سفيرة التصميم لـ"العين الإخبارية": الفراعنة أول من اكتشف الأمن المعلوماتي
المهندسة المصرية داليا السعدني، الملقبة بسفيرة التصميم، أثبتت للعالم من خلال تصميماتها في معرض إيطاليا، قوة وإبداع قدماء المصريين.
استطاعت من خلال تصميمها الفريد إثبات أن الفراعنة المصريين كانوا أول من اكتشف مفهوم الأمن المعلوماتي "Information Security" منذ قديم الأزل، وليس الغرب كما يعتقد الكثيرون، وبفضل ذلك، فازت المهندسة المصرية داليا السعدني بذهبية مسابقة "A Design Award" الدولية في إيطاليا، لتصميمها متحف حماية المعلومات، الذي يعد الأول من نوعه في مجال التصميم.
داليا السعدني، المهندسة المصرية المُلقبة بسفيرة التصميم العالمية، تفتح خزائن أسرارها العلمية والهندسية وتكشف خلال حوارها لـ"العين الإخبارية"، عن خطوات نجاحها في هذه المسابقة، وكيفية إثباتها حق "الفراعنة" في اكتشافهم المبكر لفكرة الأمن المعلوماتي من خلال تنقيبها في تاريخ مصر القديم.
كيف علمتِ بالمسابقة الإيطالية؟
تلقيت دعوة من الهيئة الإعلامية للمسابقة، تخبرني بموعد تقديم التصميم الذي سأشارك به خلال "A Design Award"، لأنني من الوجوه المعروفة في هذا المجال، خاصة أنني فزت كثيرا بجوائز عالمية عن بعض التصميمات التي أقدمها، فكل هذا الأمر كافٍ بأن أكون على علم بهذه المسابقة العالمية التي أقيمت في إيطاليا.
كيف جاءتك فكرة تصميم متحف فرعوني لأمن المعلومات؟
فكرتي مختلفة تماما، فأنا عاشقة للتاريخ المصري على مر عصوره، ولدي معلومات تفيد بأن "الفراعنة" أول من اكتشف أمن المعلومات، لذا حاولت أن أنقب في التاريخ المصري وأكمل المعلومات، وأن أقدم تصميما مختلفا برسومات فرعونية تشير إلى أن قدماء المصريين أول من أسس الحماية المعلوماتية.
كيف تأكدتِ من أسبقية الفراعنة في الأمن المعلوماتي؟
أنشأت فريق عمل مكونا من بعض علماء المصريات في مجال التاريخ المصري القديم وعلم الإلكترونيات الخاص بمجال الأمن المعلوماتي، وساعدوني في بناء دور كامل عن أصل المعلومات وحمايتها في مصر حتى وصل الأمر بنا إلى إعداد دراسات بحثية موثقة بالصور واللغتين العربية والإنجليزية تفيد بأن أجدادنا كانوا أول من اكتشفوا أهمية حماية المعلومات وطرق حفظها، حيث وجدنا عدة تشابهات بين المفردات والأفكار التي كان يستخدمها الفراعنة وبعض المصطلحات العصرية المتعلقة بأمن المعلومات في وقتنا الحالي مثل Firewall-Deep Web-Password - anti Virus - Honey Pot، وغيرها من الأمور التي وجدت أن أصولها تعود إلى قدماء المصريين.
ما الأساليب التي لجأ إليها الفراعنة لحماية أسرارهم؟
كان القدماء المصريون يستخدمون فكرة الشفرات للتمويه والخداع، أو المتاهة التي تهدف لحجز المتلصصين والمتطفلين، وهناك ما يقابلهم في تكنولوجيا المعلومات حاليا وهم المعروفون باسم القراصنة أو "الهاكرز"، وبمثال آخر، توصل العلماء إلى أن الفراعنة كانوا يضعون مواد معينة في المقابر، وبمجرد فتحها، تتفاعل مع الأكسجين فتنتج غازات سامة تتسبب في إحداث هلاوس لمقتحم المقبرة أو إصابته بالصرع، وهي طريقة عنيفة لردعه، وهو ما اصطلح البعض على تسميته لفترة طويلة باسم "لعنة الفراعنة"، ويعادلها الآن محاربة عمليات القرصنة الإلكترونية التي تستهدف اختراق الأنظمة والمؤسسات العالمية الكبيرة، والأفراد أيضا، ببرامج الحماية المعلوماتية.
كيف تقدمتِ لمسابقة "A Design Award" بإيطاليا؟
تقدمت بتصميم متحف من رسومات فرعونية وجدارية تحمل رسما للكاتب المصري القديم مقترنا بعدد من رسوم اللغة الفرعونية عن أهمية العلم عند أجدادنا الفراعنة لتضم النقوش الموجودة بعض الجمل والعبارات مثل "يختبئ الكلام الجميل خلف الحجر.. تشاور مع الجاهل مثل العارف.. لم يصل أحد لنهايات المعرفة بعلمه"، فكل هذه الكلمات تؤكد أهمية العلم والمعرفة عند قدماء المصريين وأنهم مؤسسو حماية المعلومات.
كيف حصلتِ على الجائزة؟
بعد نجاحي في إثبات أن "الفراعنة" هم مكتشفو الأمن المعلوماتي، وهذا من خلال تنقيبي في التاريخ المصري ورسوماتي المقدمة في المسابقة، والتي وضعتها في إطار تصميم أول متحف نوعي يحتوي على لوحات فرعونية تثبت صحة اكتشافي، كانت الجائزة الذهبية لهذه المسابقة عن متحف حماية المعلومات من حقي، خاصة أنني قدمت للعالم أجمع تصميما معماريا يعتمد على الإبداع في الرسومات والعلم في آن واحد.
كيف كان شعورك بعد فوزك بالجائزة؟
كانت أسعد لحظات حياتي بعد استلامي الجائزة عن هذا المتحف، والذي أثبت من خلاله أن أي علم من العلوم الحديثة تقبع جذوره الأصلية عند الفراعنة الذين ابتكروا أشياء كثيرة تحتاج فقط إلى أن ننقب عنها ونقدمها للعالم في صورتها الصحيحة.
هل حصدت جوائز سابقة؟
نعم، فزت بـ13 جائزة في 4 سنوات، وصممت مشاريع عديدة في مصر والإمارات والسعودية، وفي عام 2014، تم انتخابي رئيسة للرابطة الدولية للمصممين (IAD) ومقرها في كومو إيطاليا.
لماذا لم تستخدمي الحجارة في تصميمك لمتحف حماية المعلومات؟
استخدمت الحفر على حديد CNC ورفضت استخدام الحجارة حتى لا يكون المتحف تقليديا، ويكون شبيها للمعابد المنتشرة حاليا، لذا استخدمت رخاما مصريا رماديا مختلفا.
لماذا تطغى العمارة الفرعونية على تصميماتك؟
لأنني دائما ما أحاول تعريف المصريين والأجانب بتفاصيل التاريخ الخاص بنا، خاصة التاريخ الفرعوني الذي لم يهتم به الكثيرون، ومن دواعي سروري أن اكتشف أن أجدادنا كانوا أول من اكتشفوا أهمية حماية المعلومات وطرق حفظها، ويجب دائما أن نتخيل أن كل ما قام به المصريون القدماء هو حماية للعلم من لصوص حقيقيين، أما اليوم فتقوم الشركات بحماية المعلومات من لصوص افتراضيين "hackers" على شبكة الإنترنت، فما كان يظن الغرب أن ما اخترعه في العصر الحديث، تبين أنه موجود في الحضارة المصرية منذ آلاف السنين.