الناجون من كورونا.. عرض خطير رغم الشفاء

اضطررت للحد من غسيل الشعر لأنني مرعوبة. لست شخصًا عاطفيًا جدًا، لكن يمكنني أن أقول لكم، هذا غيرني.. أبكي كل مرة أدخل فيها للاستحمام.

عندما بدأ تساقط شعر ستايسي مارافولا على شكل كتل بعد شهرين على نتائجها الإيجابية للإصابة بفيروس كورونا المستجد، لم تكن تشعر بالقلق حينها.

وقالت مارافولا (44 عامًا)، من ولاية بنسلفانيا: "غسلت شعري في أحد الأيام، وسحبت حفنة على حفنة، فكرت أن هذا ربما بسبب ربطة الشعر"، بحسب شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية.

لكن بالرغم من مرور شهرين، لم يتوقف تساقط الشعر، وكل مرة تقوم فيها مارافولا، مدربة صحة وأسلوب الحياة، لغسل شعرها بالشامبو، تتساقط تكتلات من شعرها وتلتف حول أصابعها، وحتى تلتصق بساقيها أثناء الاستحمام.

• أول وفاة في العالم لمتطوع شارك باختبارات لقاح كورونا
• علماء يتعمدون إصابة متطوعين بكورونا.. ميزة عظيمة

وقالت: "اضطررت للحد من غسيل الشعر لأنني مرعوبة.. لست شخصًا عاطفيًا جدًا، لكن يمكنني أن أقول لكم، هذا غيرني.. أبكي كل مرة أدخل فيها للاستحمام".

مارافولا هي واحدة من عدة ناجين من فيروس كورونا الجديد الذين يعانون تساقط غزير للشعر، وهو شيء قال عنه الخبراء إنه ليس غير متوقع تمامًا بعد مرض خطير، لكنه قد يكون مزعجًا.

وقالت الدكتور سارة هوجان اختصاصية الأمراض الجلدية والأستاذ بكلية طب ديفيد جيفن بجامعة كاليفورنيا: "إنه لأمر مزعج، خاصة بالنسبة لمن عانوا الأعراض السريرية لكوفيد، لأن يعانوا هذا أيضًا."

وأضافت: "لكن في كثير من الأحيان، ما أن يتم تشخيص المرضى ويفهمون كيف يتحسن الأمر عادة، يشعرون بتحسن".

وأوضحت أن التساقط المفاجئ للشعر يمكن أن يحدث بعد أي حدث مجهد، بما في ذلك العمليات الجراحية الكبيرة أو حتى الضغط النفسي لمواقف مثل بدء وظيفة جديدة.

لكن يبدو أن جائحة "كوفيد-19" أدت إلى زيادة كبيرة في أعداد الناس الذين يعانون الشعر الخفيف، بحسب هوجان، مشيرة إلى أنه اعتادت أن يزورهها ثلاثة إلى خمسة مرضى يعانون تساقط الشعر في الأسبوع، لكن الآن ازدادت الحالات إلى سبعة مرضى في اليوم.

ولازال السبب وراء فقدان الشعر بغزارة بسبب الحالات التي يمر بها الجسم أو العقل غير مفهوم تمامًا، لكن في معظم الحالات، تشخص حالة المريض بالإصابة بتساقط الشعر الكربي، وهي حالة مؤقتة يتساقط فيها الكثير من الشعر، أكثر من 100 شعرة مما يفقده الناس في اليوم الواحد.

وطبقًا لهوجان، يبدأ تساقط الشعر الكربي بعد نحو ثلاثة أو ستة أشهر من الأزمة المجهدة، وبين معظم المرضى، تحل المشكلة خلال فترة تتراوح من أربعة إلى ستة أشهر. لكن في حالات نادرة، يمكن أن يؤدي الإجهاد المستمر لتساقط مزمن للشعر.

ولا يعتقد الباحثون أن "كوفيد-19" يهاجم بصيلات الشعر، مما يعني أن تساقط الشعر هو رد فعل للجسم على الضغط الجسدي والمعنوي الذي يسببه المرض، وليس أحد أعراض المرض نفسه.

وقالت لورين كول الأستاذ المساعد بطب الأمراض الجلدية في جامعة ألاباما إن كل الخسائر الأخرى للجائحة هي ما تؤدي لتساقط الشعر، مثل المشاكل المادية أو الحزن على وفاة أحد أفراد العائلة.