بماذا نصح الروائي الأمريكي دان براون الأدباء الشباب؟
"العين الإخبارية" تكشف أهم ما جاء في حوار الروائي الأمريكي دان براون، صاحب" شيفرة دافنشي" مع قرائه عبر "فيسبوك لايف".
في حديث ودود وممتع يكشف كواليس أهم الروايات العالمية المتصدرة للمبيعات حول العالم، تحدث الروائي الأمريكي دان براون صاحب رواية " شيفرة دافنشي" و"الأصل" قبل ساعات إلى جمهوره عبر خدمة "فيسبوك لايف" مجيبا عن تساؤلاتهم وقدم لهم النصائح التي تعينهم على ممارسة الكتابة الإبداعية.
وبالطبع كان من أكثر الأسئلة التي طرحت على براون عن طقوسه وعاداته في الكتابة وبماذا ينصح الكُتاب الجدد؟، وقال براون:" اكتب صفحة في اليوم أو اكتب ما أنت شغوف به" وأضاف: "لابد أن تكون جادا جدا فيما تكتب وملتزما بـ"عملية الكتابة" أن تخصص وقتا محددا للكتابة، حتى ولو كان نصف ساعة".
وكشف عن عاداته وطقوسه في الكتابة قائلا:" منذ أن بدأت أكتب لم أكن متفرغا تماما للكتاب، فكنت أكتب من الرابعة للسابعة صباحا ثم أذهب لعملي الأول ثم أنتقل لعملي الثاني، ثم أنام لأعاود الكرة مرة أخرى".
وأكد:" اقترح الكتابة في الصباح .. برغم أن الكثير من كبار المؤلفين والأدباء يفضلون الكتابة ليلا!". وتابع براون:" يجب أن تكون رفيقا بنفسك وسوف تجد نفسك بدأت معتادا على الكتابة بل وستجدها أمرا ممتعا".
واستطرد بحماس:" يجب أن تكتب كل يوم على مدار 7 أيام في الأسبوع وعلى مدار 24 ساعة في اليوم .. يجب أن تكتب". ونصح الكتّاب الشباب قائلا:" عليك أن تجد المكان تحت أي ظرف.. أن تجد مكانا خاصا بك.. اعثر عليه في أي مكان في منزلك في أي ركن.. حتى لو اضطررت للذهاب لسيارتك".
وأكد دان براون "كل ما عليك وأهم ما يجب أن تحافظ عليه أثناء الكتابة هو أن تكون شديد التركيز فيما تكتب، وأهم نصيحة هي أن تحرص على أن تكون بعيدا وغير متصل بالإنترنت.. اغلقه .. لأنه مشتت فقط ركز لبضع ساعات و"حافظ على عملية الكتابة".
وكشف لمحبيه ومريدي أدبه أنه قام بتسجيل دورة تدريبية عن كيفية كتابة الحبكة المثيرة، عبارة عن تسجيل صوتي مدته 5 ساعات لأحد مواقع التدريب على الكتابة الإبداعية، وتمنى أن يكون مفيدا".
يعتبر دان براون من أكثر الكتاب العالميين مبيعا لرواياته، وشهرته في مجال السينما أيضا باتت ذائعه الصيت، فلا تمر أشهر على صدور أحدى رواياته ألا ويتم تحويلها لفيلم سينمائي تحتفي به هوليوود ويثار حوله الجدل العالمي. براون من مواليد 22 يونيو 1964 في ايكسيتير، نيوهامشير، الولايات المتحدة الأمريكية. ويمتاز أسلوبه الأدبي بالجمع بين الخيال والإثارة الممزوجة بطابع علمي وفلسفي حديث وبأسلوب مشوق له تقنية الصورة السينمائية ما مكّنه من تحقيق أفضل المبيعات. وقد حظيت رواياته بنجاحات هائلة واسعة الصدى بين الأجيال الشابة في أمريكا وأوروبا والعالم العربي، وتعتبر رواية شيفرة دا فينشي The Da Vinci Code التي نشرت عام 2003، وتم تصويرها كفيلم سينمائي من بطولة توم هانكس.
وصدرت له أخيرا رواية "الأصل" وهي الأعلى مبيعا منذ صدورها حتى الآن في عدد من دول العالم. وقد صدرت طبعتها العربية بداية العام الحالي عن الدار المصرية اللبنانية.
وفي حديثه للقراء عبر "فيسبوك" أكد براون أن التخطيط لروايته يتطلب الكثير من المجهود والوقت والجهد، وذهب إلى أنه في رواية " الأصل" الأخيرة جالس عددا من المتخصصين في الذكاء الاصطناعي وعلماء التكنولوجيا وباحثين من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
وحول ما إذا كان بطل راوياته "روبرت لانجدون" يحمل الكثير من من صفاته الشخصية، أكد براون مبتسما:" بالطبع هو يحمل بعض صفاتي ولا شك أنه يشبهني إلى حد كبير، هناك نوع من التماهي بينه وبيني وأيضا كذلك تحمل كل شخصية من شخوص رواياتي بعضا من صفاتي، لكن شخصية "لانجدون" هي خليط من عدد من الشخصيات وأحيانا أشهر أنه أذكى وأفضل مني.." ثم مازح القراء قائلا:" لقد جعلني" لانجدون" أستغرق 3 أيام لكتابة وصف لإحدى اللوحات التي يقوم هو بوصفها."
و"روبرت لانجدون"، شخصية خيالية من تأليف الروائي الأمريكي دان براون ظهر في خمس روايات أولاً في رواية ملائكة وشياطين (2002)، ثم في رواية شيفرة دا فينشي (2003)، وبعد ذلك ظهر في رواية الرمز المفقود (2009)، وفي رواية الجحيم (2013)، وأخيراً في رواية الأصل (2017).
