بحسابات العملة والأسهم.. الأسواق الناشئة متفائلة بالخلاص من كورونا
كبير استراتيجيي السوق العالمية في "أكسيكورب" في بانكوك يقول إن المستثمرين يرون بصيص أمل في نهاية نفق الإغلاق الاقتصادي للأسواق الناشئة
شهدت الأسواق الناشئة خلال الأسابيع الستة الماضية انتعاشة قوية، على إثر اتجاه العديد من الحكومات إلى الفتح التدريجي للاقتصاد بعد فترة من العزل العام بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وأظهر تقرير لوكالة “بلومبرج” انتعاشة في أداء أسهم الدول التي استعادت نشاطها سريعا في ظل جائحة كورونا، وجاء على رأسهم الصين وكوريا الجنوبية خلال العام الجاري.
وعن الاقتصادات التي تخلفت عن الركب، وجهت بلومبرج النظر إلى إندونيسيا والبرازيل، أكثر الدول المتضررة من القيود المفروضة للحد من تفشي الفيروس، وسط آمال بلحاق الدولتين بركب الأسواق الناشئة المنتعشة.
وارتفعت عملات وأسهم الأسواق الناشئة، الثلاثاء، مع تحرك المزيد من الاقتصادات نحو تخفيف القيود المفروضة، فقد أعادت جمهورية التشيك فتح المطاعم والمحلات التجارية، ورفعت نيجيريا القيود بشكل جزئي في لاجوس وأبوجا.
وأغلقت بورصات الشرق الأوسط على ارتفاع، الثلاثاء، بعد انتعاش أسعار النفط بفضل آمال بتحفيز اقتصادي عالمي وتلميح روسيا إلى تعاون محتمل مع أوبك.
وتراجعت قيمة العديد من عملات الأسواق الناشئة جراء كورونا ولكنها بدأت في التعافي خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث شهدت الروبية الإندونيسية أسوأ العملات الآسيوية أداءً هذا العام بانخفاض قيمتها بنحو 8%، كما تراجعت عملة جنوب أفريقيا 24% تقريبا هذا العام، وفقد الروبل الروسي 17% من قيمته أيضا.
وقال ستيفين إينيس، كبير استراتيجيي السوق العالمية في “أكسيكورب” في بانكوك، إن المستثمرين يرون بصيص أمل في نهاية نفق الإغلاق، ولكن سيكون الناس انتقائيين في شراء الأصول، وسيبحثون عن خارطة طريق مقنعة للخروج من عمليات الإغلاق.
وأشار إلى أن الدول القادرة على فتح الاقتصادات، في الوقت الذي تستطيع فيه الحد من خطر حدوث موجة أخرى من العدوى، سوف تتفوق في الأداء على نظيراتها.
بدأت العديد من الأسواق الناشئة العودة إلى الحياة الطبيعية، مثل الهند وإندونيسيا وتايلاند والفلبين وجنوب أفريقيا وروسيا وبولندا والمكسيك في محاولة للتعافي من الآثار الاقتصادية الناجمة عن تفشي الفيروس القاتل "كوفيد-19".
ومن الخطوات التي اتخذتها الهند لعودة الحياة الاقتصادي هي تخفيف بعض القيود في المناطق الحضرية التي لم تشهد تسجيل أي إصابات جديدة، كما سمحت للمؤسسات الصناعية والمناطق الاقتصادية الخاصة باستئناف العمل، وكذلك تصنيع السلع الأساسية، مثل الأدوية والمستحضرات الصيدلانية.
وخففت جنوب أفريقيا بعض القيود المفروضة بداية من 1 مايو/أيار، حيث تخطط لعودة محدودة لقوتها العاملة إلى الاقتصاد، كما استأنفت الصناعات بما في ذلك التعدين وتصنيع السيارات عملياتها.
وأعلنت الحكومة الروسية عن خطة لرفع تدريجي للقيود المفروضة بموجب الإغلاق المقرر انتهاؤه في 11 مايو/أيار الجاري، فالإجراءات المتخذة للتصدي لتفشي الوباء لن تُخفف دفعة واحدة، بحسب تصريحات سابقة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتستعد تايلاند، التي تعد عملتها ثاني أسوأ العملات أداءً في آسيا هذا العام، لاستئناف أعمالها في جميع أنحاء البلاد، مع انتهاء حالة الطوارئ في 31 مايو/أيار الجاري، حيث ستقوم البلاد بتخفيف القيود على أربع مراحل وستبدأ بالأنشطة منخفضة المخاطر.
وقالت الحكومة، نهاية أبريل/نيسان الماضي، إنها تعتزم الإعلان عن مزيد من التفاصيل في الوقت المناسب.
وحددت الفلبين أطر إعادة فتح اقتصادها بشكل تدريجي، والذي يمكن تنفيذه بعد انتهاء إغلاق المراكز الاقتصادية الرئيسية في منتصف مايو/أيار، حيث تعتزم السماح بأعمال البناء والتصنيع، وكذلك أنشطة العقارات والتأمين، كما خففت البلاد القيود المفروضة في بعض المقاطعات بداية من 1 مايو/أيار الجاري.
وأعادت بولندا فتح مراكز التسوق والفنادق ودور الحضانة ابتداء من يوم الإثنين الماضي، قبل الانتخابات الرئاسية المقررة هذا الشهر.
وتجدر الإشارة إلى أن بولندا خففت بعض القيود في أبريل/نيسان الماضي، بما في ذلك السماح لمزيد من الأفراد بالتواجد في متاجر البقالة والتنزه في الحدائق والغابات.
وتحدت المكسيك كورونا بقوة حيث إنها لم تطبق الحظر على الصعيد الوطني، وعلى الرغم من توصيات الحكومة بإغلاق الشركات، فإن الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور قال إن الشركات التي أبقت أبوابها مفتوحة لن تخضع لأي عقوبات.
وقال لوبيز أوبرادور إنه يجري محادثات مع الولايات المتحدة وكندا لإعادة فتح المصانع الضرورية لسلاسل الإمداد، لكنه لم يعلن بعد عن أي إجراءات ملموسة.