اشتباكات باب العامود تنغص ليالي رمضان بالقدس
اعتاد فلسطينيون أن يحولوا ليالي رمضان إلى مظهر للبهجة في مدرج باب العامود بالقدس الشرقية ولكن ليس العام الحالي.
ويقول فلسطينيون إن الشرطة الإسرائيلية تمنعهم منذ بداية الشهر من التجمع في المدرج المؤدي إلى الباب الأكثر شهرة المؤدي إلى البلدة القديمة في المدينة.
وبدلا من أصوات الأهازيج والموسيقى التراثية الفلسطينية باتت تسمع أصوات قنابل الصوت والمسيلة للدموع.
فلليوم السادس على التوالي، تحول مدرج باب العامود إلى ساحة لمواجهة ليلية بين الشبان الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية.
وقال محمد (25 عاما) من سكان البلدة القديمة، لـ"العين الإخبارية": "اعتدنا أن نتجمع مع الأصدقاء بعد صلاة التراويح في ساحة باب العامود ..نحتسي الشاي والمشروبات الباردة لنرفه عن أنفسنا بعد الصيام".
وأضاف، مفضلا عدم الكشف عن اسمه كاملا لدواع أمنية، "منذ بداية رمضان تمنعنا الشرطة الإسرائيلية من الوجود في المنطقة وتجبرنا بالقوة على مغادرة المكان".
وتابع محمد: "ليس ثمة أي مبرر لطردنا من باب العامود، ولذلك فغالبا ما تنتهي عمليات طردنا من المكان إلى مواجهات مع الشرطة".
ويؤدي باب العامود إلى الأسواق التاريخية الشهيرة في البلدة القديمة مثل خان الزيت والقطانين واللحامين وطريق الواد.
كما يؤدي الباب، الذي يحمل أيضا أسماء "باب نابلس" و"باب دمشق"، إلى المسجد الأقصى وكنيسة القيامة.
وأقامت الشرطة الإسرائيلية، خلال السنوات الأخيرة الماضية، 3 نقاط ثابتة في منطقة باب العامود.
ويلاحظ أن الشرطة الإسرائيلية توقف الشبان الفلسطينيين القادمين إلى البلدة القديمة وتدقق في هوياتهم وأحيانا كثيرة تخضعهم للتفتيش الجسدي.
وخلال الأيام الست الماضية، تحول باب العامود إلى خبر رئيسي في الإعلام الفلسطيني والإسرائيلي على سواء.
واحتج الفلسطينيون على سواتر حديدية أقامتها الشرطة على مدرجات باب العامود لمنعهم من الوجود فيها.
والليلة، عادت الاشتباكات من جديد إلى المنطقة بعد أن استخدمت الشرطة الإسرائيلية خراطيم المياه لإبعاد الشبان عن درج باب العامود.
ولاحقا، استخدمت الشرطة الإسرائيلية قنابل الغاز المسيل للدموع قبل ملاحقة الشبان واعتقال 3 منهم على الأقل.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان تلقته "العين الإخبارية": إن طواقمه قدمت الإسعاف لـ4 مصابين فلسطينيين.
وأضاف أن 3 منهم أصيبوا نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع فيما تعرض الرابع للضرب وأنه تم تقديم العلاج الميداني لهم جميعا.
ماذا تقول الشرطة الإسرائيلية؟
الشرطة الإسرائيلية قالت في بيان تلقته "العين الإخبارية": "تعمل قوات الشرطة بالقرب من باب العامود في أعقاب أعمال شغب في المكان التي تخللت الاعتداء على أفراد الشرطة، كما تم إلقاء الحجارة وإطلاق المفرقعات نحو أفراد الشرطة دون وقوع إصابات".
وأضافت: "باشرت الشرطة بتفريق الحشد بواسطة استخدام وسائل لتفريق الحشد".
وأشارت إلى أنه "ألقي القبض على 3 مشتبهين بالإخلال بالنظام العام".
صلاة التراويح بالأقصى
يؤدي آلاف الفلسطينيين صلاة العشاء والتراويح بالمسجد الأقصى كل ليلة منذ بدء شهر رمضان.
والغالبية العظمى من المصلين هم من سكان مدينة القدس الشرقية.
وتشهد حارات وأزقة البلدة القديمة في مدينة القدس حركة نشطة في ليالي شهر رمضان يتخللها نشاطات تراثية.
aXA6IDMuMTQ3LjI4LjExMSA= جزيرة ام اند امز