"الصحة العالمية" ترد على شائعات كورونا.. هل يقضي الصيف على الفيروس؟
البعض يعتقد أن ارتفاع درجات الحرارة ربما يقلص مخاطر انتشار فيروس كورونا المستجد أو الإصابة به.. منظمة الصحة العالمية ترصد الشائعات وترد
فيما ترتفع درجات الحرارة في شتى أنحاء المملكة المتحدة، مع توقعات وصولها لـ30 درجة مئوية نهاية هذا الأسبوع، قد يمضي كثير من الناس وقتهم بالخارج للاستمتاع بأشعة الشمس.
لكن رغم حفلات الشواء والرحلات، لاتزال المخاوف من انتشار فيروس كورونا المستجد قائمة، حتى مع تخفيف تدابير الإغلاق بالبلاد.
طبقًا لصحيفة "إندبندنت" البريطانية، يعتقد البعض أن ارتفاع درجات الحرارة ربما يقلص مخاطر انتشار فيروس كورونا المستجد أو الإصابة به، بالنظر إلى ارتفاع حالات الإصابة بالإنفلونزا الموسمية في شهور الشتاء، فضلًا عن التقارير التي ظهرت في المراحل الأولى للوباء، وتحدثت عن أن ارتفاع الحرارة قد يرافقه عدد إصابات أقل.
لكن في حالات انتشار أوبئة عالمية سابقة مثل الإنفلونزا الإسبانية، التي وصلت ذروتها في شهور الصيف، قد يكون الأمر معاكسا لذلك.
وتدرج منظمة الصحة العالمية عبر موقعها الإلكتروني سلسلة من الأفكار المغلوطة بشأن فيروس كورونا التي اعتبرت أنه من المهم إطلاع الناس عليها، وتضمنت تلك القائمة الفكرة القائلة إن تعريض نفسك للشمس أو درجات حرارة أعلى من 25 درجة مئوية يمنع انتشار "كوفيد-19"، وهي فكرة استبعدتها المنظمة تماما.
وقالت المنظمة إنه يمكن الإصابة بـ"كوفيد-19" بغض النظر عن الشمس أو حرارة الطقس، مشيرة إلى أن الدول ذات الطقس الحار أبلغت بوجود إصابات بالمرض.
وخلال وثيقة منفصلة، كانت تتبع الشائعات المنتشرة بشأن الفيروس، أوضحت المنظمة أنه بناء على الأدلة المتوفرة حاليا "يمكن لفيروس كورونا الجديد الانتقال بجميع المناطق، بما في ذلك المناطق الحارة وذات الرطوبة".
في وقت سابق، أجرى باحثون بكلية لندن الجامعية دراسة لفيروسات كورونا الشائعة، بتحليل البيانات التاريخية، ووجدوا أن أعلى معدلات للحالات وقعت في فبراير/شباط، مع عدد حالات أقل خلال الصيف.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة روب ألدريج: "نتائجنا تدعم فكرة أنه في المملكة المتحدة يمكن أن نرى مستويات مستمرة لكن أقل من حالات انتقال عدوى فيروس كورونا خلال الصيف، لكن ربما ينعكس الأمر خلال الشتاء إذا كان لايزال عدد كبير من السكان عرضة للإصابة في تلك المرحلة."
وأشار أنه بالنظر إلى أن الفيروس جديد "لا نعلم إن كان هذا الاتجاه الموسمي سيستمر خلال الصيف نتيجة زيادة فرص الإصابة بالفيروس بين السكان."
وكانت دراسة أجراها مركز الأمراض المعدية بجامعة إدنبره منذ عقد ماضي خلصت إلى أن ثلاثة فيروسات كورونا يمكنها الانتشار بشكل موسمي في الشتاء، متسببة في إصابات في الغالب ما بين ديسمبر/كانون الأول وأبريل/نيسان، على غرار الإنفلونزا.
وفي 6 مايو/آيار عام 2020، بحثت دراسة علمية منشورة في دورية "ذا لانسيت" الطبية" عن دور المناخ في استراتيجيات تخفيف "كوفيد-19"، حيث أفادت بأنه في حين قد يقلص الطقس الحار من حالات عدوى فيروس كورونا قليلًا، لم ترجح أي أدلة أن ارتفاع الحرارة سيقلل من فاعلية انتقال فيروس (سارس-كوف-2) لدرجة أنه لن تكون هناك لكثير من التدخلات الإضافية للحد من انتشاره.
وخلصت إلى أنه على صناع السياسات، حاليًا، التركيز على تقليل التواصل الجسدي داخل المجتمعات، وأن أي تكهنات حول "كوفيد-19" تستند لمعلومات الطقس وحدها يجب تفسيرها بحذر.
