تؤمن السرورية بأن الحكم بغير ما أنزل الله كفر أكبر مطلق وأن المجتمعات جاهلة وفي نظرهم كلها جاهلية والبعض يصرح بأنها مجتمعات مرتدة.
المتابع لتاريخ السروريين يجد أنهم خرجوا للعلن من تحت عباءة الإخوان المسلمين فهم من تنظيماتها التي تُعد من أشدها خطورة لتظاهر مؤسسها وتلاميذها بالتزامهم وانتهاجهم لعقيدة المنهج السلفي الصحيح، إلا أنهم في الحقيقة متخفون بمنهج جماعة الإخوان المسلمين في التنظيم والحركة وخاصة القطبية منهم “نسبة إلى سيد قطب"، فجميع تنظيمات الإخوان المسلمين تدعو إلى التخطيط السري والخروج المفاجئ عندما يرون قوتهم قد اكتملت.
ارتكز السروريون في فكرهم على تهييج الشعوب على حكامهم، ودعوتهم إلى الثورات والمظاهرات بدعوى المطالبة بالحقوق أو رد ظلم الحاكم، وليست أحداث ما يسمَى بالربيع العربي عنا ببعيد حيث انكشف الكثير من دعاة الفتنة في تلك الأحداث
عند الحديث عن السرورية لا بد من الإشارة إلى مؤسسها "محمد سرور نايف زين العابدين" والذي ينتمي إلى الإخوان المسلمين في سوريا وكان اتجاهه قطبيا، وقد انتقل محمد سرور إلى السعودية عام ١٩٦٦م، وقيل عام ١٩٦٩م وأسس التنظيم وكانت بدايته في حائل، ثم انتقل للقصيم ليعمل معلما في المعهد العلمي لمدة خمس سنوات، ثم انتقل إلى الأحساء، ولما علم أنه سيُكشف أمره ذهب إلى الكويت، ومنها إلى بريطانيا، حيث أسس مجلة (السُّنة) التي كانت تصل أعدادها إلى المملكة والخليج والدول العربية.
وقد استغل السروريون العديد من المجالات للترويج لأفكارهم وذلك من خلال:
أولاً/التعليم: من خلال المدارس والمعاهد والجامعات الحكومية والأهلية.
ثانياً/الدعوة: من خلال استغلال مكاتب الدعوة في الداخل والخارج والمنابر.
ثالثاً/القضاء: من خلال المحاكم والقضاة.
رابعاً/الإعلام: من خلال وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية والقنوات الفضائية الخاصة وجميع شبكات التواصل الاجتماعي.
خامساً/الأعمال التطوعية: من خلال إنشاء الجمعيات الخيرية.
وقد اشتهرت السرورية بالعديد من الصفات، منها:
تكفير صاحب المعصية الذي وقع في الكبيرة والخروج على طاعة ولي الأمر والدولة وتأليب الرأي العام عليهم، وأن طاعة ولي الأمر مسألة مختلف فيها ويسوغ الخلاف فيها، والطّعن في حكّام المسلمين تصريحاً وتلميحاً والتشكيك في ولايتهم، كما تنتهج السرورية منهج الهجوم على مَن يخالفهم واتهامه بالعمالة، وأنه من رجال المباحث علاوة على اتهامه بالجامية، وتتصف السرورية كذلك بالسعي لزعزعة الأمن والوصول للحكم، وجعل توحيد الحاكمية قسما رابعا من أقسام التوحيد.
وتؤمن السرورية بأن الحكم بغير ما أنزل الله كفر أكبر مطلق، وأن المجتمعات جاهلة، فالمجتمعات في نظرهم كلها جاهلية، والبعض يصرح بأنها مجتمعات مرتدة، ناهيك عن الغلو لدى السرورية في مسألة موالاة الكفار، وأن من والى الكفّار فهو كافر كفراً أكبر، كما فعلوا في حرب الخليج لصد المعتدي، عندما أفتت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية بجواز الاستعانة بالقوات الأجنبية، فشنوا عليهم حملة لتنفير الناس منهم، وكذلك فتوى الشيخ ابن بازـ رحمه الله- في جواز الصلح مع اليهود (إسرائيل) حملوا على الشيخ ابن باز للتنفير أمام العوام، وتنتهج السرورية نهج التنظيم والسّريّة والتّكتم والتّقية، حتى إن البعض يقرر أن هذه الفترة كالفترة المكية التي كانت الدعوة فيها سرية.
كذلك اتخذت السرورية أسلوب التهييج على الجهاد والترغيب فيه بلا شروط ولا ضوابط، حتى يُغيّب شرط إذن ولي الأمر، وإذن الوالدين ليوجه الراغبون في الجهاد للالتحاق بالجماعات التكفيرية.
وارتكز السروريون في فكرهم على تهييج الشعوب على حكامهم، ودعوتهم إلى الثورات والمظاهرات بدعوى المطالبة بالحقوق أو رد ظلم الحاكم، وليست أحداث ما يسمَى بالربيع العربي عنا ببعيدة، حيث انكشف الكثير من دعاة الفتنة في تلك الأحداث، ومن أساسيات السرورية التي اعتمدت عليها مدح رؤوس الفكر الإخواني كحسن البنا وسيد قطب وغيرهما من الأحياء والأموات ممّن على نفس المنهج، وإبرازهم ورفعهم، وإعطاؤهم من الألقاب الرفيعة ما يجعل قلوب العامة تتعلق بهم.
كذلك عمل السروريون على تبرير أفعال الإخوان الإجرامية والسكوت عنهم، مع إشغال الناس عمّا يصدر من الإخوان المسلمين من مخالفات وفتن وإفساد، أو إشغال المجتمعات بمواضيع ثانوية أو برمي التهم على غير الجاني من الإخوان والدواعش وغيرهم، وكذلك إشغال عامة الناس بالسياسة والأحداث الرّاهنة، وتحوير المواقف في صالحهم وضدّ حكام المسلمين وعلمائهم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة