"العين الإخبارية" تتابع أضخم رصد صحي لإيقاف "خطر داهم" في مصر
قبل أيام، أطلقت وزارة الصحة المصرية استراتيجية لترشيد تناول المضادات الحيوية وحوكمة استخدامها بشكل آمن وفعال.
وتنقسم الاستراتيجية إلى 3 مراحل رئيسية، الأولى تتمثل في عقد ورش عمل على مدار 3 أيام لـ1000 صيدلي يعملون بـ227 مستشفى تابعا لوزارة الصحة.
وتستمر المرحلة الثانية لمدة شهرين لرصد استخدام المضادات الحيوية بين المواطنين كمًا وكيفًا، ثم تحليل البيانات للخروج بالتوصيات اللازمة، في عملية رصد هي الأضخم في تاريخ البلاد.
أما المرحلة الثالثة، فتمتد من 3 إلى 6 أشهر، وتعتمد على قياس العائد المتحقق من تطبيق تدخلات الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية، وبذلك يكتمل تطبيق الجزء الأول من الاستراتيجية.
موقف القطاع الصحي الخاص
ويؤخذ على الاستراتيجية عدم تطرقها إلى الصيدليات والعيادات والمراكز الصحية الخاصة، كما يقول الدكتور علاء غنام، خبير السياسات الصحية وعضو لجنة إعداد قانون التأمين الصحي الشامل في مصر سابقًا.
ويضيف "غنام" لـ"العين الإخبارية": "إذا طُبّقت معايير الجودة وأصبحت هناك رقابة على الخدمات الصحية بدقة في القطاع الخاص سوف نستطيع حينها السيطرة على هذه الفوضى".
واعتبر خبير السياسات الصحية أن تطبيق الاستراتيجية وغيرها من الخطط في القطاعات الحكومية يسهل التحكم به، لولاية الدولة على هذه القطاعات، لكن يجب تطبيق الاستراتيجية على القطاع الخاص أيضاً.
متحدث الصحة: الصيدليات ليست من اختصاصنا
ويعتمد قطاع كبير من المصريين على الصيدليات بشكل مباشر في تشخيص الحالات المرضية ووصف وصرف العلاج، ويعد هذا أحد أسباب الإفراط في تناول المضادات الحيوية خاصة في المناطق الريفية.
وردًا على موقف الاستراتيجية من القطاع الصحي الخاص والصيدليات خارج المستشفيات، قال الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، إن هذا الأمر لا يدخل ضمن اختصاصات الوزارة ولا الاستراتيجية.
وأضاف لـ"العين الإخبارية" أن الجهة المنوطة بها تحديد صرف الأدوية داخل الصيدليات هي هيئة الدواء المصرية، وهي جهة حكومية تتبع رئاسة مجلس الوزراء المصري.
أضرار المضادات الحيوية
وينذر الإفراط في تناول المضادات الحيوية بمخاطر صحية كثيرة. وتقول الدكتورة سلوى نزيه، أخصائية أمراض الباطنة، إن المضادات تستخدم لعلاج الأمراض البكتيرية، ولا تستخدم مع الأمراض الفيروسية.
وأوضحت "نزيه"، لـ"العين الإخبارية"، أن المضادات الحيوية تقضي على العدوى البكتيرية مباشرة أو توقف نموها أو تضعفها، وتساعد كذلك الجهاز المناعي بالجسم على مقاومة هذه البكتيريا الضارة.
وأشارت إلى أنه في حالات الأمراض والأعراض الفيروسية، مثل الزكام واحتقان الحلق، يجب استشارة الطبيب، مشددة على أنه لا يجب أن تُصرف المضادات بأي حال من الأحوال سوى باستشارة الطبيب.
ونصحت أخصائية أمراض الباطنة باستكمال جرعة المضاد الحيوي التي يصفها الطبيب، حتى بعد التماثل للشفاء، مع ضرورة إخبار الطبيب إذا كان المريض يعاني من أي أعراض تحسسية تجاه أدوية معينة.
وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن تتسبب المضادات الحيوية في 10 ملايين حالة وفاة سنويًا بحلول العام 2050، حال الاستمرار في إساءة استخدامها، مع يجعلها أكثر خطورة من مرض مثل السكري.
aXA6IDE4LjIyMi45Mi41NiA= جزيرة ام اند امز