شاب مصري يطور أنظمة تعليق السيارات في أكبر شركة بألمانيا
الدكتور مينا قلدس يكشف لـ"العين الإخبارية" طريقة تطوير أنظمة التعليق الخاصة بالسيارات من خلال "سوفت وير" يضمن ثبات السيارة عند المطبات
يحب السيارات وكل ما يتعلق بها منذ نعومة أظافره، ولم يكن يتجاوز 10 سنوات حينما أجاد فك وتركيب الدراجة الخاصة به وتطويرها، وكذلك ألعابه الصغيرة، مستغلاً في ذلك ورشة العمل الخاصة بوالده، الذي كان يعمل رئيساً لقسم التبريد بميكانيكا السيارات في كلية الهندسة جامعة المنيا بمصر، إنه الدكتور مينا قلدس.
"قلدس"، البالغ من العمر 38 عاما، درس في الكلية التي يعمل بها والده، ومن قلب محافظته وجامعته المنيا (جنوب مصر)، حصل على درجة الماجستير، وأصبح متفوقاً والأول على دفعته، ليسافر بعدها إلى ألمانيا لتطبيق بحثه على أرض الواقع في أكبر مصانع السيارات العالمية "فورد" Ford، لعدم وجود صناعة للسيارات في مصر.
يعمل "قلدس" حالياً على تطوير أنظمة التعليق "المساعدين" الخاصة بالسيارات، من خلال تطوير برنامج "سوفت وير" يضمن ثبات السيارة عند المطبات، بوضع نظام تحكم إلكتروني موحد ذكي، يمنح السيارة الثبات اللازم في أي نوع طريق تسير عليه.
وأكد "قلدس" أنه من السهل أن تصنّع مصر السيارات بنفسها، على غرار مصانع "فورد"، من خلال الخبرات الصحيحة والعمل الجماعي.
وقال "قلدس"، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، إن مصر عملت في صناعة السيارات منذ الستينيات لكنها توقفت بعد فترة، مؤكداً أن شغفه بالسيارات دفعه لدراسة هذا المجال رغم معارضة والده لذلك، لعدم وجود تطبيق عملي لهذه الدراسة في مصر.
وأوضح أنه تعلم خلال مرحلة الماجستير الكثير عن صناعة السيارات، لأن الدراسة بالكلية كانت تقتصر على الصيانة وليس التصنيع، ومن هنا كانت البداية لاستكمال دراسته لدرجة الدكتوراه بأفضل الأماكن في هذا التخصص.
وأكد "قلدس" أنه كان يطمح لدراسة صناعة السيارات في بلد يشتهر بها، موجهاً الشكر للدكتور عارف سليمان، عميد كلية الهندسة بجامعة بنها حالياً، فكان أستاذه أثناء دراسته بجامعة المنيا، وهو الذي شجعه على مراسلة كل الجامعات المتاحة بألمانيا.
وحول تأشيرة ألمانيا، أشار "قلدس" إلى أنه راسل "بروفيسور" ألمانيًّا لدراسة الدكتوراه، ووافق على ذلك، ومن ثم سافر إلى ألمانيا للبدء فيها، وتم عقد عمل مع البروفيسور الألماني بالجامعة بألمانيا، لعمل بحث علمي معه، حتى حصل على درجة الدكتوراه في التخصص ذاته الخاص بالثبات والتعليق.
أما عن الصعوبات التي واجهها، فأكد أن اللغة والجانب العملي كانا أبرز الصعوبات التي لاحقته في بدايته بألمانيا، لأنه في مصر نال دراسة نظرية جيدة، فوجد صعوبة للغاية في التطبيق عمليا، وحول اللغة فهو لم يدرسها، فكانت لغة جديدة عليه وصعبة في البداية، وخلال عام واحد استطاع أن يتعلمها جيداً، موجها الشكر لفريق العمل الذي عمل رفقته، لتحمله ومساعدته في خطواته الأولى.
واختتم "قلدس" تصريحاته قائلاً: "بذلت جهدا كبيرا حتى وصلت إلى شركة Ford من خلال مشروع عمل مع الشركة، حيث قدروا عملي جيدا، وسمحوا لي بالعمل معهم، ومن هذا المنطلق عملت بأهم مصانع السيارات في العالم".
aXA6IDMuMTYuNzYuMTAyIA== جزيرة ام اند امز