الجثث تحمل الأسرار.. كيف يعرف الأطباء الشرعيون سبب الجرائم؟

ما يقرب من ثلثي الموتى لا يحتاجون إلى تشريح الجثث لعدم وجود شبهة جريمة في وفاتهم.

لكن ثلث الجثث تخضع للتشريح، بسبب وجود شك في وجود جريمة، أو شك طبيب الأسرة في سبب الوفاة، فلذلك تقوم الجهات المختصة بإحالة الجثة للطب الشرعي.

• 5 جثث داخل سيارة في البحر باليابان.. ماذا حدث؟

أول أساليب فحص الجثث يكون التقييم البصري وإخضاع الجثة للأشعة المقطعية، وإذا لم تكن هذه الإجراءات كافية، أو إذا كان هناك اشتباه في جريمة، فيتم تشريح الجثة.

جرائم القتل

في أي جريمة إذا عثر ضابط شرطة على جثة في أحد الأزقة وقد تعرض الشخص للطعن حوالي 20 مرة، فإن الطب الشرعي يرى أن الجروح الموجودة على الذراعين واليدين تشير إلى أن الشخص كان يرفع ذراعيه للدفاع عن النفس.

أيضًا، قد يشير العدد الكبير من جروح الطعن إلى أن الجريمة كانت مرتبطة بالجنس (أي الغيرة والانتقام وما إلى ذلك)، وفقًا لمجلة الطب الشرعي والطب القانوني الأمريكية.

جرائم السم

أما بالنسبة لتقارير السموم، فإن الطب الشرعي يتوصل لغالبيتها ويحدد نوعيتها من خلال آثارها.

وتعتبر المعدة موقعًا أكثر موثوقية لجمع المعلومات لأن محتوياتها لم تتم معالجتها بعد بواسطة الأمعاء والمثانة وما إلى ذلك.

كما يمكن أيضًا أن يوفر الشعر والعظام والطبقة الزجاجية في العين بيانات عن السم، لكنها تتطلب تفسيرًا ماهرًا للغاية.

هل يكفي التشريح؟

عمليات التشريح لا توضح تمامًا كل ما حدث لشخص ما قبل الوفاة، بل تقدم فقط حقائق تتعلق بحالة الجثة في وقت الفحص.

وقد تشكل هذه الحقائق صورة لكيفية وفاة شخص ما، لكن مثل هذه الصورة تتطلب تفسيرًا بارعًا.

كما توضح كلية الطب بجامعة نيو مكسيكو، أنه يتم تدريب الأطباء الشرعيين على تتبع الأدلة وفحص سوائل الجسم، وتحليل الحمض النووي، وأكثر من ذلك للوصول لسبب الجريمة.

بهذه الطريقة، قد يقدم لنا التشريح سببًا للوفاة، وليس طريقة الوفاة.

يصل الطب الشرعي لسبب الوفاة مثل جلطة دموية في الدماغ، أو جرح في الشريان الأورطي.

ومع ذلك، فإن طريقة الوفاة - طبيعية، أو قتل، أو عرضية، أو انتحارية، أو غير محددة - يصعب اكتشافها.

إذا كانت جلطة دموية في الدماغ تسببت في الوفاة، فما سبب الجلطة؟ هل كان سماً؟ وإذا كان الأمر كذلك، فهل كان انتحارا أم قتلا؟ إذا تم ثقب الشريان الأورطي، فهل كان ذلك عرضيًا، مثل حادث سيارة؟ أو غيرها؟

توضح مثل هذه الأسئلة أنه على الرغم من أن عمليات التشريح هي أدوات لا تقدر بثمن، إلا أن لها حدودًا.