أما عن أفضل وجهات السفر له فقال: "إسطنبول" مضيفا: "كنت محظوظا بالسفر للأماكن التي كتبت عنها وكانت إسطنبول هي أفضل مكان بالنسبة لي اعتبرها المكان الذي يربط الشرق بالغرب".
أما بخصوص تحويل رواياته لأفلام سينمائية، قال "أنا من أكثر المعجبين بـالفنان توم هانكس واعتبر نفسي محظوظا بتحويل أعمالي لأفلام سينمائية؛ لأنني من عشاقها ولأن الأفلام تستخلص الرسالة الرئيسية التي تحملها أعمالي". وأكد على فخره بفيلم "شيفرة دافنشي".
من أين يأتي دان براون بالإلهام؟
أجاب براون عن هذا السؤال الهام بمنتهى الوضوح، مؤكدا أن عائلته وتحديدا والده وأمه كانا مصدر إلهامه، فوالده كان معلما للرياضيات وأمه متخصصة بالموسيقى الدينية وهما السر وراء انشغاله بقضية الدين والعلم". وأضاف براون في حديث لا تنقصه المكاشفة:" أحب أن أكتب عن مسائل أخلاقية كبرى، فمثلا:" في حقبة ظهور الإيميل في التسعينيات، كنت أدرس في المدرسة الثانوية وفي يوم ما تم القبض على أحد التلاميذ بسبب كتابته أنه لا يحب نظام الرئيس بيل كلينتون عبر ايميل أرسله لأحد أصدقائه، وكانت هذه الواقعة ما نبهتني إلى أن أتعرف أكثر عن طبيعة عمل المخابرات الأمريكية واختراقهم للبريد الإلكتروني وتحدثت وقتها إلى أحد الضباط المتقاعدين للتعرف على هذا العالم، وهو ما أثار فضولي نحو سؤال ملح:" ما هو الحد الذي يمكنك التخلي عنه من خصوصيتك من أجل الأمن القومي؟ ومن هنا بدأت أبحث في هذا المجال.
في روايته الأحدث " الأصل" ومنذ المشهد الافتتاحي يثير براون تساؤلا حول أيهما أهم للبشرية العلم أم الدين؟ وأجاب براون في حديثه عبر "فيسبوك": العلم يستخدم لتدمير البشرية، والدين يستخدم أيضا لإبادة الناس، لذا سألت ماذا يمكن أن يكون العالم عليه إذا ما كان بدون كل منهما؟
وأكد متابعا:" عامة في كل أعمالي، أخلق شخصيات متضادة في الرؤى والفكر لتخلق حالة الجدل وتثير التساؤلات الكبرى".
أما من أين يستقي براون إلهامه، فأجاب: "الالهام من حولنا دائما لكن فقط علينا الاختيار".
يوضح براون "الروايات لا تكتب في العدم بل عن الناس ومنهم". مضيفا: "قرات الكثير من الكلاسيكيات.. العديد من الكتاب كانوا مصدر إلهام لي في الجامعة قرأت جميع أعمال شكسبير وقرأت لهوميروس لكن نقطة التحول بالنسبة لي من مجرد قارئ لكاتب حدثت حينما كنت في عطلة في تاهيتي وقرأت THE DOOMSDAY CONSPIRACY لـ سيدني شيلدون، استمتعت بالإثارة في أسلوبه وتصورت أنني يمكنني الكتابة بهذا الأسلوب، لهذا أنا أدين له بالفضل".
كذلك خص براون الكاتب والروائي وكاتب السيناريو جون شتاينباك كواحد من أكثر الكتاب الذين يحترمهم، وأضاف: "المعلمون كان لهم أفضال كثيرة عليّ لأني ولدت لأب وأم يعملون في هذا المجال في مجال التدريس والتعليم .. لقد كان المعلمون هم أبطالي على الدوام".
ومن الأسئلة الطريفة، سأله أحد القراء عن إمكانية زواج بطله روبرت لانجدون بالبطلة فيكتوريا، فقال:" سأفكر في الأمر على سبيل التغيير". مشيرا إلى أن نمط حياته كرجل عازب هو الذي ساعد في أن يكون الشخصية التي أثارت إعجاب الملايين حول العالم.
وعبر براون عن مخاوفه الكثيرة من التكنولوجيا وأكد أنها من أكثر الأشياء تأثيرا على البشرية أكثر من أي شيء آخر وقال: "اليوم نحتاج أن ننظر فقط إلى الجيل السابق لنا لنرى كيف أن حياتنا مختلفة تماما عنهم والحقيقة أن أبناءنا سينظرون إلينا باعتبارنا جيلا متأخرا تكنولوجيا".
أما عن شخصية "وينستون" في روايته "الأصل" فقال: "أكتب عنها بشغف كبير بسبب شغفي بما يحققه الذكاء الاصطناعي". وعاد مرة أخرى ليسدي نصيحة هامة للكتّاب الجدد، قائلا:" أول كتبي والثاني والثالث والرابع باعوا فقط عدة نسخ بل لم يقرأهم عدد كبير من الناس.. حتى ظهرت للحياة "دافنشي كود" أو "شيفرة دافنشي" وبيع منها ملايين النسخ.. استمروا واكتبوا وسيعود الناس إلى ما كتبتم.. أمنوا بما تفعلوا.. لا بأس بأن تكتب مع عملك في عدد من المهن الأخرى". وأضاف: "شخصياتي لا تأبه بما أبيعه من الكتب وعدد القراء بل الشخصيات تنتظر مني المزيد للكتابة والتعبير عنها وأنا ممتن لهم".
aXA6IDMuMTQ0LjkzLjM0IA== جزيرة ام اند امز