إن ما قام به رحيم ستيرلنج في معسكر إنجلترا لم يكن ذنباً عظيماً، ولكنه ذكرنا بأنه لا يزال شاباً يعاني من عدم القدرة على إصدار الأحكام
إن ما قام به رحيم ستيرلنج في معسكر المنتخب الإنجليزي لم يكن ذنباً عظيماً، ولكنه ذكرنا بأنه لا يزال شاباً يعاني من عدم القدرة على إصدار الأحكام.
ستيرلنج بات مثالاً يحتذى للجميع من مختلف الأجيال والخلفيات الثقافية في آخر 12 شهراً.. وهذا لم يؤثر على كرة القدم التي يقدمها ولكن في النهاية هو ليس دبلوماسياً أو سياسياً وليس الرياضي المثالي.. هو لاعب كرة في الـ24 من عمره يمتلك موهبة كبيرة وذكاء صارخا وروحا عالية ولكن الواقعة الأخيرة تجعلنا نتذكر أنه لا يزال صغيراً وأمامه طريق طويل
إن أهم الكلمات المعبرة والمثيرة للإعجاب، التي قيلت قبل مباراتي إنجلترا الشهر الماضي ضد جمهورية التشيك وبلغاريا، فيما يخص العنصرية، جاءت من فم رحيم ستيرلنج.
وفي الوقت الذي كانت هناك حالة من التخوف بشأن رحلة بلغاريا، كان ستيرلنج في قلب الحدث، يقول: "إن كثرة الهتافات العنصرية مرتبطة بسوء التعليم، وعدم الدراية بحضارات الآخرين، لو كنت متفتحاً وتظهر الحب والاحترام، ستعرف أن الجميع سواسية".
إن كلمات ستيرلنج جعلته متحدثاً باسم جيله من اللاعبين، ولقد بدأ هذا حين ذهب إلى "إنستقرام"، عندما انتقد تغطية الصحف لأخبار اللاعبين أصحاب البشرة السمراء، مما ساهم في ارتفاع مكانته سريعاً.
وأضف إلى ذلك أنه لاعب لديه موهبة رائعة، مما منحه أهمية كبرى، وهذه حقائق لن تغيرها مشادته مع زميله جو جوميز في مران المنتخب الإنجليزي الإثنين الماضي.
من الأفضل أن يعبر لاعبو منتخب إنجلترا عن اختلافاتهم في الأندية بشكل مباشر ولكن دون عنف، لقد اعتاد لاعبو مانشستر يونايتد وليفربول الجلوس على طاولات مختلفة في نفس غرفة الطعام في ظل الأنظمة السابقة في المنتخب الإنجليزي.
ومع ذلك فإن ما قام به ستيرلنج من مشادة مع جو جوميز لاعب ليفربول، تذكرنا بالمخاطر التي يمثلها وضع رياضيين صغار في السن كركائز ومثل عليا رغم أن هؤلاء اللاعبين لا يبحثون عن ذلك ولا يستحقونه.
لقد جاء وضع ستيرلنج في مرتبة كبيرة، وهو ما شجعه ممثلوه والإعلام أيضاً، في وقت تفتقد البلاد لشخصيات عامة، إنه أمر محفوف بالمخاطر وسابق لأوانه.
حين تحدث ستيرلنج الشهر الماضي عن ردة فعله بشأن تغريدة بيرناردو سيلفا، زميله في مانشستر سيتي، العنصرية تجاه بنجامين ميندي، وصف الأمر بأنه "موقف بين صديقين، أعرف ما قد تتسبب فيه تلك الكلمات للبعض، ولكن بيرناردو كان يقول مزحة لصديقه".
إن العنصرية مسألة دقيقة للغاية، ومن ثم فهي في الأغلب تحتاج إلى وضوح، لكن ستيرلنج في تلك اللحظة التي تحدث فيها كان خارجاً لتوه من مباراة مع إيفرتون، ويبدو أن الحالة كانت مماثلة عند استدعائه للمنتخب الوطني بداية الأسبوع، كان لا يزال يعاني من إحباط ما بعد مباراة أنفيلد، التي كان فيها أفضل لاعبي سيتي.
ما فعله ستيرلنج لم يكن كبيرا وحتى ردة فعل المدرب جاريث ساوثجيت عليه تبدو موضع تساؤل، خاصة أنه لم يقم بفعل مماثل منذ توليه تدريب المنتخب، مما جعل تلك الواقعة ذات مغزى كبير.
إن ستيرلنج بات مثالاً يحتذى للجميع من مختلف الأجيال والخلفيات الثقافية في آخر 12 شهراً، وهذا لم يؤثر على كرة القدم التي يقدمها، ولكن في النهاية هو ليس دبلوماسياً أو سياسياً، وليس الرياضي المثالي، هو لاعب كرة في الـ24 من عمره يمتلك موهبة كبيرة وذكاء صارخا وروحا عالية، ولكن الواقعة الأخيرة تجعلنا نتذكر أنها لا يزال صغيراً وأمامه طريق طويل.
نقلاً عن صحيفة "ديلي ميل" البريطانية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة