هجمات سيبرانية تستهدف مواقع حساسة في أوروبا.. من المستفيد؟
تبادلت الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتهامات بشأن هجمات سيبرانية استهدفت العديد من الدول الأوروبية خلال الأيام الأخيرة.
وقد اتهمت برلين وبراغ، اليوم الجمعة، أجهزة الاستخبارات الروسية بالوقوف وراء هجمات سيبرانية استهدفت أعضاء في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني بزعامة المستشار أولاف شولتز و"مؤسسات تشيكية"، وهو ما نفته موسكو، وذلك بحسب العديد من وكالات الأنباء.
وأعلنت برلين وبراغ الجمعة عن أحدث هذه الهجمات، ونسبتها الى مجموعة تعرف باسم "إيه بي تي28". ووفق وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك التي تزور سيدني، فهذه المجموعة "تديرها أجهزة الاستخبارات الروسية".
وأضافت "بعبارة أخرى، كان هذا هجومًا سيبرانياً مدعومًا من روسيا ضد ألمانيا وهو أمر غير مقبول على الإطلاق".
- القضاء البريطاني يرفض خطة المناخ الحكومية للمرة الثانية.. ما السبب؟
- 6.15 مليار دولار حجم العجز التجاري في المغرب خلال الربع الأول من 2024
وفي برلين، أعلنت وزارة الخارجية استدعاء القائم بالأعمال الروسي.
وأكد متحدث باسم الوزارة أن ذلك تمّ بهدف "التوضيح للحكومة الروسية أننا لا نقبل بهذه التصرفات" وبالتالي إرسال "إشارة دبلوماسية واضحة".
ثغرة بريد إلكتروني
والهجوم السيبراني الذي تتهم به موسكو، استهدف عناوين بريد إلكترونية تابعة لمسؤولين في الحزب الاشتراكي الديموقراطي الألماني بزعامة شولتس.
وأوضحت الحكومة الألمانية أن الهجوم لم يستهدف الحزب فحسب، بل طال أيضاً "خدمات حكومية وشركات في مجالات الخدمات اللوجستية والتسليح والفضاء ومؤسسات وجمعيات عديدة" في البلاد.
وأكدت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر أن "تحقيقا مشتركاً" بين برلين وبراغ التي تزورها الجمعة، أتاح كشف هذه الهجمات.
بدورها، أعلنت الخارجية التشيكية أن هجمات سيبرانية تقف وراءها مجموعة مرتبطة بالاستخبارات الروسية استهدفتها مراراً.
وقالت في بيان "كانت بعض المؤسسات التشيكية هدفًا لهجمات سيبرانية استغلت ثغرة لم تكن معروفة سابقًا في برنامج مايكروسوفت أوتلوك (للبريد الإلكتروني) اعتبارًا من عام 2023".
واتهمت الخارجية التشيكية المجموعة الروسية "إيه بي تي 28"، نظراً إلى "طريقة تنفيذ هذه الهجمات وأهدافها".
وأكد وزير الداخلية التشيكي فيت راكوسان تسجيل البنى التحتية في بلاده "عشرات" الهجمات من هذا النوع.
وقال وزير الخارجية التشيكي يان ليبافسكي لوكالة فرانس برس، إن "توجيه أصابع الاتهام علانية إلى مهاجم محدد مهم لحماية المصالح الوطنية".
نفي روسي وإدانة أوروبية
ونفت موسكو الاتهامات الموجهة إليها.
وقالت البعثة الدبلوماسية الروسية في برلين عبر تطبيق تليغرام، إن القائم بالأعمال "نفى الاتهامات بضلوع هيئات تابعة للدولة الروسية في المسألة المطروحة، ونشاطات مجموعة (آي بي تي 28) بشكل عام"، معتبرا أنها "من دون أدلة ولا أساس لها من الصحة".
في المقابل، أدان الاتحاد الأوروبي الهجمات السيبرانية المنسوبة لموسكو.
وأعلن منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الجمعة، أن الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي "تدين بشدة" الحملة ضد الحزب الاشتراكي الديموقراطي الألماني والمؤسسات التشيكية.
وأضاف في بيان أن التكتل الذي فرض في العام 2020 على أفراد وكيانات مرتبطة بمجموعة "آي بي تي 28"، عازم على "اتخاذ مجموعة من التدابير لمنع وردع السلوك الخبيث في الفضاء الإلكتروني والرد عليه".
كما أدان حلف شمال الأطلسي "الأنشطة الخبيثة" في الفضاء السيبراني، متحدثا عن ممارسات مثل التضليل والتخريب والعنف والتدخّل الإلكتروني تهدّد أمن دوله.
وتُتهم مجموعة "آي بي تي 28" المعروفة أيضًا باسم Fancy Bear ("الدب الفاخر")، بشن عشرات الهجمات السيبرانية حول العالم.
وتحدّثت وكالة الاتحاد الأوروبي للأمن السيبراني في 2023 عن معلومات لدى وسائل إعلام ألمانية تشير إلى تعرّض مسؤول في الحزب الاشتراكي الديموقراطي لهجوم سيبراني "ربما أدى إلى الكشف عن بيانات".
وأفادت هذه المعلومات بوجود "علامات ملموسة" تشير إلى أن مصدر الهجوم روسي، بحسب الوكالة.
aXA6IDE4LjIxNy4xMC4yMDAg جزيرة ام اند امز