قصة أول مركز لعلاج إدمان العملات المشفرة.. تفاصيل مثيرة
قلعة حصينة تشبه قصور العصور الوسطى تسمى "كرايج" وتقع في اسكتلندا، افتتحت حديثا لعلاج الإدمان من المضاربة على العملات المشفرة.
ووفق وسائل إعلام عالمية، يهدف المركز الطبي المتخصص في هذه القلعة لعلاج للأشخاص المدمنين للتداول والمراهنة على فروق الأسعار للعملات الرقمية المشفرة في المقدمة منها "بيتكوين".
ويتعامل مستشفى "كاسل كريج" مع هذه الحالات على أنها من أشكال إدمان القمار.
وذكرت المستشفى أن هناك بعض الأعراض التي يجب على مستخدمي العملات المشفرة البحث عنها حيث قد تشير هذه الدلائل إلى الإدمان .
وأوضحت، من بين هذه الأعراض الشعور بتوتر العضلات والقلق، والتحقق باستمرار من الأسعار عبر الإنترنت (حتى في منتصف الليل) والتفكير في تداول العملات المشفرة عند القيام بأشياء أخرى.
ونشر المركز الطبي في اسكتلندا قائمة بالأسئلة الشائعة لمساعدة الأشخاص على فهم هذه العملات الجديدة بخلاف سرد مصطلحات لأي شخص يريد مناقشة هذه المسألة مع أحد أفراد أسرته الذين قد يكونون قلقين بشأنه.
أعراض الإدمان
يفعل متداول العملات المشفرة أو مدمنها كل أو بعض ما يلي، قضاء كل الوقت في التداول عبر الإنترنت والاقتراض المستمر من العائلة والأصدقاء أو السرقة لتمويل عادتهم السيئة بخلاف رهن معظم الممتلكات لجمع الأموال.
ومن الأعراض الأخرى، الكذب على الأصدقاء والعائلة بشأن حجم خسائرهم وحدوث تقلبات في المزاج والاكتئاب واليأس وأيضا، حدوث اضطراب أو سرعة الغضب عند محاولة قطع أو التوقف عن التداول.
علاج الإدمان
يتعامل الأطباء في المستشفى مع الإدمان على التداول اليومي والعملات المشفرة كشكل من أشكال إدمان القمار والذي تم علاجه لسنوات طويلة.
يستخدم الأطباء في المستشفى نهج العلاج السلوكي ويساعدون المرضى على فهم إدمانهم والتعرف على العواقب والحرمان وتعلم كيفية إدارة الديون والمالية.
وقال خوسيه بيريرا، معالج رئيسي سابق إن إدمان العملات المشفرة يأخذ حياتك بعيدا عنك حيث تصبح مهووسًا حقًا طوال الوقت، وسوف تبدأ في إهمال نفسك وإهمال عائلتك وأصدقائك وأنشطتك الأخرى.
ما هي العملة المشفرة؟
العملات المشفرة هي عملات رقمية لا يدعمها بنك مركزي مثل بنك إنجلترا المركزي، أو أي بنك آخر ويتم شراؤها وبيعها مثل الأسهم ويتم تداولها عالميًا وتتقلب قيمتها أيضا مثل الأسهم.
وسميت العملة المشفرة الأولى "بيتكوين" واستحوذت على نسبة 72٪ من السوق في وقت كتابة هذا التقرير في أبريل/نيسان عام 2018 وهي الأكبر تداولاً في الوقت الحالي.
وساعد العديد من المشاهير مثل الممثلة الأمريكية جوينيث بالترو، وباريس ويتني هيلتون، والممثل الأمريكي كريستوفرآشتون كوتشر، في الترويج لهذه العملات المشفرة.
ويبدو بالنسبة للعديد من الناس أن تداول هذه العملات المشفرة طريقة سهلة للثراء.
وعلى غرار جميع أشكال المقامرة، يمكن أن تكون هذه العملات مسببة للإدمان بشكل كبير.
وبالنسبة لمستشفى "كاسل كريج" يبدو الأمر وكأنه شكل آخر من أشكال إدمان القمار.
وقالت جانيس دورن، الحاصلة على الدكتوراه في الطب النفسي إن واحدًا من كل عشرة متداولين في الولايات المتحدة مدمن هذه العملات الرقمية المشفرة.
وأضافت "في بعض الأحيان يحالف هؤلاء المتداولون الحظ ويفوزون. ولكنهم يخسرون معظم الوقت".
وتابعت، في كثير من الأحيان، يسجل المتداولون في هذه العملات المشفرة خسائر كبيرة لكنهم يستمرون في المضي قدمًا لأنهم يعيشون في حلقة مفرغة ويقومون بما يسمى "تداول الانتقام الهابط" لمحاولة تعويض خسائرهم وهذه وصفة لكارثة كاملة بكل المقاييس.
إن مثل هذه الأنشطة تقوم على تقلب مستمر في الأسعار ويمكن أن تكون مراقبة هذه الأسعار على الإنترنت أمرًا مقنعًا ومثيرًا وخاصة بعد أن جنى العديد من المتداولين الكثير من المال بهذه الطريقة.
كيف يدمن الناس الاستثمار في العملات المشفرة؟
قال كريس بيرن، طبيب في مستشفى "كاسل كريج" إن المخاطر العالية والتقلبات الكبيرة في سوق العملات المشفرة تجذب المقامر الذي يعاني من مشاكل حيث توفر له الإثارة والهروب من الواقع.
في الوقت نفسه يؤكد المركز الطبي، ليس كل المتداولين أو المستثمرين في العملات المشفرة مدمنين لأنه من الصعب التمييز بين الشغف والإدمان.
لماذا يدمن شخص ما تداول العملات المشفرة؟
أوضح المستشفى في تقريره أن لجوء الشخص إلى هذا النوع من التداول بمثابة هروب من حالات التوتر أو الملل.
وأضاف: تعطي مثل هذه التداولات راحة مؤقتة من مشاعر الحزن والوحدة التي يمكن أن يشعر بها الشخص، كما يمكن أن تحل محل أو تظهر بجانب أنواع الإدمان الأخرى المعروفة باسم "الإدمان المتبادل".