5 تأثيرات عصبية لكورونا.. ما علاقتها بالسكتة الدماغية؟
التأثيرات العصبية واحدة من المضاعفات الشائعة التي يخلفها فيروس كورونا، التي يمكن أن تتراوح من انخفاض الوضوح العقلي إلى السكتة الدماغية.
ومنذ تفشي جائحة "كوفيد-19" سعى الباحثون لمعرفة كيف يتعامل الفيروس التاجي مع الجهاز العصبي، وهل يؤثر بشكل مباشر على خلايا الدماغ أم لا.
في وقت مبكر من الوباء، لاحظ الباحثون أن الأشخاص الذين يتعافون من كورونا لم يعودوا إلى حالتهم الصحية قبل المرض.
وحتى بعد عدة أشهر من الإصابة بـ SARS-CoV-2، عانى بعض المرضى من أعراض مستمرة مثل الصداع والاضطراب الحسي وضعف التركيز والتدهور المعرفي والاكتئاب والذهان، فيما يعرف حاليا باسم "كوفيد الطويل".
وفقا للمعاهد الأمريكية للصحة (NIH)، فإن تأثيرات كورونا طويلة الأمد قد تشمل مجموعة متنوعة من الأعراض في الدماغ والجهاز العصبي، وتتراوح بين فقدان حاستي التذوق والشم وضعف التركيز والتعب والألم واضطرابات النوم والاضطرابات اللاإرادية والصداع الناتج عن تأثيرات نفسية مثل الاكتئاب أو الذهان.
وذكرت أنه "لا يبدو أن هناك عدوى واسعة لخلايا الدماغ بالفيروس، لكن الآثار العصبية قد تكون ناجمة عن تنشيط المناعة والتهاب الأعصاب وتلف الأوعية الدموية في الدماغ".
مضاعفات عصبية لكورونا
كشف باحثون أنه حتى الأشخاص غير المقيمين في المستشفى المصابين بـCOVID-19 أظهروا خللاً معرفيًا كبيرًا استمر بعد 6 أسابيع من العدوى الحادة.
ووفقا للدراسة الأمريكية التي أجريت في جامعة نورث وسترن في إلينوي، ونشرت في مجلة Science، فإن المضاعفات العصبية لكورونا ما يلي:
- فقدان حاسة الشم
- السكتة الدماغية
- الهذيان (حالة عقلية تتميز بعدم القدرة على الراحة والأوهام وأنماط التفكير والكلام غير المتماسكة)
- اعتلال الدماغ (حالة مؤقتة أو دائمة من وظيفة الدماغ المتغيرة)
- اعتلال الأعصاب المحيطية (حالة يؤدي فيها تلف الأعصاب إلى تغيير الاتصال بين الجهاز العصبي المركزي وبقية الجسم)
يقر مؤلفو الدراسة بأن الآليات التي يمكن أن يتسبب بها فيروس كورونا في إحداث فوضى في الجهاز العصبي البشري ليست مفهومة جيدًا.
على سبيل المثال: يمكن أن تحدث مضاعفات الأوعية الدموية الدماغية كالسكتة الدماغية في وقت مبكر من الإصابة، حتى قبل الآثار التنفسية للمرض.
بينما تحدث حالات الالتهاب المركزية وأعراض الأعصاب المحيطية لاحقًا، عادةً بعد أسبوعين من العدوى الحادة، وفقا للباحثين.
بينما ذكر موقع news-medical أن دراسة أجريت على المرضى في مستشفى بالمملكة المتحدة أظهرت أن الأعراض العصبية التي يتم تسجيلها بشكل متكرر إضافة لما سبق ذكره هي: التهاب الدماغ، والمتلازمات النفسية الأولية، ومتلازمة الأعصاب الطرفية.
وأوضح أن معظم الأعراض التي شعر بها المصابون بكورونا كانت عصبية، وتشمل صعوبات في الذاكرة والتركيز، والصداع المتكرر، والخلل الذاتي، والتعب المستعصي، والأوهام، والبارانويا.
أيضا الأشخاص الذين عانوا من هذه الأعراض كانوا غالبا أقل من 50 عامًا وبصحة جيدة قبل الإصابة بالفيروس، ولم ينقل معظمهم إلى المستشفى بسبب COVID-19 الحاد.
أسباب الأعراض العصبية لكورونا
بالنظر إلى عدد الأفراد الذين عانوا من COVID-19، لاحظ الباحثون أن العواقب العصبية لكورونا تمثل مشكلة صحية عامة عالمية.
وقد تختلف أسباب الأعراض العصبية لفيروس كورونا، إذ تشير دراسة مصادر السائل الدماغي الشوكي (CSF)، وهو سائل يحيط بالحبل الشوكي والدماغ، إلى الآليات الأساسية للضرر العصبي لدى الأشخاص المصابين بـCOVID-19.
ولاحظ العلماء زيادات في بعض المركبات المرتبطة بالمناعة في السائل الدماغي النخاعي، بما في ذلك:
- بروتينات إنترلوكين 1 وإنترلوكين 2، وهي عبارة عن سيتوكينات التهابية ينتجها الجسم.
- التعبير عن الجينات التي يتحكم فيها الإنترفيرون، وهو بروتين مكافح للعدوى موجود أثناء العدوى الفيروسية.
- تنشيط الخلايا التائية والخلايا القاتلة الطبيعية التي تقاوم المستضدات الفيروسية.
- علامات تشير إلى وجود حيدات، وهي خلايا بيضاء كبيرة تقاوم العدوى.
- تكسر البروتينات، ما يشير إلى تلف الأعصاب.
على العكس المتوقع، لم يعثر الباحثون على دليل على أن فيروس SARS-CoV-2 يؤثر بشكل مباشر على الجهاز العصبي، مثلا أظهرت الأبحاث أن العوامل التالية تقل أو تغيب لدى الأشخاص المصابين بعدوى SARS-CoV-2:
- لا توجد الخلايا التي تسبب الالتهاب متجمعة حول الدماغ، الذي يحدث عادة في حالات التهاب الدماغ الفيروسي (تورم الدماغ).
- لا يحتوي الجهاز العصبي المركزي على الحمض النووي الريبي الفيروسي.
- وجود محدود للحمض النووي أو البروتين الفيروسي SARS-CoV-2 في خلايا دماغ الأشخاص الذين ماتوا بسبب COVID-19.
واستنتج المؤلفون أن SARS-CoV-2 غائب وأن علامات الالتهاب واختلال الأوعية الدموية تزداد في أدمغة الأشخاص المصابين بكورونا.
لذلك، من المحتمل أن تكون تأثيرات الفيروس نتيجة تقاطع الآليات المسببة للمرض مثل:
- التهاب عصبي معمم مدعوم بوجود الخلايا المناعية (السيتوكينات، الأجسام المضادة، الخلايا الدبقية الصغيرة المنشطة)، وهي خلايا متخصصة لمكافحة تلف الخلايا العصبية.
- تلف الخلايا المبطنة للأوعية الدموية في الدماغ (البطانة).
- ارتفاع مستويات بروتينات تخثر الدم.
- الحساسية الفردية، بما في ذلك الجينات، والظروف الصحية الموجودة مسبقًا وقوة المناعة.
في النهاية، خلص المؤلفون إلى أن الالتهاب واختلال وظائف الأوعية الدموية على نطاق واسع قد يكونان الناقل للضرر العصبي لدى الأشخاص المصابين بكورونا.
aXA6IDMuMTQ1LjU2LjE1MCA= جزيرة ام اند امز