سباق مع الزمن.. علماء يختبرون أدوية لعلاج كورونا
نيفان كروجان مدير معهد العلوم البيولوجية الكمية يركز على خلايا جسم الإنسان التي يحتاج إليها الفيروس للبقاء
يعمل عدد من العلماء في جميع أنحاء العالم على مدار الساعة، لتحديد ما إذا كان هناك لقاح يمكنه محاربة فيروس كورونا الجديد "كوفيد- 19"، والذي يزداد انتشاراً.
وقال أحد هؤلاء العلماء إنه يمكنهم معرفة إذا كان بوسعهم الوصول إلى هذا اللقاح خلال أقل من أسبوع، بحسب شبكة "abcnews" الأمريكية الإخبارية.
وفي رحلة البحث عن حل يكون قادراً على محاربة "كورونا الجديد"، الأمر الذي يراه العلماء سباقاً مع الزمن، يركز نيفان كروجان، مدير معهد العلوم البيولوجية الكمية، ليس فقط على الفيروس نفسه، ولكن على خلايا جسم الإنسان التي يحتاج إليها الفيروس للبقاء، ويرسم خارطة لجيناتها.
وأوضح "كروجان": "هذا من أجل مساعدة الباحثين على تضييق النطاق على ما يجب التركيز عليه فقط للتوصل إلى الحل المطلوب".
وأضاف: "أعتقد أن الأمر يستغرق ما لا يقل عن 6 أعوام للتوصل إلى دواء فعال لمحاربة فيروس كورونا، ولكن إذا تمكنا من الاستعانة بالأدوية المعالجة للأمراض الأخرى وإعادة استخدامها، فقد يكون لدينا الآن عقاقير مؤقتة".
ومن العلماء الذين يحاولون التوصل للقاح ضد الفيروس التاجي، كيفان شوكات، رئيس قسم الخلايا والجزيئات في جامعة كاليفورنيا بمقاطعة سان فرانسيسكو الأمريكية، والذي نجح في تحديد 60 دواء تتفاعل مع نفس الحمض النووي للفيروس (تمت الموافقة بالفعل على 10 منها من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA).
ويضع "كروجان" و"شوكات" اللمسات الأخيرة على خريطة تفصيلية للفيروس التاجي، ويخططان لمشاركتها مع المجتمع العلمي بأكمله في أقرب وقت ممكن.
وقال "كروجان": "آمل أن يتمكن المجتمع العلمي من إلقاء نظرة على خريطتنا، وربما وضع تنبؤات جديدة حول العلاجات أو الأدوية التي يمكن استخدامها لمحاربة الفيروس على المدى القصير".
وفي الوقت الحالي، أرسل "كروجان" خريطته إلى بعض المختبرات القليلة في العالم التي يمكنها اختبار الفيروس الحي، بما في ذلك معهد باستور في باريس، بالإضافة إلى إرسالها إلى أدولفو جارسيا ساستر، عالم الفيروسات في مستشفى ماونت سيناي، في مدينة نيويورك الأمريكية، وساعد على إنشاء لقاحات لأعوام، بما في ذلك الخاصة الإنفلونزا.
ويركز "ساستر" الآن فقط على الفيروس التاجي وإمكانية وجود الأدوية التي ستساعد على إبطاء انتشاره أم لا، من خلال الأبحاث التي ستعلن نتائجها في غضون أسبوع، على حد قوله.
وتعمل زوجته الدكتورة آنا فرنانديز سيسما، وهي عالمة فيروسية أيضاً، لساعات طويلة، على أمل تحقيق اكتشاف مهم يساعد على الوصول للقاح المطلوب.
كما يعمل ماركو فيجنوزي هو وفريق من الباحثين في معهد باستور، لساعات طويلة من أجل الوصول إلى لقاح مناسب، قائلاً: "لدينا هنا الخبرة اللازمة لزراعة الفيروس، وتحديد حجمه، واختبار الأدوية ضده".
وبينما يتصارع الزعماء السياسيون وخبراء الصحة مع الوباء، يأمل هؤلاء العلماء أن تُخفض خريطتهم معدل حالات الإصابة والوفيات والعدد الإجمالي لها، وأن يُترجم هذا التعاون العلمي غير المسبوق إلى نجاح حقيقي في أيام أو أسابيع، وليس أعوام.