كلفة إفطار رمضان في لبنان.. أرقام "صادمة"
أظهرت دراسة لمرصد الأزمة بالجامعة الأمريكية في بيروت أن كلفة إفطار أسرة لبنانية في رمضان تقدر بأكثر من مرتين ونصف الحد الأدنى للأجور.
يأتي شهر رمضان هذا العام على اللبنانيين في أصعب ظروف اقتصادية ومعيشية، حيث لن تكون العائلات قادرة على تأمين المكوّنات الأساسية لمائدة الإفطار، لا سيما أن الحدّ الأدنى للأجور تراجع بنسبة أكثر من 85% وتدنى إلى ما يقارب الـ65 دولارا (وفق سعر صرف الدولار في السوق) بعدما كان حوالي 450 دولارا (وفق سعر صرف الـ1500 ليرة)، نتيجة تدني قيمة الليرة لأدنى مستوياتها.
وفي هذا الاطار، أظهرت دراسة قام بها مرصد الأزمة في الجامعة الأمريكية في بيروت أن كلفة إفطار أساسي لأسرة من 5 أفراد ستصل خلال شهر رمضان هذا العام توازي أكثر من مرتين ونصف الحد الأدنى للأجور.
- سعر الدولار في لبنان اليوم الإثنين 12 أبريل 2021.. الليرة تتهاوى
- تحذيرات "ما قبل الغرق" من صندوق النقد إلى لبنان
و"المرصد" هو مبادرة بحثية تحت إشراف د.ناصر ياسين تهدف إلى دراسة تداعيات الأزمات المتعددة في لبنان وطرق مقاربتها.
وقام باحثو المرصد باحتساب دقيق لكلفة وجبة إفطار مكونة من حبة تمر، حساء العدس، سلطة الفتوش، وجبة أرز مع دجاج ونصف كوب من لبن البقر وذلك اعتماداً على المقادير والكميات المنشورة في "كتاب ألف باء الطبخ" وعلى أسعار التعاونيات (السوبرماركات) في بيروت. مع العلم بأنه تم احتساب الأطعمة والكميات لتقدم 1400 سعرة حرارية للفرد كمعدل ضروري لإفطار شخص.
وبناء على الحساب هذا، تُقدر كلفة الإفطار اليومي، وفق المرصد، المؤلف من مكونات ووجبة أساسية للفرد الواحد بـ 12،050 ليرة أي 60،250 ليرة يومياً لأسرة مؤلفة من 5 أفراد ، أي ستقدر الكلفة الشهرية للإفطار لأسرة مؤلفة من 5 أفراد بحوالي مليون و 800 ألف ليرة لبنانية. مع العلم بأن هذه الكلفة لا تتضمن المياه أو العصائر أو الحلويات أوالغاز أو الكهرباء ومواد التنظيف.
وفي مقارنة مع السنوات الماضية يظهر الارتفاع في كلفة الإفطار الأساسي من حوالي 445 ألف ليرة في الشهر عام 2018 و467 ألف ليرة في الشهر عام 2019 إلى حوالي 600 ألف شهرياُ عام 2020 ليقفز بشكل تصاعدي هذا العام.
من هنا، فإن العائلات اللبنانية ستتكبد وفق المرصد، في هذا الشهر أكثر من مرتين ونصف (2،6) الحد الأدنى للأجور لتأمين إفطارها، وستجد 42.5% من الأسر في لبنان، والتي لا تتعدى مداخيلها 1,200،000 ليرة شهرياً، صعوبة في تأمين قوتها بالحد الأدنى المطلوب.
ويلفت المرصد إلى أن الوضع سيكون أصعب في المحافظات الطرفية، حيث ترتفع هذه النسب اعتماداً على أرقام إدارة الإحصاء المركزي لعام 2019 مثل محافظة النبطية (الجنوب)، حيث 56% من الأسر لا تزيد مداخيلها عن 1,200،000 ليرة في الشهر أو في محافظة بعلبك الهرمل (البقاع) حيث تصبح هذه النسبة 53،7% بينما نسبة الأسر في محافظتي عكار والجنوب هي 51%.
- لبنان على شفا الهاوية.. النظام المصرفي العالمي يعزله تدريجيا
- "مصارف لبنان" تفتح النار على السياسيين: أنتم سبب الانهيار
وفي دراسة سابقة للمرصد أظهرت أن كلفة الفتوش فقط لعائلة مؤلفة من خمسة أفراد ستصل إلى ما يقارب الـ555 ألف ليرة خلال شهر كامل، أي ما يوازي 82% من قيمة الحد الأدنى للأجور.
مع العلم أن إدارة الإحصاء المركزي أعلنت في تقرير لها أن "مؤشر أسعار الاستهلاك في لبنان لشهر فبراير/شباط 2021 سجل ارتفاعا بنسبة 155,40% مقارنة مع فبراير/شباط 2020.
من هنا، يشدد مرصد الأزمة على "أن الكلام عن انعدام الأمن الغذائي عند اللبنانيين أصبح واقعا وليس تهويلا مبالغا فيه"، معتبرا أنه "بغياب السياسات الحكومية وبرامج الوزارات المعنية، سينظر إلى غياب الأمن الغذائي على أنه فرصة للقوى السياسية المتعددة لتعزيز شبكاتها الزبائنية من خلال حملات توزيع المساعدات الغذائية التي بدأت تشهدها المناطق اللبنانية المختلفة. وهكذا أصبح اللبناني عالقا بين مطرقة الجوع وسندان التبعية للقوى السياسية مع غياب دائم للمؤسسات الرسمية التي من مسؤولياتها إيجاد الحلول وليس التنصل من واجباتها".
وبلغ معدّل التضخّم السنوي في لبنان في نهاية عام 2020 حوالي 145.8%، بحسب الإحصاءات الرسمية، في وقت ارتفع فيه، خلال شهر مارس/آذار الماضي، سعر لحوم المواشي بنسبة 110% خلال عام وسعر الدجاج بنسبة 65%، وفقاً للبنك الدولي.
ويشهد لبنان أزمة اقتصادية حادة أدت إلى انهيار قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأمريكي، على الرغم من أن سعر الصرف الرسمي لليرة اللبنانية مقابل الدولار ثابتاً عند حوالي الـ1500 ليرة، فإنّ سعر العملة الخضراء في السوق السوداء لامس قبل أسبوعين عتبة 15 ألف ليرة، أي عشرة أضعاف السعر الرسمي، قبل أن ينخفض قليلا حوالي 12 ألف ليرة.
aXA6IDE4LjIyNC4zMC4xMTMg جزيرة ام اند امز