لا تزال القيادة القطرية ممثلة بتميم بن حمد تواصل خطواتها المشبوهة وتصريحاتها الاستفزازية رغم استمرار أبواقها الإعلامية بمحاولة نفي ما قاموا بنشره سابقا من تصريحات مسمومة استهدفت المملكة العربية السعودية
لا تزال القيادة القطرية ممثلة بتميم بن حمد تواصل خطواتها المشبوهة وتصريحاتها الاستفزازية رغم استمرار أبواقها الإعلامية بمحاولة نفي ما قاموا بنشره سابقا من تصريحات مسمومة استهدفت المملكة العربية السعودية، وزعزعة الاستقرار في الخليج العربي، وتهديد للجيران الأشقاء العرب لصالح إيران الفارسية ذات الأطماع في المنطقة، ضاربين بعرض الحائط كل أمانة ونزاهة ووفاء.
التصريحات الأخيرة لأمير قطر والتي جاءت كما نشره أولا الإعلام الفارسي والمحسوبون عليه من أتباع إيران في المنطقة، وأذناب ما يسمى بمحور المقاومة الكاذب، ونشرت على أنها رسالة تهنئة ومباركة، أظهرت ما يشبه الاستجداء من الأمير للرئيس "المختار" روحاني بعد مسرحية الديمقراطية التي شهدتها إيران، فحملت تهنئة مصحوبة بحاشية من الكلمات تحاول وصف "عمق العلاقات التاريخية" بين الدوحة وطهران، والتي اعتبرها أمير قطر "عريقة وتاريخية ووثيقة"، وفي إشارة إلى الاستمرار بنفس نهجه المعاكس للنهج العربي والخليجي خاصة، أصر على رغبته بـ"تعزيز العلاقات أكثر مما مضى"، بل وصل فيه الأمر إلى حد تجنب ذكر اسم الخليج العربي كاملا، مكتفيا بقول "منطقة الخليج".
ومما يثير السخرية أكثر، رد روحاني عليه والذي أظهر تناغما كبيرا بين الطرفين في طرق المواضيع المشتركة، وعكس وجهة نظر موحدة، بخلاف ما أجمع حوله العرب والخليجيون خلف المملكة العربية السعودية، ليس قبل عشرات السنين فقط، بل قبل أيام من نشر بيان أمير قطر.
في المقابل ورغم كل ما يتتابع من مواقف وتصريحات أقل ما يقال عنها إنها مخزية، على لسان من كان يفترض منهم يوما أن يكونوا مصطفين كرجل واحد خلف الشقيقة الكبرى وقبلة المسلمين، المملكة العربية السعودية، إلا أننا نجدهم مستمرين في سياستهم المشبوهة والمشوهة، والتي تعكسها منذ أعوام عقارب الإعلام القطري وعلى رأسها قناة الجزيرة، والتي ظهر جليا دورها في بث سموم التفرقة والتشرذم، ودعم الجماعات الإرهابية والمتطرفة، والتي تشوه اسم الإسلام وصورة المسلمين في العالم.
التصريحات الأخيرة لأمير قطر أظهرت ما يشبه الاستجداء من الأمير للرئيس "المختار" روحاني بعد مسرحية الديمقراطية التي شهدتها إيران، فحملت تهنئة مصحوبة بحاشية من الكلمات تحاول وصف "عمق العلاقات التاريخية" بين الدوحة وطهران
وعلى الرغم من مواصلة قطر العبث في أمن المنطقة والعمل لتحقيق مصالح إيران التوسعية الخبيثة، ودعم مرتزقتها ممن أطلق عليهم أمير قطر "حركات المقاومة"، وهي الخلايا النائمة التي تنتظر إشارة من مرشد إيران لتعيث في الأرض فسادا وخرابا، لم نجد من دول الخليج الأخرى بقيادة المملكة العربية السعودية، التي لطالما صفحت وغفرت ووضعت الأعذار لقطر، بل تعاملت دوما مع القيادة القطرية على أنها فرد من العائلة الخليجية العربية الواحدة، مقدمين الأخوة على "الحقائق".
بعد مزاعم الدوحة ومحاولاتها للتهرب من تصريحات تميم، إلا أن للمتابع وغير المتابع أن يلحظ أن لهذه التصريحات الإيقاع نفسه الذي لطالما عزفت عليه قطر عبر تاريخ نزاعات المنطقة، ويمكن لمن أراد التوضيح البحث عن كلمتي "شكرا قطر"، وهي التي ذاع صيتها بعد الدعم اللامحدود الذي ضخّته القيادة القطرية لمليشيا حزب الله الإرهابي، والتي لا تزال مناطق نفوذ الحزب في لبنان وكذلك في دمشق وطهران تنهل من خيراته وتتحدث عنه، حتى وإن قال قائل إن العلاقات بين قطر ومحور ما يسمى بالمقاومة قد شابها بعض الفتور بعد الأزمة السورية، لكن لا يخفى على أحد اليوم وقد كشف الزيف والكذب أنه لولا وجود رابط وعلاقات وطيدة بينهما لما شهدنا بعض الاتفاقات هنا وهناك بين المليشيات والمرتزقة على الأرض في سوريا والعراق، كما يمكن للمتابع لإعلام ما يسمى المقاومة، أن يلحظ غياب أي تفاعل مع ما بدر من أمير قطر الذي خرج من خلال بيانه عن وحدة الصف العربي والخليجي.
وهنا نقف مفسحين الطريق من جديد أمام القيادة القطرية، بانتظار أن يبادر أمير قطر بفتح الخط، كما بادر بالمباركة لروحاني، أن يبادر بإصدار بيان على الأقل، يشرح من خلاله حقيقة موقفه، وهو الذي شهد مؤتمرات الرياض وملتقياتها، وعرف تماما أن الوحدة الخليجية والعربية والإسلامية لن تكون إلا خلف المملكة العربية السعودية، كما أجمع على ذلك ممثلون عن أكثر من خمسين دولة إسلامية، على رأسها دول الخليج العربي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة