الإعلام الغربي.. منصات تسخرها قطر لنفث سمومها
لم تمض أيام بعد فضيحة فدية تحرير الرهائن القطريين لتطل الدوحة زاعمة بأن "مساعيها لمحاربة الإرهاب تلاقي عرقلة".
لم تمض سوى أيام قليلة منذ فجّرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية فضيحة فدية تحرير الرهائن القطريين في العراق، لتطل الدوحة معلنة أن مساعيها لمحاربة الإرهاب تلاقي "عرقلة".
- كاتب أمريكي يحذر ترامب من "عفن" الثقافة السياسية لحكام قطر
- المعارضة القطرية: وثائق واشنطن بوست تؤكد دعم "الحمدين" لإيران
ورغم أن قطر زعمت أن ردها يأتي على رسالة سفراء دول كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين، بالمملكة المتحدة، التي نشرتها صحيفة "فاينانشيال تايمز" في أبريل/ نيسان الماضي، فإن مراقبين استغربوا "بجاحة لافتة" لدويلة ما زالت فضيحة فدية العراق تلاحقها.
الإعلام.. منبر "تستغله" الدوحة
الملحق الإعلامي القطري لدى المملكة المتحدة، ثامر آل ثاني، ادعى في نص رسالة بلاده، أن جهود بلاده في حربها على الإرهاب، تواجه "عرقلة".
وزعم آل ثاني أنه يكتب "رداً على الرسالة الأخيرة المملوءة بمغالطات، يجب على قطر أن تعمل لتحسين العلاقات مع الجيران، لسفراء الدول الأربع التي تحاصر قطر حالياً بشكل غير قانوني".
وتابع: "منذ بداية أزمة الخليج، كانت الدول المحاصرة عدوانية تجاه قطر وغير صادقة مع العامة، وزعمت أن الدوحة لا تلتزم بالمعايير الدولية في الحرب ضد الإرهاب".
مغالطات فندها واقع الحال، وتذبذب تصريحات الدوحة التي رسمت الفجوة الحاصلة بينها مساراً قاتماً كشف للعالم ممارسات تدين جميعها قطر بدعم الإرهاب ورعايته.
فالرباعي العربي قدّم إلى قطر جميع السبل الكفيلة للحفاظ على قنوات الحوار والتواصل وعلى علاقات دبلوماسية وتجارية عادية، غير أن تعنّتها لم يترك أمام دول الجوار من حل سوى قطع العلاقات معها.
مساعٍ تبلورت من لائحة مطالب قدمها الرباعي للدوحة، تضمنت خريطة طريق حقيقية نحو السلام والاستقرار، غير أن الأخيرة رفضتها، ما أكّد للعالم مدى ارتباط الدوحة بالتنظيمات الإرهابية، وهو ذات السبب الذي أفشل الجهود الدبلوماسية، خصوصاً الوساطة الكويتية، لحل الأزمة القطرية.
مغالطات مسقطة
الملحق الإعلامي زعم أيضاً أن بلاده "حققت في الواقع أكثر من جميع الدول الأربع لمكافحة الإرهاب وتمويل الإرهاب".
عبارة يرى محللون أنها مسقطة بشكل فجّ على واقع يلفظها ويفنّدها، فالمرة الوحيدة التي منحت الدوحة شبه قناعة للعالم بأنها عدلت عن تعنّتها، كانت في مارس/ آذار الماضي، حين أعلنت قائمة للإرهاب، ضمت من بين آخرين، القطري عبدالرحمن النعيمي.
قائمة استماتت قطر في الترويج لها، حتى إن أميرها تميم بن حمد آل ثاني، زعم، عقب اجتماعه في البيت الأبيض في 11 أبريل/ نيسان الماضي، أن بلاده "لا تتسامح مع الأشخاص الذين يمولون الإرهاب ويدعمونه".
وبعدها بيومين فقط، حضر رئيس الوزراء القطري حفل زفاف نجل النعيمي، في حادثة فضحت تناقض الدوحة، وأكدت صحة وسلامة موقف الرباعي المقاطع لها.
حادثة كانت كفيلة بأن تجعل الملحق الإعلامي لقطر يخجل وهو يخط في رسالته عبارة "تؤمن قطر وحلفاؤها بمحو الإرهاب من الخريطة"، وأن يشعر بمهانة تبييض حيثيات يقف العالم بأسره شاهداً عليها.
فمن يحارب الإرهاب يدفع لقاء ذلك أرواح أبنائه، مثلما تفعل البلدان المنضوية ضمن التحالف العربي لاستعادة الشرعية باليمن، ويعاضد الجهود الدولية في ذلك، لا أن يتفنن في سبل تمويل التنظيمات المسلحة، ويغرق المنطقة في نزاعات مفتعلة ترمي لتدميرها وتقسيمها.