما B تفرز الأجسام المضادة الواقية التي تقاوم الفيروس.

لقاحات mRNA قادرة بشكل فريد على تحفيز نوع خاص من الخلايا المناعية تسمى الخلية المساعدة (T-follicular Helper)، لمساعدة الخلايا البائية على إنتاج الأجسام المضادة.

تقوم الخلايا التائية بذلك من خلال الاتصال المباشر بالخلايا البائية وعن طريق إرسال إشارات كيميائية تخبر الخلايا البائية بإنتاج الأجسام المضادة، ما يساعد في إنتاج الأجسام المضادة التي تجعل هذه اللقاحات فعالة للغاية.

لكن ليست كل الخلايا البائية متشابهة، هناك نوعان يصنعان الأجسام المضادة المضادة للارتفاع: خلايا البلازما طويلة العمر وخلايا الذاكرة (ب).

تعيش خلايا البلازما طويلة العمر، كما يوحي اسمها، في نخاع العظام لسنوات بعد التطعيم، وتنتج باستمرار الأجسام المضادة، لا تحتاج هذه الخلايا البائية طويلة العمر إلى التعزيز.

من ناحية أخرى، تعيش خلايا الذاكرة (ب) في حالة تشبه السبات، إنها لا تنتج أجساماً مضادة حتى يتم تحفيزها بواسطة اللقاح المعزز أو تتعرض للإصابة بفيروس كورونا، هذا هو سبب الحاجة للجرعة الثانية من اللقاح، يوفر هذان النوعان من الخلايا البائية معاً مستوى ثابتاً من الحماية.