لماذا تحاشت قطر إدانة "إيران" في بيان التضامن مع المغرب؟
تحاشي ذكر إيران بالاسم أو التلميح في البيان القطري، أثار موجة من التساؤلات تعدت الأوساط السياسية العربية إلى وسائل التواصل.
عديدة هي الأسباب التي دفعت دبلوماسية تنظيم "الحمدين" الحاكم في قطر، إلى تحاشي ذكر إيران في بيانها التمويهي بخصوص قطع المغرب علاقاته مع ملالي طهران بسبب دعمهم لجبهة البوليساريو الانفصالية.
فالتحليل الأولي المباشر يقول إن الدوحة، التي وضعت قرارها في أيدي الملالي منذ مفارقتها للإجماع العربي، تخشى غضبة طهران، لذلك اكتفى بيان الخارجية القطرية الصادر الثلاثاء، بإبداء تضامن خجول مع الرباط، دون أن يكشف ضد من؟ في مفارقة جديدة للصف العربي الذي أدان بلهجة واضحة وصريحة التدخلات الإيرانية في شؤون المغرب.
تحاشي ذكر إيران بالاسم أو التلميح في البيان القطري، أثار موجة من التساؤلات تعدت الأوساط السياسية العربية إلى جماهير وسائل التواصل الاجتماعي، التي اعتبرت الموقف القطري منقوصاُ.
ففي مثل هذه المواقف الحرجة التي تهدد فيها إيران أمن دولة عربية عبر السعي لتقسيمها و إشعال نيران الطائفية في أرجائها، لاتجدي التعميمات التي حفل بها البيان القطري نفعاً، كونه يزيد من ضبابية مواقف "الإمارة الصغيرة" تجاه أشقائها العرب.
كما أن البيان القطري المقتضب يعتبر مفارقاً للأعراف الدبلوماسية بحسب محللين، أشاروا إلى أنه لايستقيم أن تعلن تضامنك مع دولة تتعرض للتدخل الخارجي، وتدعي حرصك على عدم التدخل في شؤون الآخرين دون أن تدين بشكل دامغ الطرف الذي قام بالتدخل في شؤون الدولة التي تتضامن معها.
وهو الارتباك الذي دفع الكثيرين لوصف الحالة القطرية بالانفصام، مشيرين إلى أن الازدواجية في المواقف تمثل سياسة الدوحة القديمة المتجددة، منذ ادعائها الوصاية على القضية الفلسطينية عبر دعم حركة حماس الإرهابية، وافتتاحها مكتبا للتمثيل التجاري للاحتلال الإسرائيلي بالدوحة في ذات الوقت.
بيد أن زاوية أخرى في الموقف القطري المرتبك تجاه المملكة المغربية، نبه لها مغردون على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، تشير إلى أن ما دفع "الحمدين" لتجاهل الإشارة إلى إيران هو أنهم حريصون على عدم إدانة أنفسهم.
وبعيداً عن التحالف القطري الإيراني ووفود الحرس الثوري التي أضحت تحط في الدوحة بين الفينة والأخرى، ثمة تشابه كبير في المشروع الجيوسياسي لطهران والدوحة؛ والذي تقع زعزعة أمن المغرب العربي ضمن أجندته.
فقطر والتي لم تدخر جهداً في دعم الجماعات الإرهابية في تونس وليبيا و إسلاميي المغرب، لن تغضب إن قامت حليفتها بإرسال الصواريخ للبوليساريو، كما أن طهران لايمكن أن تقدم على الخطوة دون المرور بالدوحة.
وهو السبب الذي دفع المراقبين إلى الجزم بأن وحدة المشروع التوسعي الإيراني القطري جعلت الخارجية القطرية حريصة على عدم إدانة إيران حتى لاتدين مشروعها نفسه القائم على التدخل في شؤون الآخرين.