33 يوما في العزل.. قصة طبيبة مصرية بدرجة "مقاتلة"
قصة المصرية فاطمة عبدالظاهر أخصائي التحاليل الطبية المسؤولة عن سحب عينات تحليل الـPCR لاكتشاف فيروس كورونا بمستشفى العزل بإسنا
واحدة من جنود "جيش مصر الأبيض"، تعمل في صمت ليل نهار بمستشفى العزل بإسنا، ورغم خروج الأطباء بعد انتهاء مدتهم الأولى (14 يوما)، واصلت الدكتورة فاطمة كرم عبدالظاهر عملها ورفضت الخروج مع زملائها، وفضلت مساعدة المرضى وتركت أسرتها في سبيل هذا الهدف النبيل.
33 يوما قضتها أخصائي التحاليل الطبية والمسؤولة عن سحب عينات تحليل الـPCR بمستشفى العزل بإسنا، بين معملها وأعمالها الإدارية، حيث توالى عليها 3 فرق طبية مختلفة.
قالت فاطمة لـ"العين الإخبارية": "عملت في محافظة الأقصر ضمن فريق تأهيل المستشفيات لمنظومة التأمين الصحي ديسمبر/كانون الأول، ومكثت بها حتى 21 فبراير/شباط، وبعد أسبوع من عودتي لمنزلي كلفت بالانتقال إلى مستشفى العزل في الأقصر 28 من الشهر ذاته".
ابنة قرية شبرا شهاب بمحافظة القليوبية انتقلت إلى مستشفى العزل في 14 مارس/آذار دون رؤية والدتها وأشقائها، لتستقر بها دون تحديد موعد للعودة. وأضافت: "لم أتردد بعد تكليفي، فأنا معتادة على تحمل المسؤولية من عمر الـ 18 عاما، ما أفعله الآن واجب وطني لن أتأخر عنه".
انتقلت فاطمة من عملها بمعهد ناصر إلى الأقصر، لتكون مسؤولة عن سحب عينات الـPCR ومتابعة المعمل والإداريات، حيث عبرت عن مدى امتنانها للعودة لعملها الذي تفضله وسط أجهزة المعمل والمختبرات.
808 عينات تحليل PCR سحبتها الطبيبة بنفسها منذ توليتها تلك المسؤولية، كان بينها السلبي والإيجابي، وعملا بنصيحة والدتها تحاول جاهدة الحفاظ على نفسها من العدوى، حيث ترتدي البدلة الصفراء مع الجاون الطبي، وواقي العين، والماسك، والحذاء البلاستيك، وتحرص على التعقيم بشكل متواصل.
تتحسن نفسية فاطمة كثيرا حين تعلم بسلبية تحاليل أحد المرضى، وكأنها تعيش لحظات احتفال استثنائية مع كل عينة سلبية، وقالت: "أشعر بالفرح وأكاد أطير، وينعكس ذلك على كل من يعمل بالمستشفى، ويؤكد على درجة وعي المرضى والتزامهم بالعلاج، إضافة إلى إمكانية الشفاء من الفيروس".
لا تخشى الطبيبة من التعرض للتنمر ولا يشغلها من يعتبر أن أطباء مستشفيات الحجر وباء يجب الابتعاد عنه، وقالت: "عندما زادت نسب الإصابة بالفيروس ارتفعت نسبة وعي المصريين. وأنا هنا لخدمة أهلي".
وسط المرضى والمعامل احتفلت فاطمة بعيد ميلادها الـ38 في صرح المستشفى بعيدا عن أهلها، في مفاجئة من زملائها بالمستشفى لتخفيف الضغط النفسي وعناء العمل.
ولحرصها على حياة المرضى، قررت العمل لفترة أخرى بعد انتهاء المدة الأولى 14 يوما للأطباء، وقدوم مرضى جدد إلى المستشفى، قائلة: "كان من الواجب الاستمرار في العمل حتى لا يختل النظام، نحن نعيش حالة طوارئ".
وأضافت: "نظرا لعملي طوال اليوم أعتبر وقت كتابة البيانات قسطا من الراحة بالنسبة لي، حيث يبدأ عملي في تمام الثامنة صباحا ويستمر على مدار اليوم دون تحديد موعد للانتهاء".
نالت فاطمة ثقة القيادات العليا وحتى المرضى الموجودين بالمستشفى، حيث اعتاد الجميع على رؤية ابتسامتها، وفي أوقات متكررة من اليوم تقدم الدعم النفسي للمرضى أثناء سحب العينات لتحظى بأدعيتهم بدوام الصحة والخير.
aXA6IDMuMTQ3LjEwNC4xOCA= جزيرة ام اند امز