كورونا تفتك بالمرضى.. سر القوة في أفعى الجرس
توصل فريق من العلماء الأمريكيين إلى سر قدرة فيروس كورونا على الفتك بالمرضى، إذ وجدوا أنه يطلق إنزيم السم المشابه لسم الأفعى الجرسية.
كشفت دراسة جديدة أن فيروس كورونا المستجد يستمد قدرته على الفتك بالمرضى من نفس الطريقة التي تقتل بها الأفعى الجرسية ضحاياها، إذ يقوم بإطلاق إنزيم مشابه للسموم العصبية التي يتم إطلاقها خلال لدغات هذه الأفاعي، وهي الآلية التي يعتقد العلماء أنها قد تقود للتنبؤ بالمرضى الذين من المرجح أن يموتوا من الفيروس، وفقاً لموقع "Study Finds" الأمريكي.
وقال الموقع، في تقرير نشره الأربعاء، إن هذا الإنزيم يؤدي إلى زيادة شدة أعراض الفيروس عن طريق التسبب في التهابات شديدة تؤثر على الجهاز المناعي للمريض، مما يؤدي إلى فشل أجهزة الجسم.
ونقل الموقع عن كبير مؤلفي الدراسة الدكتور فلويد شيلتون، قوله: "العديد من المرضى الذين ماتوا بسبب كوفيد-19 كان لديهم بعض من أعلى مستويات هذا الإنزيم التي تم الإبلاغ عنها على الإطلاق".
ولفت الموقع إلى أن هذا الإنزيم الذي يفرزه فيروس كورونا لديه نفس التسلسل الجيني للمادة الكيميائية النشطة الرئيسية في سم الأفعى الجرسية، الذي يقتل الإنسان في غضون ساعتين فقط، فضلاً عن أنه مثل السم الذي يمر عبر الجسم، فإنه لديه القدرة على الارتباط بالمستقبلات في الأعصاب والعضلات وربما تعطيل وظائفها.
ورأى الموقع أن الدراسة، التي أجريت في جامعة أريزونا، الولايات المتحدة، ونُشرت نتائجها في مجلة "الأبحاث السريرية"، تفتح الباب أمام وجود علاج جديد لخفض معدلات الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا.
وتابع: "ظل الدكتور شيلتون يعمل على فحص هذا الإنزيم منذ أكثر من 3 عقود، كما أنه كان مادة للدراسة على مدى نصف قرن، ولكن فريق جامعة أريزونا هو الأول الذي يتوصل لأوجه التشابه بينه وبين سم الأفعى الجرسية".
وأضاف الموقع أن ما أثار دهشة العلماء هو أن هذا الإنزيم موجود أيضاً لدى الأفراد الأصحاء ولكن بتركيزات منخفضة، إذ إنه يلعب دوراً مهماً في مكافحة العدوى عن طريق القضاء على البكتيريا، إلا أنه عند تواجده بمستويات مرتفعة فإنه يؤدي لتمزيق أغشية الأعضاء الحيوية.
ويوضح الدكتور شيلتون: "يحاول هذا الإنزيم الموجود في الجسم قتل فيروس كورونا، ولكن عند نقطة معينة فإنه يتم إطلاقه من قبل الأخير بكميات كبيرة مما يؤدي إلى تدمير أغشية خلايا المريض، وبالتالي فشل العديد من الأعضاء ثم الوفاة".
وقد أظهرت الدراسة أن معظم الأفراد الأصحاء لديهم مستويات تبلغ حوالي نصف نانوجرام لكل مليلتر في المتوسط، إلا أن فيروس كورونا قد تمكن من الفتك بـ63% من المرضى الذين أصيبوا بأعراض حادة مع إطلاق مستويات مرتفعة من الإنزيم لا تقل عن 10 نانوجرام لكل مليلتر، ولفت الموقع إلى أنه يتم العمل حالياً على تطوير أدوية تعمل كمثبطات لهذا الإنزيم، وأنها قد باتت تخضع بالفعل للاختبارات.
ومن جانبه، فقد رأى المؤلف المشارك في الدراسة، ماوريتسيو ديل بويتا، أن "هذه الدراسة تساعد على التوصل لهدف علاجي جديد يمكنه تقليل أو حتى منع وفيات كورونا".
aXA6IDMuMTQ5LjI0LjE0MyA= جزيرة ام اند امز