مؤتمر العمل السياسي، سيباك، i, الحدث الثالث، الذي يترقبه الأمريكيون سنويا، بعد خطاب حالة الاتحاد وعشاء الصحفيين في "البيت الأبيض"، لما يحمله من طروحات تُلقي بظلالها على الحياة السياسية في الولايات المتحدة.
ويكتسب المؤتمر أهمية كبرى في ظل ما تشهده إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن من تخبط، سواء في السياسة الداخلية ومعالجة القضايا الملحة للمواطن الأمريكي، أو في السياسة الخارجية، كما أن مؤتمر العمل السياسي CPAC يأتي قبل عشرين شهرا من الثلاثاء الكبير في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، موعد إجراء الانتخابات الرئاسية، التي يبدو أنها انطلقت باكرا نتيجة الإخفاقات الديمقراطية.
ومؤتمر العمل السياسي المحافظ، الذي تم إطلاقه عام 1974، أكثر ملتقى مؤثر للمحافظين في العالم، حيث يجمع بين مئات المنظمات المحافظة وآلاف الناشطين وأهم قادة الرأي والسياسة في العالم، وذلك على مدار أربعة أيام يجري فيها مناقشة كل الرؤى السياسية في الداخل الأمريكي والعالم، فالمؤتمر كما ذكرت يجمع أكثر من 20 ألف شخص يمثلون المنظمات المحافظة الرائدة والمؤسسات التعليمية والمسؤولين المنتخبين وقادة الفكر والشخصيات الإعلامية والنشطاء الذين يعملون من أجل الفكر المحافظ في الولايات المتحدة والعالم.
ويعتقد القائمون على المؤتمر، والعديد من المفكرين والمتابعين، أن دستور الولايات المتحدة يعتبر أفضل ميثاق سياسي للحكم، حيث وُضع وصُمّم لضمان الممارسة الحرة للحقوق الأصيلة للفرد، وأن الرأسمالية هي النظام الاقتصادي الوحيد في عصرنا المتوافق مع الحرية السياسية.. لذلك وفي إطار المحافظة على قيم الحرية والعيش المرفه تم إنشاء تحالف العمل السياسي المحافظ CPAC من أجل تحقيق كل الأهداف التي تعزز العمل السياسي المسؤول.
والمؤتمر، الذي شهد الإطلالة الأولى لترامب بعد انتهاء ولايته، حين قال "المسيرة لم تنتهِ"، ها هم المشاركون فيه بنسخته في 2023 يُجمعون أن الولايات المتحدة تريد رئيسا من طراز ترامب يعيد لها مكانتها السياسية والاقتصادية بعد "فشل" بايدن والديمقراطيين في إيجاد حلول للأزمات، وثبت بالدليل -حسب رأيهم- أن توجهات ترامب كانت هي الحل، خصوصا أنه أظهر حضورا وتأثيرا كبيرين في نجاح سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب، وكان ذا بصمة في إيصال كيفن مكارثي إلى رئاسة مجلس النواب، وأنه الأقدر على إعادة الجمهوريين إلى "البيت الأبيض" وإعادة هيبة أمريكا، فالرجل يُنظر إليه على أنه "رجل سلام" في العالم.. كيف لا وهو الذي رعى اتفاقيات إبراهيم بين إسرائيل وعدد من الدول العربية؟
ويقول العديد من المستشارين والاستراتيجيين والمسؤولين الجمهوريين إن ترامب يمارس على الحزب جاذبية لا تُقاوم بسبب قوته المستمرة في استطلاعات الرأي، حيث أظهرت آخر أربعة استطلاعات في شهر فبراير/شباط 2023 أن ترامب تلقى دفعة قوية من الدعم داخل الحزب الجمهوري لتحديد المرشح الذي سيخوض الانتخابات الرئاسية القادمة 2024 أمام بايدن، فقد كشف استطلاع شركة Emerson أن ترامب يتقدم بفارق 30 نقطة، مقابل حاكم فلوريدا، رون دي سانتيس، أما استطلاع قناة Fox News خلص إلى أن ترامب يتقدم بفارق 15 نقطة، وأشار استطلاع Emerson إلى أن ترامب يتقدم على بايدن بنسبة4%.
هذه الأرقام تضمن لترامب أن يحظى بأصوات الحزب الجمهوري لخوض السباق الرئاسي رقم 60، وبالتالي يتفوق على المرشحين الآخرين من الحزب الجمهوري.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة