قبرص تطالب مجلس الأمن بمنع تركيا من سرقة ثرواتها
يأتي ذلك فيما لوح الاتحاد الأوروبي بعقوبات أكثر صرامة لردع أنقرة عن التنقيب في شرقي المتوسط
طالبت قبرص بتدخل المجتمع الدولي ومجلس الأمن بوقف التنقيب التركي في مياهها الإقليمية واستفزازات أنقرة في منطقة شرقي المتوسط التي تهدف إلى سرقة ثرواتها من الطاقة.
يأتي ذلك فيما أبدت موسكو استعدادها للوساطة، ولوح الاتحاد الأوروبي بعقوبات أكثر صرامة لردع أنقرة.
وقال وزير الخارجية القبرصي نيكوس كريستودوليدس، خلال مباحثات مع نظيره الروسي سيرجي لافروف الذي يزور البلاد، إن التدخل الدولي ضروري لمنع تركيا من مواصلة التنقيب عن الطاقة في المياه القبرصية، فيما عرضت موسكو المساعدة، حسبما ذكرت صحيفة "ذا ناشيونال هيرالد" اليونانية.
وأضاف كريستودوليدس: "من الضروري في هذا المنعطف أن يتوسط المجتمع الدولي لدى تركيا خاصة جميع أعضاء مجلس الأمن مثل روسيا بهدف الإنهاء الفوري لأعمال تركيا غير القانونية وسلوكها الذي لا يلتزم بوضوح بإطار القانون الدولي".
وحذر من أن "الإجراءات المزعزعة للاستقرار" التي تقوم بها تركيا تعرقل أيضًا محاولات استئناف محادثات إعادة توحيد قبرص التي انهارت في يوليو/تموز 2017 في منتجع كرانس مونتانا السويسري.
وآنذاك، قال أردوغان وزعيم القبارصة الأتراك مصطفى أكينجي إنهما لن يسحبا جيشًا قوامه 35 ألف جندي في الجانب المحتل، وأرادا حق التدخل العسكري والمشاركة في إصدار ترخيص الطاقة.
في المقابل، قال لافروف إن موسكو مستعدة للتدخل والمساعدة في بدء المحادثات إذا طُلب منها المساعدة في خفض التوتر وإيجاد حل للمشكلة.
وشدد لافروف، عقب محادثات مع كريستودوليدس، على أن بلاده "تعتبر أي خطوات من شأنها تصعيد التوترات أمرًا غير مقبول".
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، الذي التقى لافروف، طلب مرارًا من الأمم المتحدة التدخل، ولكن قوبل بالتجاهل عندما اشتكى من أن تركيا، التي احتلت الثلث الشمالي من الجزيرة منذ الغزو غير القانوني عام 1974، تستغل البحث عن الطاقة للقيام بذلك مجددا.
وكان الاتحاد الأوروبي أصدر عقوبات ضد مسؤولين في شركة النفط التركية التي تديرها الدولة، لكنه استثنى أردوغان؛ خشية إطلاق المزيد من اللاجئين والمهاجرين الذين ذهبوا إلى بلاده عبر الجزر اليونانية.
وتتهم اليونان وقبرص، وهما عضوان بالاتحاد الأوروبي، تركيا بانتهاك القانون الدولي و"دبلوماسية الزوارق الحربية".
ويدرس الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات أكثر صرامة على تركيا بسبب أفعالها "غير القانونية" إذا فشلت المحادثات في إنهاء المواجهة لأن العقوبات الحالية لم تفعل شيئًا لردع أردوغان عن المضي قدمًا وحتى السخرية من الكتلة لجهودها.
وتأتي زيارة لافروف بعد شهر من مطالبة أناستاسيادس الرئيس الروسي بالتدخل شخصيًا حتى تقتنع تركيا بوقف أعمالها غير القانونية.
لكن تركيا اشترت أنظمة دفاع صاروخية روسية طراز "إس-400"، وقالت إنها ستشارك في تدريبات عسكرية في شرق البحر المتوسط.
وخلال الأيام الأخيرة، تحول البحر المتوسط لساحة حرب تصريحات وتحركات عسكرية، ضمت أطرافا عدّة، أبرزها تركيا واليونان وقبرص وفرنسا.
ولا تزال المخاوف عالية بشأن احتمال اندلاع صراع عسكري بين اليونان وتركيا، حيث تجري الدولتان مناورات في المنطقة تشارك فيها طائرات مقاتلة وفرقاطات.
وتتهم اليونان وقبرص نظام الرئيس رجب طيب أردوغان في تركيا بمحاولة قرصنة مصادر واعدة للطاقة في مياههما الإقليمية.
ويساند المجتمع الدولي خاصة الاتحاد الأوروبي مواقف اليونان وقبرص، وسط مساعٍ لخفض التصعيد في المنطقة وتلويح بفرض عقوبات على أنقرة.
aXA6IDE4LjExNy43MC42NCA=
جزيرة ام اند امز