الحيادية أكبر وأقبح خيانة عندما يتعرض الوطن للهجوم أو المؤامرات التي تستهدف أمنه ووحدته واستقراره
لا توجد خيانة أكبر وأقبح من اتخاذ موقف «حيادي» عندما يتعرض الوطن للهجوم أو المؤامرات التي تستهدف أمنه ووحدته واستقراره، ومن يزعم أنه محايد في وضع كهذا بحجة تجنب الفتنة، ليس سوى عدو أو عميل للعدو يحاول أن يخفي ميوله وولاءه الحقيقي للإفلات من المحاسبة والعقاب القانوني والاجتماعي الذي عادة ما يطال خونة الأوطان في كل مكان وزمان.
تصريحات أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني التي حاول وزير خارجيته إنكارها رغم تطابقها مع جميع المواقف الرسمية المعلنة للدوحة منذ سنوات طويلة لم تتسبب في انكشاف المؤامرة القطرية الإيرانية على الخليج فحسب، وإنما كشفت أيضا عن طابور خامس يقيم بيننا للأسف ويوالي أعداء السعودية بلؤم وخسة غير مسبوقين، لكن الجيد في الأمر أن مرتزقة ذلك الطابور قلة يعدون على أصابع اليدين رغم استعانتهم بأعداد كبيرة من الحسابات الوهمية في شبكات التواصل لتضخيم صوتهم بمساندة جهات مخابراتية دولية تمتلك فعليا آلاف الحسابات في تويتر مهمتها الأساسية مهاجمة السعودية ونشر الإشاعات والأكاذيب في الوسوم النشطة فيها كل يوم.
يهاجم الخونة الإعلام الوطني ويجدون الدعم الإلكتروني من الجهات المعادية للمملكة لأنهم يعرفون أنه السلاح الأمضى والأكثر إيلاماً لخصوم السعودية، هذا أمر محسوم ويدركه كل متابع للشأن العام، وهو ما جعل الدوحة تحاول منذ منتصف تسعينات القرن الماضي أن تصنع لنفسها كيانات إعلامية قادرة على خوض المعارك مع الإعلام السعودي تحديدا، لكنها فشلت فشلا ذريعا بعد أن صرفت المليارات وهي تحلم بأنها ستتمكن يوما من تغيير خارطة العالم العربي بالتآمر والتغطيات الإعلامية التي تخدم مشروعها الأسود الداعم للإرهاب في كل مكان.
فشلت قطر وفشل إعلامها وكذلك تعرى مرتزقتها لأن وعي المواطن العربي تجاوز خطابها التآمري بعد أن تابع طوال ست سنوات، هي عمر ما سمي بـ«الربيع العربي»، سقوطها في وحل دعم التنظيمات الإرهابية وتخريب الدول العربية، بجانب دعمها المشروع الإيراني من خلف الكواليس اعتقادا من ساستها أن طهران كرت لعب يمكنهم الاستفادة منه وابتزاز العرب به متى ما حانت لهم الفرصة لتوجيه طعناتهم الغادرة للجسد العربي.
اليوم أدرك العالم أجمع أن الدوحة قبلة كل جماعات وتنظيمات الإرهاب والتطرف، والملاذ الآمن لها وقت الأزمات، وباتت التحركات الدولية تتخذ خطوات أسرع لمحاصرة مشروعها والبدء بمحاسبتها، وهذه نهاية طبيعية ومستحقة تماما للسياسة الحمقاء التي انتهجتها بحثا عن مجد وهمي يغطي عقدة النقص التاريخية التي تسيطر عليها بسبب تقزمها الجغرافي، وهو ما قادها إلى حفل تعرٍّ سياسي تاريخي سيستمر طويلاً إن لم تعد إلى محيطها الخليجي وتغتسل بندم من النهج المؤامراتي الذي أودى بها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة