"فساد ولصوص".. إخوان تونس بمرمى اتهامات الرئيس
اعتبر الرئيس التونسي قيس سعيد في مقابلة متلفزة بثت الأربعاء، أن بلاده ضحية للفساد و"اللصوص".
وانتقد الرئيس التونسي، في مقابلته مع فرانس 24 من "يتبجحون بالإصلاح" في تونس دون تحقيقه، في إشارة كما رأى متابعون إلى حركة النهضة الإخوانية صاحب أكبر كتلة برلمانية.
وقال إنّ بلاده "في حاجة إلى أموال وفي حاجة إلى عدالة اجتماعية والقضاء على الفساد".
وتابع أنّ تونس "تتوفر فيها كل الثروات ولكن للأسف ما ازدادت النصوص إلا وازداد معها اللصوص".
وكان الرئيس التونسي، أستاذ القانون الدستوري السابق والمنتخب عام 2019، شارك أمس الثلاثاء في قمة دولية في باريس دعا إليها نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون وخصصت لدعم الانتعاش الاقتصادي في أفريقيا.
ودخلت تونس منذ مطلع شهر مايو/أيار في حوار مباشر مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض استثنائي تبلغ قيمته 4 مليارات دولار.
وتخوض تونس هذه المفاوضات في ظل أزمة مالية خانقة وصفها رئيس الحكومة هشام المشيشي في تصريحات لوكالة رويترز بـ "وضعية حرجة للمالية العمومية" تستدعي تنفيذ إصلاحات عاجلة بالتقليص في كتلة الأجور وتجنب العواقب الوخيمة لارتفاع نسبة الدين العمومي.
وسجلت تونس عجزا بنسبة 11.5% في نهاية 2020 ونسبة نمو سلبية للاقتصاد في حدود 8.8% بسبب تداعيات أزمة كورونا.
ورغم الاقتصاد المتعثر، تعمل حركة النهضة الوجه السياسي لتنظيم الإخوان في تونس على ضرب استقرار البلاد بحسب خبراء.
وأمس الثلاثاء، كشفت مصادر أمنية لـ"العين الإخبارية"، إحباط مخطط إرهابي كان سيستهدف وجها سياسيا معارضا لتنظيم الإخوان، دون الكشف عن هويته.
وقالت المصادر الأمنية التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، إن "الاستهداف كان سيطول سياسيا بارزا ومناهضا للإسلام السياسي داخل البرلمان التونسي من قبل مجموعة تنتمي لكتيبة عقبة بن نافع (جناح تنظيم القاعدة في تونس)".
ويعتبر مراقبون تونسيون أن تاريخ الإخوان في تونس ملطخ بالاعتداءات على الحريات وتوظيف أجهزة الدولة لقمع الأصوات المعارضة والتيارات السياسية المدنية.
شبكات فساد إخوانية
وفي أبريل/نيسان الماضي، قالت مصادر مطلعة إن ملفات فساد كبرى لشبكات رجال أعمال وسياسيين مرتبطين بجماعة الإخوان باتت قاب قوسين أو أدنى من الاكتمال.
وأشارت المصادر لـ"العين الإخبارية" إلى أن فريقا استخباراتيا وأمنيا يضم أيضا متخصصين ماليين يعمل بتوجيه من الرئيس التونسي قيس سعيد في صمت على إعداد ملفات فساد من الحجم الثقيل تتعلق بعشرات رجال الأعمال المتنفذين والسياسيين".
وأكدت المصادر قرب الانتهاء من إعداد الملفات تمهيدا لاتخاذ الإجراءات القانونية ضد المتورطين في شبكات الفساد.
وقد خاطب الرئيس التونسي قيس سعيد الشهر الماضي خصومه بلغة الوضوح والتحدّي، وتحدث عن التقارير الاستخباراتية الدقيقة التي تعدّ لها وعلمه وفق محتواها بما يحاك لتونس وشعبها من فرض هيمنة النهضة وشبكة مسانديها على مؤسسات الدولة ومفاصلها، وما يحاك ضد شخصه وصلاحياته في البلاد وخارجها لإفشال مبادراته ومواقفه وعمله.
وفي رد فعل سريع ظهر انزعاج حركة النهضة وأدواتها؛ حيث انطلقت "ماكينة" التشويه الإخواني التي تعمل على استهداف الرئيس التونسي حتى إن بعض قيادات الحركة دعت إلى تجييش أنصارها للتظاهر ضد سعيد.