دنقلا العجوز.. أول مسجد بُني في السودان

يشهد مسجد دنقلا العجوز في السودان على أحداث الفتح الإسلامي للبلاد، وهو أول مسجد بٌني في السودان، والثاني في أفريقيا.

جاء بناء مسجد دنقلا العجوز حين أرسل حاكم مصر عمرو بن العاص، قائده عبدالله بن أبي السرح لفتح بلاد النوبة شمالي السودان بعد فتح مصر عام 641 ميلادية.

• مسجد شنقيط.. أيقونة موريتانيا الصامدة أمام عواصف الصحراء
  

وواجهت القوات المسلمة مقاومة شرسة من قوات مملكة المقرة المسيحية، وعقد عبدالله بن أبي السرح معهم معاهدة "البقط" الشهيرة، والتي قضت ببناء مسجد دنقلا العجوز.

مسجد دنقلا العجوز

يرجع المؤرخون بناء مسجد دنقلا العجوز الواقع الآن في الولاية الشمالية بالسودان إلى نحو عام 651 هجرية، وهو أقدم مساجد البلاد، وأحد أبرز معالمها السياحية والدينية.

ويقول المؤرخ نعوم شقير في كتابه "تاريخ السودان": "وفي دنقلا العجوز جامع قائم على خرائب كنيسة كبيرة، وفي واجهة الجامع حجر من الرخام مدون عليه عبارات بالعربية".

وترجع تسمية المسجد إلى بلدة دنقلا العجوز التي كانت عاصمة لمملكة "المقرة" النوبية قبل الفتح الإسلامي، وهي واحدة من أقدم مدن البلاد، وتبعد بنحو 105 كيلومترات عن مدينة دنقلا.

ويجاور مسجد دنقلا العجوز قلعة الخندق الشهيرة، وتوجد بالقرب منه بعض بقايا الكنيسة وعدد من الأديرة، ويعرف أيضًا بمسجد عبدالله بن أبي السرح نسبة إلى قائد قوات الفتح الإسلامي للبلاد.

"عروس القرآن"

وتضم مدينة دنقلا العجوز قرية ناوا الشهيرة بمساجدها التاريخية، ومنها مسجد جنيد، ومسجد آخر أثري معظمه مدفون تحت الرمال، بناه الصحابي عبدالله بن أبي السرح.

وتعرف دنقلا العجوز بـ"عروس القرآن"، كما تعرف بـ"مدينة الأساطير"، وتشتهر باسم "القدار" نسبة إلى قلعة الخندق الشهيرة الواقعة على ضفاف نهر النيل، وبها عدد من الأديرة الأثرية.

وأشارت بعثة أثرية إلى أن دنقلا العجوز كانت عاصمة مملكة "مقرة" المسيحية في القرن السابع الميلادي، وبها الكثير من الكنائس، ولا يزال بعضها يحتفظ بلوحاته الجدارية الأصلية.

وتضم المدينة العديد من البيوت والقصور والقبور الأثرية، وأهم معالمها على الإطلاق -وفقًا للبعثة- هو المسجد الذي كان في الأصل قاعة تتويج مسيحية تم تحويلها إلى مسجد في وقت لاحق.