بضائع إسرائيلية فاسدة تضرب أسواق فلسطين بدعم "نيران صديقة"
البضائع الفاسدة تشمل كثيرا من المنتجات لكنها تتركز في التمور واللحوم والخضراوات والفواكه خصوصا الفواكه والخضراوات مرتفعة الثمن.
لا يكاد يمر يوم دون أن تعلن الجهات الحكومية في غزة أو الضفة الغربية اكتشاف بضائع فاسدة بكميات كبيرة في الأسواق الفلسطينية، ما بات يشكل قلقا حول حجم انتشارها.
ووفق مصادر فلسطينية فإن كميات تقدر بعشرات الأطنان تكتشف شهريا في الأسواق الفلسطينية غالبية مصدرها إسرائيلي، يجري محاولة تمريرها للأسواق الفلسطينية، عبر شركاء محليين تغريهم الأرباح الفلكية من وراء هذه التجارة.
الضابطة الجمركية الفلسطينية أعلنت قبل يومين إتلاف 47 طناً من البضائع الفاسدة والمنتهية الصلاحية بالتعاون مع وزارتي الصحة والاقتصاد خلال شهر/تموز الماضي في الضفة، بينما أعلن في غزة اكتشاف 100 ألف بيضة فاسدة مهربة من إسرائيل.
- سوق مفتوحة.. وإسرائيل هي المصدر
ويوضح إبراهيم القاضي مدير حماية المستهلك بوزارة الاقتصاد في الضفة الغربية أن السوق الفلسطينية مفتوحة حيث لا توجد معابر محكمة للسيطرة على ما يرد السوق من بضائع مع إسرائيل والمستوطنات المنتشرة في الضفة.
وقال القاضي لـ"العين الإخبارية": "من السهل إدخال البضائع الفاسدة من المستوطنات والمناطق c.. هناك تجار مهربون معنيون بإدخال البضائع الفاسدة وقريبة انتهاء الصلاحية لتحقيق أرباح خيالية من جهة، ولتحقيق مأرب الاحتلال في إغراق أسواقنا ببضائع فاسدة بما يؤدي إلى الإضرار بصحة المواطن من جهة أخرى".
البضائع الفاسدة تشمل -وفق القاضي- كثيرا من المنتجات لكنها تتركز في التمور واللحوم والخضراوات والفواكه خصوصا الفواكه والخضراوات مرتفعة الثمن.
- صفقات
وأكد أن هناك تجارا يجرون صفقات مع تجار إسرائيليين ويحاولون تسويق هذه البضائع في أسواق الضفة، مشيرا إلى أن جزءًا من المنتجات الفاسدة تكون ذاهبة إلى سكان المستوطنات وإسرائيل فيشتريها (بأسعار زهيدة) تجار مهربون ويعملون على معالجة جزء منها خصوصا من الفواكه والخضراوات لتبدو طازجة مثل الأفوكادو الذي يضبط منه عشرات الأطنان سنويا.
وذكر أن هناك مواد تجميل كثيرة فاسدة تدخل، وكذلك ألعاب ممنوعة ومواد غذائية حتى مواد بناء وأخشاب، مشددا على أن هناك محاولات مستميتة من الاحتلال لإدخال بضائع فاسدة من خلال تجار يتم استدراجهم من خلال الأرباح الخيالية.
- 76 طنا شهريا
ووفق المسؤول الفلسطيني، فإن ما يضبط شهريا منذ بداية العام الجاري يصل إلى نحو 76 طنا شهريا من البضائع أغلبها منتجات زراعية ومواد غذائية.
وقال: "هي كمية غير قليلة قياسا بأسواقنا المحدودة"، مشيرا إلى أن الطواقم المختصة في وزارة الصحة والاقتصاد والزراعة والضابطة الجمركية تعمل ليل نهار لملاحقة البضائع الفاسدة.
وتابع: "نعمل على إتلاف البضائع ونقدم من يضبط من التجار المهربين لجهات الاختصاص".
وتوجد التجمعات الاستيطانية في قلب الضفة الغربية بينما تنتشر عشرات الحواجز التي يمكن عبرها تهريب البضائع الفاسدة إلى الأسواق الفلسطينية، بينما يجري تهريبها بين البضائع عبر معبر كرم أبو سالم إلى غزة.
ويشير عزمي الشيوخي رئيس جمعية حماية المستهلك إلى وجود تجار يتعمدون شراء بضائع قاربت صلاحيتها على الانتهاء وتسويقها في الأسواق الفلسطينية، وجزء من تلك البضائع يصيبه الفساد أو تنتهي صلاحيته ويضبط ويتلف.
- الوعي في مواجهة الفساد
وأكد الشيوخي لـ"العين الإخبارية" أن هناك تجارا يتعمدون شراء بضائع فاسدة من تجار إسرائيليين ويحاولوا تسويقها في الأسواق الفلسطينية، وهي محاولات تجابه من مختلف جهات الاختصاص وحتى من الجهات الأهلية والمواطنين.
وأشار إلى أن هناك بضائع تفسد من سوء العرض أو سوء التخزين أو سوء التصنيع.
وحول آليات مكافحة ذلك، قال: "نعمل على توعية الجمهور بخطورة تلك البضائع.. ونلمس وعيا كبيرا من المواطنين بذلك ونسجل لهم انتباههم لأي تغير على البضائع وتبليغ جهات الاختصاص".
وأضاف "نحاول كذلك بشتى السبل التصدي للتجار الذين يشتغلون بترويج البضائع الفاسدة.
هناك جهود كبيرة من مختلف جهات الرقابة والتنفيذ في الضفة وغزة لمتابعة الأسواق وضمان سلامة البضائع حفاظا على صحة المواطن ولولا هذه الجهود لتحولت أسواقنا لمكب لنفايات البضائع الإسرائيلية الفاسدة".
- البيض الفاسد بغزة
أحدث عمليات اكتشاف بضائع فاسدة جرت قبل أيام، عندما اكتشفت الجهات المختصة محاولة تهريب كميات كبيرة من بيض الدجاج الفاسد، عبر معبر كرم أبو سالم، الذي تُسيطر عليه سلطات الاحتلال "الإسرائيلي"، وتتجاوز الأعداد المُهرّبة 300 ألف بيضة.
وأوضح إبراهيم القدرة، وكيل وزارة الزراعة بغزة، أنّ "اكتشاف الأمر كان بمحض الصدفة، بعد مرور عدد من حبّات البيض على أحد الأطباء البيطرين في القطاع لفحصها؛ إذ وجدَها مصابة، وبيّن أنّ الجهات المُختصة تابعت القضيّة، وأجرت فحوصًا إضافية على البيض لتكتشف من خلالها وجود جرثومة خطيرة داخل البيض، تُعرف باسم (ماكروبلازما)".
وتُصيب هذه البكتيريا الجهاز التنفسي، وقد تُصيب أجهزة أخرى لدى الإنسان، ولا تستجيب للمضادات الحيوية المعروفة، لعدم احتوائها على جدار خلوي، ما قد يُصعّب من آلية علاجها.
- جرثومة خطيرة
ويوضح د.حسن عزّام، مدير عام دائرة البيطرة بزراعة غزة لـ"العين الإخبارية" أنّ البكتيريا التي يحملها البيض الفاسد تنتشر بسرعة، وهي تصيب الدجاج والطيور التي يتغذّى عليها الإنسان، ما يؤدي لانتشار أمراض خطيرة، قد تؤدي في الغالب إلى الموت.
وأكد إتلاف 300 ألف بيضة خلال الأسبوعين الأخيرين، في حين يدخل للقطاع 3 ملايين بيضة شهريا لصالح الفقاسات.
وقال: إن الوزارة تجري أعمال بحث وتدقيق للتأكد من سلامة كميات البيض المدخلة، كما تجري فحوصا لكل ما يدخل من حيوانات للقطاع للتأكد من سلامتها.