فاعلية وأمان لقاح كورونا للأطفال.. 7 أسئلة وأجوبة
مع انطلاق حملات تطعيم الأطفال باللقاحات المضادة لفيروس كورونا بعدد من الدول، تسيطر على الكثير من الآباء والأمهات حالة من القلق والحيرة.
وتظهر استطلاعات الرأي أن العديد من الآباء على الحياد بشأن ما إذا كان يجب تطعيم أطفالهم الأصغر سناً ومتى.
وفي هذا الصدد، نشر موقع "National Public Radio" الأمريكي، مجموعة من الأسئلة الشائعة والإجابة عليها التي تدور في أذهان الآباء فيما يخص ضرورة تطعيم أطفالهم أم لا.
-هل الأطفال بحاجة حقاً إلى التطعيم ضد كورونا؟
صحيح أن معظم الأطفال المصابين بالفيروس يعانون من أعراض خفيفة وأنهم نادراً ما يموتون بسبب المرض، لكن علماء الصحة الذين أوصوا بالتلقيح، يؤكدون أن التطعيم يمكن أن يمنع العديد من الإصابات، وكذلك يمنع تعطيل الدراسة والاستشفاء والمضاعفات النادرة والشديدة للمرض.
ووفقًا لتحليل المركز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، زاد عدد الأطفال والمراهقين الذين نقلوا إلى المستشفى 5 أضعاف تقريباً خلال أشهر الصيف وسط زيادة انتشار سلالة دلتا.
بالإضافة إلى ذلك، أصيب أكثر من 5200 طفل ومراهق في أمريكا بـ(MIS-C) أو متلازمة الالتهاب متعدد الأنظمة عند الأطفال (متوسط أعمارهم 9 أعوام)، وهي حالة مرتبطة بكوفيد-19والتي غالباً ما تؤدي إلى دخول وحدة العناية المركزة.
ومن الصعب التنبؤ بالأطفال الذين يصابون بالفيروس التاجي والذين سيصابون بـ COVID-19 أو MIS-C الحاد.
وقال الدكتور ديفيد كيمبرلين، طبيب الأطفال في الأمراض المعدية بجامعة ألاباما في مدينة برمنجهام الأمريكية: "كل شيء عن هذا الفيروس لا يمكن التنبؤ به، وعلينا أن نفعل كل ما في وسعنا لحماية أنفسنا ولحماية أطفالنا مما يستطيع هذا الفيروس فعله".
أما الدكتورة أماندا كوهن، رئيسة طبية للمركز الوطني للتحصين وأمراض الجهاز التنفسي (NCIRD) الأمريكي أوضحت أن حصول الأطفال على لقاح كورونا سيمنع الوفيات، ودخول وحدة العناية المركزة، وسيمنع حدوث نتائج سلبية كبيرة على المدى الطويل.
-ما مدى فعالية لقاح COVID-19 للأطفال؟
درست تجربة سريرية أجرتها شركتي Pfizer و BioNTech جرعة لقاح تبلغ 10 ميكروجرامات في الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 11 عاماً، وهذا يمثل ثلث الجرعة الممنوحة للبالغين والأطفال في سن 12 عاماً أو أكبر.
واختيرت الجرعة الأقل لتقليل الآثار الجانبية ولكنها لا تزال تحفز استجابة مناعية قوية، وفقاً لصانعي اللقاح.
وأظهرت البيانات التي قدمتها شركات الأدوية إلى إدارة الغذاء والدواء أن اللقاح كان فعالاً بنسبة 90.7 ٪ ضد أعراض COVID-19.
كانت استجابة الجسم المضاد للقاح مماثلة لتلك التي لوحظت في الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 25 عاماً.
كما يشير أطباء الأطفال أيضاً إلى بيانات واقعية حول فعالية اللقاحات لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاماً، فوسط زيادة تفشي سلالة دلتا الأخيرة، كانت معدلات الاستشفاء أعلى بنحو 10 أضعاف في المراهقين غير المطعمين من المطعمين، وفقاً لتحليل حديث لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
-ما الآثار الجانبية الشائعة للقاح عند الأطفال؟
لم يتم تحديد مشاكل سلامة جديدة في دراسات الشركات لهذا اللقاح.
كانت الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً الموثقة في الدراسة مماثلة لتلك التي تعرضت لها الفئات العمرية الأخرى بلقاحات COVID-19.
وكان أكثرها شيوعاً هو الألم في موقع الحقن والإرهاق والصداع وآلام العضلات.
وقالت الدكتورة إيبوكونولوا كالو، طبيبة الأطفال وأخصائي الأمراض المعدية في جامعة ديوك الأمريكية: "إن الأطفال الذين يحصلون على اللقاح يشعرون بأنهم "بخير في غضون يومين أو 3 أيام".
-هل يجب القلق بشأن الآثار الجانبية الخطيرة؟
في حالات نادرة للغاية، بعد التطعيم بلقاح ميرنا من إنتاج شركة فايزر وموديرنا، أصيب الناس بالتهاب في عضلة القلب.
وفي تجربة فايزر السريرية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عاماً، لم تكن هناك حالات التهاب عضلة القلب، على الرغم من اعتراف الشركة بأن التجارب لم تكن كبيرة بما يكفي لالتقاط مثل هذه الأحداث النادرة.
وأوضح كيمبرلين، طبيب الأطفال في الأمراض المعدية بجامعة ألاباما في برمنجهام، أن التهاب عضلة القلب بعد التطعيم "نادر جداً جداً". وعادة ما تكون قصيرة العمر.
وفي معظم الحالات، يتحسن المراهقون المصابون بالتهاب عضلة القلب بسرعة.
من المتوقع أن تكون معدلات التهاب عضلة القلب بعد التطعيم أقل لدى الأطفال الصغار مقارنةً بالمراهقين.
والتهاب عضلة القلب، الذي يمكن أن يحدث أيضاً بعد العدوى البكتيرية والفيروسية، بما في ذلك COVID-19، يكون بشكل عام أقل شيوعاً بين الأطفال الأصغر سناً، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن الحالة مرتبطة بهرمونات البلوغ، كما أوضحت طبيبة الأطفال نيكول بالدوين.
وأضافت كالو، طبيبة الأطفال وأخصائي الأمراض المعدية في جامعة ديوك، أن حجم الجرعة الأصغر للأطفال الأصغر سناً قد يقلل أيضاً من المخاطر.
-هل يمكن الانتظار قليلاً لرؤية كيف تسير التطعيمات قبل القيام بتطعيم الأطفال؟
يحث العديد من أطباء الأطفال الآباء على عدم الانتظار، أولاً وقبل كل شيء لأن أطفالهم سيظلون معرضين لخطر الإصابة بمرض COVID-19.
وبهذا الشأن، قالت الدكتورة تينا تان، طبيبة الأطفال وأخصائية الأمراض المعدية في مستشفي آن وروبرت لوري للأطفال بشيكاغو: "لا يمكنك الانتظار حتى يتم إعطاء الملايين والملايين من الجرعات قبل أن تقرر، لأن هذا الفيروس سيستغل كل فرصة ممكنة لإصابة شخص ما".
وأضافت: "نظراً لأن متغير دلتا هو أكثر قابلية للانتقال، يمكن للأطفال أن يصابوا به ويمكن أن يمرضوا تماماً، لا يمكنك التنبؤ في الطفل الطبيعي السليم، من سيمرض بشدة ومن لا يمرض، لذلك، فالتطعيم هو أفضل طريقة لحماية طفلك من الإصابة بمرض COVID الشديد ".
-هل يحتاج الأطفال الذين أصيبوا بالفعل بكوفيد إلى اللقاح؟
حتى بالنسبة للأطفال الذين أصيبوا بالفعل بـ COVID-19، قال أطباء الأطفال إنه لا يزال من المفيد الحصول على اللقاح، موضحين: "نحن لا نفهم حقاً مدة المناعة عندما يتعلق الأمر بالأطفال، غالباً ما يصاب الصغار بعدوى خفيفة، لذلك لا نعرف ما الذي يرتبط به ذلك فيما يخص مستويات الأجسام المضادة ومدة الحماية".
وقد يميل بعض الآباء إلى اختبار مستويات الأجسام المضادة لأطفالهم، لكن الدكتورة كيت راسل وودوورث، أخصائية الأوبئة الطبية في المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، قالت في اجتماع مستشاري مراكز السيطرة على الأمراض، الثلاثاء، إن هذه الاختبارات ليست طريقة موثوقة لتحديد ما إذا كان الشخص محمي من الإصابة مرة أخرى، لذلك، يوصي مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بعدم استخدامها في قرارات التطعيم.
-هل يجب على الأطفال البالغين 11 عاماً، الانتظار الحصول على جرعة أعلى للبالغين في سن الـ 12؟
ينصح الأطباء الآباء بعدم بالانتظار، كما أوضحوا أنه من المهم للوالدين أن يفهموا أن الجرعة الأقل المقدمة كاستجابة مناعية قوية مثلها مثل الجرعات الأعلى عند الأطفال الأكبر سناً مع آثار جانبية أقل.