معارك الدم والنفوذ بين الفصائل المسلحة في غوطة دمشق
العشرات سقطوا في المعارك المتواصلة بين فصائل المعارضة المسلحة لليوم الثالث على التوالي في ظل الصراع بينهم حول مناطق النفوذ والتسليح
لليوم الثالث على التوالي يتواصل القتال العنيف بين كبرى فصائل المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية بريف العاصمة السورية دمشق؛ ما أوقع نحو 95 قتيلا على الأقل.
ووفق ما نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان (مركز معارض مقره لندن ويقول إنه يستقي أخباره من نشطاء)، الأحد، فإن الاقتتال متواصل منذ هجوم "جيش الإسلام" على مقار "هيئة تحرير الشام" و"فيلق الرحمن" في مناطق عربين وكفربطنا والأشعري ومديرا وحزة.
ودخلت الاشتباكات الدامية يومها الثالث على التوالي بين "جيش الإسلام" من جانب، و"فيلق الرحمن" وهيئة تحرير الشام" من جانب آخر.
وتصاعدت مع استقدام كل جانب تعزيزات عسكرية واستخدام الرشاشات الثقيلة واستقدام المدرعات العسكرية، حيث وثق "المرصد السوري" مقتل 95 مدنيا ومسلحا على الأقل خلال اليومين الأولين من القتال، بينهم 87 مسلح من الفصائل و8 مدنيين أحدهم طفل.
وخرجت المظاهرة في مدينة سقبا وحمورية بغوطة دمشق الشرقية ضمت نحو 5 آلاف شخص من قاطني الغوطة الشرقية تندد بالاقتتال الدامي، واتجهت نحو خطوط الاقتتال في بلدة حزة، وحين اقترابها من محاور الاشتباك، تعرضت لإطلاق نار مباشر على المظاهرة، ما تسبب في إصابة 5 متظاهرين بجراح متفاوتة الخطورة.
واتهم متظاهرون مقاتلين من "جيش الإسلام" بإطلاق النار عليهم.
وتشهد المناطق القريبة من محاور القتال منذ انعداما لحركة السكان، بسبب إطلاق النار والقصف المتبادل.
وهذا القتال بين كبرى فصائل غوطة دمشق الشرقية يتجدد بعد عام من الاقتتال الذي جرى بين "جيش الإسلام" من جانب، و"فيلق الرحمن" و"جيش الفسطاط" الذي كان يضم مقاتلين من جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة من جانب آخر، ونجم عنه مقتل 500 عنصر من جميع الأطراف، إضافة إلى مئات الأسرى.
كما تسبب في مقتل نحو 10 مواطنين مدنيين بينهم 4 أطفال ومواطنات والطبيب الوحيد في الاختصاص النسائي بغوطة دمشق الشرقية.
ولم يتضح بعد أسباب هذا القتال، إلا أن مواقع إعلامية محسوبة على المعارضة السورية المسلحة قالت، إن الجانبين يتبادلان اتهامات بالتعدّي على المناطق التي يسيطر عليها كل جانب، ومحاولة الاستحواذ على أسلحته، والتورط في اغتيالات لعناصرهما.
ويعد "جيش الإسلام هو الفصيل المهيمن على الغوطة الشرقية، وقتل قائده زهران علوش في ضربة جوية ديسمبر/كانون الأول 2015.
وفيلق الرحمن، يوصف بأنه ثاني أكبر فصيل عسكري بعد جيش الإسلام في الغوطة الشرقية وريف دمشق، ويتنافس الاثنان على ضم تشكيلات عسكرية، في سباقهما نحو الانفراد بالزعامة والسيطرة.
أما "هيئة تحرير الشام" فتضم الآن جبهة النصرة، وفتح الشام وحركة نور الدين زنكي وغيرها من فصائل، وباتت تعد الفصيل الأبرز.
وخلال القتال هاجمت القوات السورية الحكومية وحلفاؤها حي القابون شمال غربي الغوطة الشرقية براً وجواً، وأحرزت تقدماً وفق المرصد، إلا أنه لم يصدر بيان من الحكومة حول الأمر.