وفاة المفكر التونسي المنصف وناس بكورونا
فقدت الساحة الثقافية والفكرية في تونس، الأربعاء، عالم الاجتماع ورئيس مركز الدراسات التونسية المنصف وناس بعد إصابته بفيروس كورونا.
والمنصف وناس يعتبر من أهم الوجوه المؤسسة لعلم الاجتماع في تونس، كتب عددا من الكتب التي اشتهرت على المستوى العربي مثل "الشخصية الليبية.. ثالوث القبيلة والغنيمة والغلبة "، والشخصية التونسية.. محاولة في فهم الشخصية العربية " و"الدولة والمسألة الثقافية في المغرب العربي".
ويعتبر وناس من أبرز القامات الأكاديمية في الفكر التونسي، وعمل على ضرورة تجديد المجتمعات من القاعدة عبر منهجية تقوم على فهم خصوصية كل مجتمع في علاقته بالدين والسياسة والدولة.
كما طرح جدلية العلاقة بين السياسة والثقافة في صياغة المشروع المجتمعي، مركزًا في ذلك أبحاثه على المجتمعات المغاربية من ليبيا إلى موريتانيا مرورًا بتونس والجزائر والمغرب.
ويملك الفقيد قرابة 20 مؤلفا في الأسس المنهجية لعلم الاجتماع، باللغتين العربية والفرنسية.
وعرف وناس بانتقاده الشديد لمسار الانتقال الديمقراطي في تونس منذ سنة 2011، معتبرًا من خلال أبحاثه المنشورة أنه لا يمكن أن تكون هناك ثورة سياسية دون أن تسبقها ثورة ثقافية.
كما اشتهر منصف وناس داخل الأوساط الثقافية التونسية باستقلاليته السياسية عن كل الأحزاب، رغم مشاركته في الهيئة العليا للإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي إبان سقوط نظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي في 14 يناير 2011.
وقد ضمت الهيئة مجموعة من الناشطين السياسيين والأكاديميين التونسيين حينها (دام عملها سنة فقط) لوضع قانون الأحزاب التونسية والقوانين المنظمة للانتخابات.