التونسية أم الزين: لا فواصل بين الإخوان والتنظيمات الإرهابية
"العين الإخبارية" تلتقي الفيلسوفة التونسية أم الزين بن شيخة لتحاورها عن الأصولية والتطرف وكيفية مواجهتهما بالفكر والأدب والفن.
اعتبرت الفيلسوفة التونسية البارزة، أم الزين بن شيخة، أنه لا توجد فواصل بين تنظيم الإخوان والحركات الإرهابية؛ إذ تعد جميعها مرتبطة بوقائع تاريخية حدثت بينها.
وقالت إن وظيفة الثقافة والأدب معالجة ما تحدثه هذه الجماعات؛ لأن الكلفة الإنسانية التي تنتج عن أفعال هذه الجماعات عالية وغالية جدا.
وتشتهر أم الزين بكونها فيلسوفة خمسينية متأهبة دوما على العتبات الفكرية والجماليات وعلاقتها بالظواهر الإنسانية.
متسلحة بالفلسفة الألمانية والفرنسية والشجاعة الفكرية أبدعت أم الزين "جرح السماء" سنة 2012 تلاها "تحرير المحسوس" عام 2014 ليكون "الزمن في فن الإرهاب" باكورة أعمالها الأدبية والفلسفية التي قدمت خلالها علاجا لنفوس أدمتها سرطانات التطرف.
أم الزين تحدثت لـ"العين الإخبارية" عن الأصولية والتطرف وكيفية مواجهتهما بالفكر والأدب والفن في سياق الحوار التالي..
** في رأيك.. هل الإرهاب ظاهرة أصولية فكرية أم نتاج أمور أخرى؟
أعتقد أن الإرهاب هو أجندة عالمية تستثمر فيها لوبيات الإمبريالية؛ ما دفعني للاهتمام بهذا المشغل الفكري بكتابتي لمؤلف "الفن في زمن الإرهاب" لتحرير العقول من كل أشكال التطرف الديني وغسل الأدمغة كما هو حاصل اليوم تحت راية الإسلام السياسي باعتباره صناعة تابعة للمنظومة العالمية الكبيرة التي استثمرت في حركات التطرف الديني وفي تنظيم الإخوان المسلمين تحديدا وفي الجماعات الإرهابية مثل القاعدة وداعش التي تحولت إلى أداة لتخريب الدول.
** وهل هناك فواصل بين الإخوان والحركات المسلحة مثل داعش والقاعدة؟
لا توجد فواصل بين هذه الحركات، وقد اشتغل العديد من المفكرين في تونس على هذه النقاط؛ حيث إنها مرتبطة بوقائع تاريخية حدثت بينها، لكن ما يهمنا هو معالجة ما تحدثه هذه الجماعات من عمليات إرهابية، سواء كان مسرحها في تونس أو سوريا أو العراق؛ لأن الكلفة الإنسانية التي تنتجها هذه الجماعات عالية وغالية جدا.
هذا الخطر أيضا يداهم أوروبا من خلال العمليات الإرهابية التي عرفتها في السنوات الماضية، إلا أن المتضرر الأول والكبير في هذ المسائل هو الوطن العربي الذي ضُربت مدائنه.
وما دور المثقفين في نشر الوعي؟
المثقف دوره رفع اللبس عن كل مَواطن الخلل والكشف عن الحقيقة كبحث أبدي، كما أنه يمثل كل عناصر الإنتاج الفكري في البلاد.
وبخصوص الحالة التونسية، يمكن للإعلامي والفنان أن يكون له دور إيجابي أكثر مما هو عليه الآن باعتباره ملتصقا بهموم الناس ومشاغلهم.
وينبغي أن نتخلى عن المقولة التقليدية للمثقف التي تقول إنه معلم أو وصي على العقول بينما المثقف هو الذي ينزل للناس وللشارع ويمارس ثقافته بطريقة إنسانية محسوسة على الطريقة الغرامشية "نسبة للفيلسوف الإيطالي أنطونيو غرامشي (1891 -1937)".
وماذا عن ارتباط المثقف بقضايا شعبه؟
يجب على المثقف أن يندمج في قضايا مجتمعه وأن يتحول إلى الريف وكل زوايا المدن وأن يتصالح مع هموم شعبه؛ حيث إن هناك هوة على سبيل المثال بين الجامعة التونسية وهموم الناس، خاصة في هذا الانتقال الديمقراطي الذي تعيشه البلاد.
ومن عيوب الأكاديميين في تونس أنهم لا يتواصلون مع الشارع؛ حيث بقيت الجامعة معزولة عن الجدل اليومي، وأعتبر هذا أمرا مؤسفا؛ لأن هذا الانسحاب لا يخدم إلا أبواق الجهل والتطرف.
**لماذا تقدم الغرب وتأخر العرب المسلمين؟
هذا السؤال يتنزل في الجدل الذي طرحه المفكر العربي محمد عابد الجابري ضمن خماسيته "العقل العربي" والمفكر السوري برهان غليون في علاقة العرب بالحداثة .
وكانت المشكلة في السؤال التالي هل الفكر العربي مطالب بخطاب التنوير أو بخطاب التأصيل؟ وقد انخرط في هذا السؤال العقلانيون العرب مثل جلال صادق العظمة لإدراج مشروع تنويري للمنطقة العربية.
إلا أن ردة الإسلام السياسي بعد سنة 2011 أو ما يسمى بالربيع العربي حاولت بسط نفوذها على العقل العربي بشكل تسلطي عبر أدوات التكفير الذي راح ضحيته العديد من المفكرين العقلانيين على غرار شكري بلعيد في 6 فبراير/شباط 2013.
أخيرا.. كيف يكون الفن خلاصا فكريا للقضاء على الإرهاب؟
كتابي "الفن في زمن الإرهاب" هو صياغة لربط علاجات النفس المتطرفة مع واقعها من خلال استحضار قيم الحب والعطاء لنقض صلصال الموت أمام أعداء الحياة.
aXA6IDE4LjIyMi45OC4yOSA= جزيرة ام اند امز