بالصور.. مصرية تترك الصيدلة وتتجه للهندسة وتصبح ضمن أفضل باحثي العالم
الدكتورة يمنى عبدالرحمن تطور الكاميرات الحرارية التي كانت تتبع الجيش الألماني في الماضي، والتي كانت تكشف الأشياء في الظلام.
مصرية قلباً وقالباً، غادرت بلادها إلى ألمانيا منذ سنوات بحثاً عن شغفها، لم تستطع أن تسير على نهج عائلتها والعمل كطبيبة مثل شقيقيها الاثنين، وحاولت جاهدة أن تسايرهم فلم تجد جدوى في دراستها بكلية الصيدلة لمدة فصل دراسي واحد، حتى أعلنت صراحة ميولها الهندسية، فأصبح بحثها من أفضل ٥ أبحاث العالم بمجال التكنولوجيا، إنها الدكتورة يمنى عبدالرحمن.
الدكتورة يمنى عبدالرحمن، البالغة من العمر 30 عاماً، أستاذ مساعد بالكلية الحربية بجامعة بونز فير بألمانيا، ومعنية بالأبحاث المختصة بالدفاع الإلكتروني.
سافرت الدكتورة يمنى عبدالرحمن إلى ألمانيا لتعمل في كلية الهندسة جامعة شتوتجارت الألمانية، قبل أن ترسي رحلتها الحالية في الكلية الحربية، كما تشرف على رسائل الماجستير والدكتوراه للطلبة المدنيين والعسكريين أيضاً، بعد أن أثبتت بحجابها وإسلامها أننا بلاد علم لا حرب، وأن المرأة العربية تستطيع أن تخترق حصون التكنولوجيا، فهي مختصة في الأجهزة التفاعلية، التي تعني بالتعامل بين الإنسان والآلة.
طورت "عبدالرحمن" الكاميرات الحرارية التي كانت تتبع الجيش الألماني في الماضي، والتي كانت ترى الأشياء في الظلام، لإتاحتها للجميع فيما يخدم العلم، خاصة أن تلك الكاميرات الحرارية لم يكن يتاح لأي شخص شراؤها منذ 20 عاماً، وتتبع فقط الجيش الألماني آنذاك، وعقب التطور التكنولوجي والانفتاح حالياً أصبح سعرها 300 دولار.
وحول آلية العمل، قالت الأستاذة المساعدة بالكلية الحربية الألمانية، في حديثها لـ"العين الإخبارية"، إنها تستطيع من خلال تلك الكاميرات المتطورة قياس التغيرات الحادثة بجسم الإنسان، والتنبؤ بالمتغيرات قبل حدوثها، وفق القياسات التي تجريها من خلال تلك الكاميرات، من خلال تحليل بيانات الصورة.
وأوضحت الدكتورة يمنى عبدالرحمن أن الكاميرا بها "سوفت وير" به عدد من الألوان، كل لون معني بتغير وقياس حرارة الجسد الداخلية، كما أن حجم الكاميرا صغير جداً، فهو يقارب علبة "سجائر" الجيب، فيمكن إخفاؤها بالجيب.
وحول استخداماتها، قالت إنه يمكن استخدامها طبياً في تشخيص الحالة الصحية للشخص، وذلك بمعطيات درجة حرارته والتغيرات الحادثة داخلياً، خاصة في غرف العناية المركزة، وكذلك في العمليات الأمنية، فيمكن معرفة حالات الصدق والكذب من خلال تلك التغيرات المختلفة، بالإضافة إلى التعرف إلى الشخصيات الإرهابية في عمليات المداهمة، من خلال علامات التوتر الخاصة به، التي تستطيع الكاميرا قياسها أيضاً، وكذلك أثناء العمل في المطارات يمكن الكشف عن المهربين وغيرهم.
وأشارت عبدالرحمن إلى أن الكاميرا تقيس متغيرات الوجه، وتستطيع أن تعلم ما يحدث داخلياً، وعما إذا كان هذا الشخص سعيدا أو لديه ضيق، أو الإحساس بالذنب أو الارتياح.
وعملت الدكتورة يمنى عبدالرحمن لمدة 3 سنوات مع المطافئ الألمانية لدمج وتطوير استخدام الكاميرا الحرارية لإنقاذ حياة البشر، فيمكن معرفة أكثر مكان في الحريق سخونة، وكذلك معرفة أماكن الأشخاص لإنقاذهم، مشيرة إلى أن العمل مع المطافئ لم يكن سهلًا في بداية الأمر، لأنهم يفضلون حياة الآخرين عن أنفسهم، فهم لا يأخذون أي مخاطرة يمكن أن يكون بها أي نسبة ضرر للأشخاص الذين ينقذونهم، حتى نجحت في دمج تلك الكاميرا بشكل مطور على الخوذة الخاصة بها.