ساعات حاسمة في COP30.. خلافات الوقود الأحفوري تطيل عمر المؤتمر
مع بقاء ساعات قليلة على انتهاء مؤتمر الأطراف الثلاثين COP30 رسميا يوم الجمعة، لا تبدو المحادثات قريبة من نهايتها.
فقد تسبب الحريق الذي اندلع بعد ظهر الخميس في تعطيل المفاوضات وتأجيل اجتماعات رئيسية، غير أن المشكلة الحقيقية لا تكمن في الحريق نفسه، بل في استمرار التباعد الكبير بين الدول بشأن القضايا الجوهرية التي ستحدد ملامح هذا المؤتمر.
وتشمل هذه القضايا: بدء عملية لوضع "خارطة طريق" للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري؛ والاستجابة لحقيقة أن خطط المناخ الوطنية الحالية لا تزال غير كافية للحد من الاحتباس الحراري العالمي إلى 1.5 درجة مئوية؛ إضافة إلى تمويل الدول الغنية لمساعدة الدول الفقيرة على مواجهة أزمة المناخ.
وأصبح من شبه المؤكد الآن أن مؤتمر الأطراف الثلاثين سيحتاج إلى وقت إضافي، رغم توقعات البرازيل الواثقة في وقت سابق من هذا الأسبوع بإمكانية إنهاء القضايا الأكثر إثارة للجدل قبل أيام من الموعد المحدد. غير أن مجريات الأحداث تشير إلى أن الخلافات بين الدول قد تعمقت، فيما تتزايد الانتقادات الموجهة للرئاسة البرازيلية نفسها.

وقد أظهرت مسودة نص جديدة، عُرضت قبل نحو ساعة من طلوع الفجر في بيليم يوم الجمعة، استبعاد التزامات رئيسية، إذ خلت من أي إشارة للوقود الأحفوري، ولم تتضمن خيارات لتأجيل دراسة ضعف خطط المناخ الحالية إلى موعد لاحق.
ودفعت هذه المسودة عشرات الدول المؤيدة للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري إلى إصدار رسالة استباقية كشفت عنها صحيفة الغارديان في وقت متأخر من مساء الخميس. وأصرت هذه الدول، وهي مزيج من دول متقدمة ونامية، على أن أي نتيجة لمؤتمر الأطراف الثلاثين لا تعالج ضرورة "الانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري" ستكون غير مقبولة.

ومع ذلك، فإن ما يطلب من الدول الموافقة عليه بشأن الوقود الأحفوري ليس خارطة طريق فعلية، بل هو أشبه بـ"خارطة طريق لخارطة طريق". وفي السيناريو الأكثر ترجيحا، سيقتضي الأمر موافقة الحكومات على بدء عملية مشاورات في منتدى مفتوح يمكن لجميع الدول إسماع أصواتها فيه، على مدى فترة قد تمتد لعدة مؤتمرات للأطراف، لمدة سنتين أو ربما ثلاث سنوات.
وسيكون لكل دولة الحق في تحديد مسارها الوطني الخاص. ولن تجبر أي دولة على تحديد موعد نهائي لإنتاجها أو استخدامها للوقود الأحفوري، كما لن تلزم بتحديد معالم مرحلية على طول الطريق أو الموافقة على إجراءات محددة.

وفي جوهره، لن يكون الاتفاق المرتقب سوى موافقة على بدء مناقشة أكثر تفصيلا للوعد الذي قطع عام 2023 في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين في دبي، في الفقرة 28 من نص القرار، بشأن "الانتقال بعيدا عن الوقود الأحفوري".
ويقال أن الدول الكبرى المستهلكة للوقود الأحفوري تعارض ذكر مسألة التخلص التدريجي، فيما يفهم أن موقف الصين يتسم بالتردد، بينما يبدو موقف الهند التي تسعى لاستضافة مؤتمر الأطراف الثالث والثلاثين أقل وضوحا.
وفي المقابل، تؤيد بعض الدول التي تمتلك احتياطيات من الوقود الأحفوري هذا التحول؛ فدولة مثل كولومبيا، رغم احتياطياتها من الفحم، تُعبر بقوة عن دعمها لهذه الخطوة، وكذلك سيراليون، بينما تميل نيجيريا وهي منتج رئيسي للنفط إلى تأييد التخلص التدريجي.

وبدأت رئاسة البرازيل لمؤتمر الأطراف الثلاثين، التي انطلقت وسط إشادات واسعة وتقدير للعمل التحضيري القوي الذي قام به فريقها، تتعرض لانتقادات لاذعة من عدة دول.
وقد أُبلغت الغارديان أن "دبلوماسية المكوكية" التي تنتهجها الرئاسة ــ عبر دعوة الدول، فرادى أو مجموعات، لمشاورات خاصة ــ تثير إحباطا لدى البعض ممن يرغبون في التفاوض المباشر فيما بينهم، في صيغة أقرب إلى "موتيراو" أو اجتماعات القبائل الأصلية التي وعدت بها البرازيل منذ البداية.

وفي الأثناء، لم تُحسم بعد المفاوضات المتعلقة بسد الفجوة بين تعهدات الانبعاثات الحالية وما هو مطلوب للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية. وتشمل الخيارات المذكورة في النص مزيدًا من الحوار، أو إنشاء "مسرّع التنفيذ العالمي" الذي يمكن للدول من خلاله الانضمام طوعًا لاتخاذ إجراءات أكثر حزمًا.

وعند هذه المرحلة من مؤتمر الأطراف، يسود الارتباك والإحباط عادةً، ولا يزال أمام البرازيل بعض الوقت لمعالجة هذه القضايا. إلا أنه من الجدير بالذكر أن الهدف الرئيسي المُعلن للدولة المضيفة عند استضافتها هذا المؤتمر كان "إرسال إشارة تؤكد نجاح العملية متعددة الأطراف". وسيتطلب ذلك قدرًا كبيرًا من الدبلوماسية لتجنب انهيار هذا المؤتمر بشكل كامل.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTIwIA== جزيرة ام اند امز