على قطر أن تفهم أن علاقتها القوية بإيران هي أشبه بزواج المتعة هي علاقة عابرة ومؤقتة وستنتهي فور أن تحصل إيران على مرادها الدنيء
نعم انقلاب، ولكن هذه المرة انقلاب قطر على نفسها، فبعدما شارك أمير دولة قطر في أعمال قمم الرياض، والتي خرجت بمواقف مشتركة ضد الإرهاب دولاً ومنظمات.
عاد الأمير إلى بلاده، وأطلق تصريحات غريبة عجيبة، ثم حاول عبثاً نفيها بحجة الاختراق الإلكتروني لموقع وكالة الأنباء القطرية، لكنه لم ينجح لأن التصريحات كانت كرصاصات الغدر عندما تنطلق باتجاه الشقيق لا يمكن أن تعود، ولا أن تبرر بأي شكل من الأشكال.
فقد هدد الأمير في التصريحات نفسها، والتي بثها التلفزيون القطري نفسه من دون أي خرق لإرساله التلفزيوني، بملاحقة من يربط قطر بالإرهاب، وانتقد المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، ودافع عن علاقات بلاده المشبوهة مع دول ومنظمات مصنفة إرهابية في العالم.
وزايد وزير الخارجية القطري على أميره بالتصريح والتهديد، بسحب سفراء بلاده من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ودولة الكويت وجمهورية مصر العربية، قبل أن يحاول الوزير مثل أميره نفي تصريحاته وتهديداته، وهذه المرة بحجة أن كلامه أخرج عن سياقه.
على رسلكما أيها الأمير والوزير، فالمواقف الخليجية والعربية والإسلامية الأمريكية والغربية في قمتي الرياض، لم تتهم قطر بدعم الإرهاب لا تصريحاً ولا تلميحاً، بل اتهمت دولا ومنظمات مصنفة إرهابية في الأوساط العالمية مثل إيران وأدواتها حزب الله والمليشيات العراقية الطائفية، ومثل جماعة الإخوان المجرمين، والقاعدة، وطالبان، وداعش، وجبهة النصرة "فتح الشام"، وغيرهم.
وإذا أخذنا الأحداث الأليمة الجارية في سوريا منذ عام 2011 كمثال، فإنها أثبتت للعالم أن قطر تدعم مالياً وعسكرياً وسياسياً وإعلامياً الكثير من الجماعات الإرهابية مثل جبهة النصرة "فتح الشام"، ألم تدفع قطر وعلناً مئات الملايين من الدولارات لهذه الجبهة الإرهابية تحت شعار فدية لإطلاق سراح رهائن تحتجزهم الجبهة مثل راهبات مدينة معلولا السورية، وجنود قوات الطوارئ الدولية في الجولان السوري، وجنود الجيش وعناصر قوى الأمن اللبناني في بلدة عرسال اللبنانية، وذلك في تبييض لصفحة قطر أمام العالم من تهمة تمويل الإرهاب عبر تبييض الأموال القطرية المرسلة إلى الجماعات الإرهابية السورية بجعلها أموال فدية إنسانية.
على قطر أن تفهم أن علاقتها القوية بإيران هي أشبه بزواج المتعة هي علاقة عابرة ومؤقتة وستنتهي فور أن تحصل إيران على مرادها الدنيء
ودفاع الأمير عن جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية ليس غريباً، فالعاصمة القطرية الدوحة وشققها وفللها وفنادقها الفخمة أصبحت مقراً لعدد من قادة هذه الجماعة الإرهابية الفارين من وجه العدالة في جمهورية مصر العربية الشقيقة بعد أن أسقطت ثورة 30 يونيو حكم الإخوان المجرمين الفاسد والجائر في مصر والمتمثل بمحمد مرسي، بحيث أضحت الدوحة داعماً ومنبراً للإخوان المجرمين للهجوم على القيادة والشعب المصري، والدوحة نفسها هي مقر ومنبر "يوسف القرضاوي" الذي هاجم دولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وأجهزة أمن وقضاء وشعباً، بسبب إلقاء القبض على عدد من الإخوان المجرمين الذين أثبتت التحقيقات والمحاكم تورطهم في الإساءة إلى أمن وأمان دولة الإمارات.
وليس غريباً على الأمير الدفاع في تصريحاته نفسها عن حركة حماس الابنة غير المعلنة لجماعة الإخوان المجرمين، والادعاء زورا وبهتانا بأنها ممثل شرعي للشعب العربي الفلسطيني، فالدوحة أيضاً هي مقر ومنبر للمدعو خالد مشعل رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس.
وحماس ليست الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني؛ إذ يرفضها عدد كبير من أبناء فلسطين خصوصاً في قطاع غزة الذي استولت عليه حماس بانقلاب مسلح على السلطة الوطنية الفلسطينية، وزادت حماس بسياسة القمع التي تقوم بها الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة من قبل القوات الإسرائيلية المحتلة.
ولكن الغريب تفاخر الأمير وقوله إن قطر نجحت "في بناء علاقات قوية مع إيران نظراً لما تمثله إيران من ثقل إقليمي وإسلامي لا يمكن تجاهله، وأنه ليس من الحكمة التصعيد معها، خاصة أنها قوة كبرى تضمن الاستقرار في المنطقة عند التعاون معها، وهو ما تحرص عليه قطر من أجل استقرار الدول المجاورة".
والسؤال الموجه إلى أمير قطر: أي استقرار في المنطقة تضمنه إيران؟، وهي التي دعمت وتدعم بمليارات الدولارات وبأطنان السلاح، المليشيات الطائفية في العراق، والنظام السوري وحزب الله خلال الأحداث الأليمة المستمرة في سوريا، وأيضاً الحوثيين في اليمن، وكذلك التمرد الطائفي في البحرين، وهي التي لا تزال تحتل الجزر الإماراتية الثلاث العزيزة على قلوبنا جمعياً، والتي ستعود إلى السيادة الإماراتية عاجلاً أم أجلاً أن الحق لا بد أن يعود إلى أصحابه ولأن الحق يعلو ولا يعلى عليه.
وعلى القطريين أن يفهموا أن علاقتهم بجماعة الإخوان المجرمين وابنتها غير المعلنة حركة حماس والجماعات الإرهابية السورية مثل جبهة النصرة، هي أشبه بالزواج العرفي غير المسجل ولا الموثق والذي لن يستمر، فالإخوان المجرمون وحماس سيغدرون بقطر كما غدروا من قبل بمصر وسوريا، وجبهة النصرة "فتح الشام" ستغدر بقطر كما غدرت من قبل بشقيقتها داعش الإرهابية.
وعلى القطريين أن يفهموا أيضاً أن علاقتهم القوية بإيران هي أشبه بزواج المتعة، وهي علاقة عابرة ومؤقتة وستنتهي فور حصول إيران على مرادها الدنيء، وهو تشتيت الصف العربي، والسيطرة على المشرق العربي من العراق إلى لبنان مروراً بسوريا، والهيمنة على منطقة الخليج العربي انطلاقاً من التمرد الطائفي في البحرين، والانقلاب الطائفي على الشرعية في اليمن.
وختاماً نقول لقطر كفى انقلابات وغدر وتمرد على نفسك وعلى دول الخليج العربي والدول العربية والإسلامية والدول الصديقة، وكفى علاقات محرمة بينك وبين دول ومنظمات إرهابية، هداك الله سبحانه وتعالى، عودي إلى الصف الخليجي والعربي والإسلامي والعالمي في حربه على الإرهاب، قبل أن تغلق عليك أبواب التوبة، وتفتح أبواب الحساب.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة