قبل أيام من الإعلان عن تشكيلة باشاغا.. الاستقالات تطارد حكومة الدبيبة
قبل أيام من إعلان تشكيلة مجلس الوزراء الجديدة، ضربت الاستقالات حكومة تصريف الأعمال، برئاسة عبدالحميد الدبيبة، إيذانًا بنهاية رحلتها.
فرغم مرور أيام على نفي حكومة الدبيبة، ما وصفته بـ"شائعات" تحدثت عن استقالات وزراء ومسؤولين بها، إلا أن نفيها سرعان ما تحول إلى سراب، بعد إعلان رئيس هيئة الاتصالات والمعلومات سالم الدرسي تقديمه استقالته حرصاً على عدم "الانقسام" في البلاد.
وقال المسؤول المستقيل، في خطاب استقالته الذي وجهه إلى رئيس الحكومة المنتهية ولايتها الدبيبة ونشرته وسائل إعلام محلية، إنه "في الوقت الذي أتقدم فيه بالشكر على الثقة التي منحتموها لنا بتكليفنا بمهام رئاسة الهيئة العامة للاتصالات والمعلوماتية وإلى مجهوداتكم المبذولة طيلة الفترة الماضية".
وتابع: "وفي ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد والجهود المبذولة لإنهاء الأزمة السياسية والتي أسفرت عن اختيار حكومة جديدة لاستقرار البلاد وحرصا منا على وحدة البلاد ومنعا لأي انقسام مؤسسي، أتقدم باستقالتي من مهامي كرئيس للهيئة العامة للاتصالات والمعلوماتية".
ليست الأولى
استقالة الدرسي، تأتي بعد أيام من تداول استقالة منسوبة لوزير التعليم العالي والبحث العلمي عمران القيب، من منصبه، دعا فيها وزراء حكومة الدبيبة إلى أن يحذو حذوه، وإعلان استقالتهم حفاظًا على وحدة ليبيا.
إلا أن الاستقالة المنسوبة التي زعمت أن قرار وزير التعليم يأتي لتمكين الحكومة الجديدة من تأدية مهامها، انتشرت كالنار في الهشيم؛ مما دفع وزارة التعليم العالي والمنصة الحكومية التابعة للحكومة الليبية "حكومتنا"، بالإضافة إلى المتحدث باسم الحكومة محمد حمودة، إلى نشر بيانات متعددة تنفي تلك الأنباء.
خطابات منسوبة
وقالت وزارة التعليم والبحث العلمي، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إن الخطاب المنسوب للوزير عمران القيب "مزور"، مشيرة إلى أن الأخير لا يزال يمارس مهامه كوزير للتعليم العالي والبحث العلمي بحكومة الوحدة الوطنية.
المتحدث باسم حكومة الوحدة المنتهية ولايتها محمد حمودة، سارع إلى نفي خبر استقالة وزيري التعليم العالي والخارجية نجلاء المنقوش، مشيرًا إلى أن الحكومة تواجه حملة واسعة من الأخبار "المزيفة" و"المضللة"، ومنها انتشار بعض المستندات المزورة على مواقع التواصل بشأن استقالة بعض الوزراء.
وأكد حمودة، أن حكومة الوحدة الوطنية بكافة وزرائها مستمرة في أداء عملها بشكل اعتيادي، مشيرًا إلى أن الوزراء موجودون في مقراتهم بصورة طبيعية.
التشكيلة الوزارية
يأتي ذلك، فيما يستعد البرلمان الليبي، لعقد جلسة يوم الإثنين المقبل، ستخصص لعرض تشكيلة الحكومة التي بدأ فتحي باشاغا مشاورات تشكيلها مع قوى في الشرق والغرب، بحسب مستشار رئيس البرلمان الليبي فتحي المريمي.
وقال المريمي، في تصريحات صحفية، إن الدبيبة سينسحب بعد منح البرلمان الثقة لحكومة باشاغا، مستبعدًا دخول ليبيا مرحلة بها إدارتان مختلفتان.
وصوت البرلمان الليبي، في 10 فبراير/شباط الجاري، بالإجماع، على اختيار باشاغا رئيسا للحكومة الجديدة بعد فشل رئيس حكومة تسيير الأعمال المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة، في تهيئة البلاد للانتخابات.
توافق نادر
وحصد باشاغا موافقات كثيرة من أعضاء مجلس الدولة، وترحيبًا من القيادة العامة للجيش الليبي، في توافق وصف بـ"النادر" من قبل أطراف النزاع بليبيا.
وفيما يكثف باشاغا مشاوراته لتشكيل الحكومة، يرفض الدبيبة تسليم السلطة ويتمسك بالبقاء، وسط تخوفات من الدفع بالعاصمة طرابلس نحو اشتباكات عنيفة والعودة إلى المربع الأول.