قطر الكيان الذي مارس أسوأ أنواع العمالة لإسرائيل وفتح عاصمته لقياداتها منذ انقلاب 1995.
لا يوجد إنسان مسيحي أو مسلم من المحيط إلى الخليج لم يعتصر قلبه على ما حدث في فلسطين أول أمس الإثنين 14 مايو 2018، اعتراف رسمي من القوة الدولية العظمى لسارقي الأرض المقدسة، واحتفال أمام أعين العالم بتمكين المحتل من أرض لا يملكها طبقاً للقوانين الدولية، ولمقررات الأمم المتحدة، وللعُرف الدولي. وعلى الجانب الآخر مذبحة بشعة لشباب خرجوا للتعبير عن حقوقهم التاريخية بصورة سلمية؛ فيموت منهم العشرات، ويُجرح منهم الآلاف.
بدلاً من العمل على توحيد الصف العربي والإسلامي لدعم الموقف الفلسطيني والحفاظ على عروبة القدس، تتحرك قطر وتركيا وإيران لصب مزيد من الزيت لإشعال الحرائق في العالم العربي؛ لتحقيق مزيد من التفتت والصراع الداخلي باستخدام شعارات فلسطين والقدس، وتوجيه الاتهام إلى دول بعينها.
ثلاث دولة ارتفع صوتها دفاعاً عن القدس وفلسطين، وسارت خلفها قطعان من البشر المخدرين المغيبين من قبل هذه الدول الثلاث: إيران وقطر وتركيا، أطلقت صواريخ من الكلمات، ووابلا من قنابل المواقف العنترية دفاعاً عن القدس، وفي الحقيقة هذه الدول هي أول من تآمر على القدس وعلى فلسطين، ولم تقدم أي منها لقضية فلسطين الا المؤامرات والتخريب، ونشر الفتنة وشق الصف الفلسطيني، وجميعها تدعم إسرائيل بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
تركيا هي أول دولة إسلامية تعترف بإسرائيل منذ إنشائها، وأول دولة إسلامية كانت وما زالت تتعاون عسكرياً مع إسرائيل أكثر من أمريكا ذاتها، حيث تبادل الخبرات في التصنيع العسكري، والتبادل التجاري على أشده، والسياحة والتبادل العلمي والثقافي في أزهى صورة، تركيا أول من اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
تركيا هي من قامت بالدور الأكبر في تفتيت العالم العربي بالتدخل المباشر في دوله بتدمير بعضها مثل سورية، وليبيا، وزرع الفتنة في البعض الآخر مثل مصر وفلسطين، حيث كانت تركيا من أوئل الدول التي غذّت الصراع بين حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية، وبعد ذلك يتباكى على القدس سلطانها؛ ليخدع رعاياه الذين نصبوه خليفةً عثمانياً جديداً على بلادهم، فمنحوه الولاء والطاعة وخانوا أوطانهم.
وقطر، ذلك الكيان الذي مارس أسوأ أنواع العمالة لإسرائيل وفتح عاصمته لقياداتها منذ انقلاب 1995 الذي جاء بالحمدين، وبعد ذلك تآمر على منظمة التحرير الفلسطينية، ودعم حماس لتفتيت الصف الفلسطيني، وخصّص مبعوثاً لغزة لتقسيم فلسطين إلى دولتين، ثم تآمر على مصر، وزرع الإرهاب في سيناء ودعمه بقناة الجزيرة، وبالتمويل والتدريب.
قطر هي التي تآمرت على سورية، وأربكت العالم العربي بتدخلاتها في اليمن، ودعم الحوثيين، قطر ذلك الكيان الذي كانت كل إسهاماته في العقدين الماضيين تنصب على تفكيك العالم العربي... الآن تحرك كل صبيانها ومرتزقتها للهجوم على الدول العربية.
ماذا أبقت مؤامرات قطر من قوة العرب ليتخذوا موقفاً صلباً مما يحدث في فلسطين؟ ألم يسأل حكام قطر أنفسهم أنهم كانوا ومازالوا كالسوس الذي ينخر في الجسد العربي، ويوظف الثروات الهائلة التي منحها لهم الله سبحانه من باطن الأرض لتخريب كل ما على ظهر الأرض في العالم العربي؟ ماذا قدمت قطر للقضية الفلسطينية غير الفتنة بين الفلسطينيين والدعم الاقتصادي لإسرائيل؟
أما إيران التي ترفع شعار القدس لتنفيذ أجندة فارسية عنصرية، وتوظّف الطائفية لخدمة الحلم القومي الفارسي. إيران أكبر من تآمر على العرب منذ انتهاء الاستعمار الغربي في العالم العربي، إيران هي من أخرج العراق من ميزان القوة العربية، إيران هي من دمرت العراق، وقضت على قوته وحولته من ركن من أركان مواجهة إسرائيل، إلى طرف ضعيف متهالك مرهق من مواجهة عدة آلاف من داعش.
إيران هي من دمرت سورية وشلت لبنان، ووضعته تحت وصاية حزب طائفي تحول من حركة مقاومة إلى مليشيا تابعة للمرجعية الإيرانية، وتأتمر بأوامرها، إيران هي من حقق نظرية الأمن الإسرائيلي بصورة مجانية من خلال تخليص إسرائيل من العراق وسورية، بحيث صارت إسرائيل لا تحتاج جيوشا في الشرق والشمال؛ بل صارت تستبيح سورية كما تشاء.
إيران هي من تدخلت في اليمن، وزرعت مليشيات مجرمة، قادت البلد الفقير إلى حرب أهلية، وأرهقت دول جوار اليمن اقتصاديا وعسكرياً من خلال حرب استنزاف تخطط لها إيران وتمولها، وتستخدم فيها صبياناً صغاراً أغراراً تم شحنهم طائفياً من قبل المراجع الدينية التي يوظفها نظام الملالي في إيران والعراق ولبنان.
إيران مثلها مثل تركيا وقطر تآمرت على حركة التحرير الفلسطينية، ودعمت حركت حماس لتفتيت الجبهة الداخلية الفلسطينية.
هذه الدول الثلاث عملاؤها في الدول العربية يرفعون عقيرتهم بالدفاع عن فلسطين والقدس، وهم أول من خان فلسطين وسلم القدس، ولم تقدم أي منها جهداً حقيقياً في سبيل فلسطين والقدس، لم تحارب أي من هذه الدول طوال تاريخها من أجل فلسطين مثلما فعلت بقية الدول العربية، ولكن انعدام الحياء والبجاحة المتناهية هي من أعطت كلاً من تركيا وقطر وإيران هذه القدرة الغريبة على ادعاء مواقف بطولية لم ولن تحدث، وفي نفس الوقت تدين من قدم كل ما يملك، ووصل لمرحلة لا يستطيع فيها فعل شيء.
فبدلاً من العمل على توحيد الصف العربي والإسلامي لدعم الموقف الفلسطيني والحفاظ على عروبة القدس، تتحرك قطر وتركيا وإيران لصب مزيد من الزيت لإشعال الحرائق في العلم العربي؛ لتحقيق مزيد من التفتت والصراع الداخلي باستخدام شعارات فلسطين والقدس.
هذا ما تريده قطر وتركيا وإيران عندما تدافع عن فلسطين والقدس وهي ذات الدول التي خذلت فلسطين والقدس وتآمرت عليهما.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة