علينا أن نعترف بأن بعض من يطلقون على أنفسهم ألقاب “شيوخ دين” و“إعلاميين” أيضاً كانوا يروّجون لفكر الإخوان الإرهابيين على مسامعنا.
تحذير جامعة الإمام السعودية منسوبيها من 5 دعاة و7 تنظيمات إرهابية مبادرة جيدة ولكنها لا يجب أن تتوقف هنا.
توجيه مدير الجامعة الدكتور سليمان أبا الخيل بنشر لوحات تعريفية في الكليات والمعاهد التابعة للجامعة تتضمن أسماء الجماعات والأفراد الإرهابيين ممتاز، ولكنه بحاجة للمتابعة.
مثل التصدي الحالي لفكر الإرهاب في المدارس السعودية بحملات وقائية، كذلك يجب تطبيق خطوات جادة ومدروسة ومنظمة (تحديداً فيما يتعلق بالأنشطة الجانبية)، للتصدي لجَرَب الإخوان وأفكارهم ووسائلهم المشبوهة.
علينا أن نعترف بأن المدارس والجامعات هي حاضنة الإخوان منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وأنها خلال هذه الفترة الطويلة “فَرّخَتْ” بين جنبينا أفاعي خبيثة سامة تصول وتجول في ردهات فصولنا التعليمية والتربوية
وزارة التعليم أوضحت أنها ستعالج (فورا) كل ما يظهر من سلبيات تتعلق بالنواحي الفكرية، سواء في المناهج أو في الأنشطة المدرسية، أو حتى على مستوى منسوبي الوزارة من معلمين وقادة ومشرفين. هذه مبادرة جيدة، ولكنها لن تتحقق بدون العمل الجاد والحازم لاجتثاث جذور أفكار وأساليب الإخوان المتطرفة.
نسمع بين فترة وأخرى أن القائمين على وزارة التعليم يكشفون عن إجراءات تنفذها الوزارة لمحاربة الأفكار المنحرفة، ليس لدي أي شك في أن الوزارة (بصفتها الرسمية) جادة في سعيها، ولكن هذه الإجراءات يجب أن تشمل أيضاً إحالة أنصار الإخوان إلى النيابة العامة، مثلهم مثل الفاسدين والإرهابيين.
يجب استئصال فكر وأساليب تنظيم جماعة الإخوان الإرهابيين السرطاني من جذوره بشكل كامل، علينا أن نعترف بأن المدارس والجامعات هي حاضنة الإخوان منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وأنها خلال هذه الفترة الطويلة “فَرّخَتْ” بين جنبينا أفاعي خبيثة سامة تصول وتجول في ردهات فصولنا التعليمية والتربوية، لسبب أو آخر، لم نتخذ إجراءات أو آليات جادة لتحديد النشاطات المدرسية لحماية أفكار أبنائنا.
كذلك علينا أن نعترف بأن بعض من يطلقون على أنفسهم ألقاب “شيوخ دين” و“إعلاميين” أيضاً كانوا يروّجون لفكر الإخوان الإرهابيين على مسامعنا،أقصد تحديداً كتب ومقابلات ومقالات خاشقجي والزنداني والترابي وغيرهم. لسبب ما، لم نجابه توجهاتهم الإخوانية المنحرفة، بل وقام بعضهم بتأسيس حسابات بنكية تحت مظلات “خيرية” وهمية لدعم وتمويل الإخوان الإرهابيين.
إعلامياً، سمحنا، ولفترة طويلة، لقناة الجزيرة بزرع الفتن الواحدة تلو الأخرى لتنفيذ جريمة نشر السم الإخواني على نطاق واسع من الدول العربية، كذلك تسلل بعض من يُحسَبون على الإعلام للترويج لفكر الإخوان في بعض قنواتنا وصحفنا منتهية الصلاحية.
أما تعليمياً، فقد احتضنا (ربما بحسن نية) المتأثرين بفكر الإخوان المسلمين، فحفروا المكـائد تحت مقاعدنا، منحناهم الثقـة الكاملة لصياغة المناهج، فحولوا مدارسنا لأقبية تفريخ مؤامرات الجماعة المتطرفة.
وكأن الكتب الدراسية في الجامعات والمدارس لم تكن كافية، فتسللت كتب الإخوان بخبث دفين إلى معارض الكتاب، وكان آخرها الكتب التي تم اكتشافها في معرض الكتاب في الرياض، كل هذا تم تحت أعين “الرقابة” التي أقنعتنا بأنها ستقوم بمنع الكتب المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين.
لهذا السبب، يصيبنا التوجس عندما نقرأ تصريحاً لمسؤول في وزارة التعليم عن نية الوزارة إبعاد كل من يتعاطف مع الجماعة أو فكرها أو رموزها من أي منصب إشرافي، أو من التدريس في مدارسنا.
هذه ليست شكاً أو ريبة، لا سمح الله، في نية القائمين على وزارة التعليم منع الكتب المحسوبة على جماعة الإخوان من جميع المدارس والجامعات، وإبعاد كل من يتعاطف مع الجماعة أو فكرها أو رموزها من أي منصب إشرافي أو من التدريس، إلا أن التجارب علمتنا أن الوزارة بحاجة لاتخاذ أساليب جادة وأكثر حدة في التعامل مع فكر الإخوان الإرهابيين، وتخليص بلادنا من غِيهم وشرِّهم.
تأخرنا كثيراً في القضاء على تطرّف وغُلو جماعة الإخوان الإرهابية. ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، كان واضحاً عندما أكد أن “جماعة الإخوان المسلمين هي حاضنة للإرهابيين”، وأن فكر الجماعة غزا التعليم في المملكة. هل هناك شجاعة وصراحة بالاعتراف بالواقع أكثر من هذا؟
نقلا عن "العرب اللندنية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة