"تليجراف": "جبال" الكذب الإيراني بشأن النووي بدأت تنهار
محرر شؤون عسكرية بريطاني يحذر من تفعيل إيران موجة من الهجمات الإرهابية ضد الغرب إذا انسحبت أمريكا من الاتفاق النووي.
قال خبير الشؤون العسكرية البريطاني كون كوجلين إن "جبال" الكذب الإيراني بشأن نواياها النووية، بدأت في الانهيار بعدما كشفته إسرائيل من وثائق.
وحذرت من أن حصول إيران على سلاح نووي من شأنه أن يدفع طهران لاستغلال مليشياتها والجماعات الإرهابية التي تدعمها للانتقام من دول الغرب وحلفائهم في المنطقة.
وأضاف كوجلين، محرر الشؤون الدفاعية بصحيفة "تليجراف" البريطانية، أن جوهر ما عرضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الإثنين الماضي، أن إيران جمعت كل الوثائق المتعلقة ببرنامجها النووي وخزنتهم في موقع سري للغاية بمقاطعة شورأباد بالعاصمة طهران بعد توقيع الاتفاق النووي في منتصف 2015، وهو مكان يعلمه عدد قليل جداً من الإيرانيين لكن ذلك لم يمنع الموساد الإسرائيلي من اكتشافه واختراقه.
وأشار كوجلين إلى أن المشككين بالطبع مثل بريطانيا الذين يريدون الحفاظ على الاتفاق النووي بأي تكلفة، يحاولون بالفعل التقليل من أهمية الاكتشاف الإسرائيلي، مدعين أنه ليس إلا حركة نتنياهو لإقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاقية حين يأتي موعد التجديد في 12 مايو/أيار الجاري.
ورغم كل الاعتراضات والرفض للاكتشاف الإسرائيلي، فلا يبدو أن أي منهم يتحدى الادعاء بأن الإيرانيين لديهم بالفعل هذا المخبأ من المواد السرية للغاية مخفية بعيداً في ضاحية نائية بطهران، وهو ليس شيئاً جديداً على إيران التي اتبعت نهج إخفاء شغفها بأسلحة الدمار الشامل منذ بدأت العمل على برنامجها النووي، وهو ما يتفق عليه معظم المتخصصين بأنه كان في وقت ما بعد انتهاء حرب الخليج الأولى في التسعينيات.
ولفت كوجلين تأكيداً على كلامه إلى تشييد إيران محطة "ناتاناز" لتخصيب اليورانيوم في سرية تامة خلال التسعينيات حتى كشفت المعارضة الإيرانية عن وجودها، مشيراً إلى أن تلك التصرفات هي التي تثير الشكوك حول التزام طهران بالاتفاق النووي، مؤكداً أن المخاوف من المرجح أن تصبح أكثر عمقاً في أعقاب الكشف الإسرائيلي الأخير.
وذكر كوجلين أنه إذا قررت إدارة ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، الأسبوع المقبل، وهو أمر مرحج للغاية فإنها بالفعل ستعتمد على عوامل أخرى بعيداً عن إخفاق إيران في الكشف الكامل والجلي لنشاطاتها النووية.
وقال كوجلين إن إدارة ترامب لا تخفي تقييمها لإيران بأنها أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم، وهي نظرة تفاقمت مع التوسع الكبير للتدخل العسكري الإيراني في الدول العربية مثل اليمن والعراق وسوريا، خاصة استثمارها مليارات الدولارات لدعم الرئيس السوري بشار الأسد الذي سمح لها ببناء شبكة من القواعد العسكرية في سوريا معززة بآلاف من الصواريخ.
والأهم من ذلك أن استيلاء إيران على سوريا عسكرياً سيسمح لها برفع دعمها لتنظيم "حزب الله" الإرهابي الذي يتحكم في جنوب لبنان، وهو ما يجب أن ينظر إليه قادة الغرب بحذر.
وأشار خبير الشؤون العسكرية إلى أنه رغم هزيمة تنظيم داعش الإرهابي بشكل كبير إلا أنه ما زال قادراً على شن هجمات كبيرة مثل التي شهدتها أفغانستان هذا الأسبوع، وهو ما يثير الانتباه إلى الجماعات الأخرى، مثل حزب الله وحماس المدعومين من إيران، والتي قد تستغل انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي كفرصة لشن موجة هجمات إرهابية جديدة ضد دول الغرب وحلفائهم في المنطقة.
وقال كوجلين إنه من غير المرجح أن تغير هذه المخاوف من قرار ترامب فيما يخص الاتفاق النووي، بل على العكس قد ترى واشنطن هذا التهديد دليلاً على أنه قد حان الوقت لتحميل إيران مسؤولية أفعالها سواء كانت تطوير أسلحة نووية أو رعاية الإرهاب العالمي.