المذنبات الداكنة.. مفتاح جديد لفهم أصول مياه الأرض
أعلن فريق من العلماء عن اكتشاف نوع جديد من الأجرام السماوية، التي أطلق عليها اسم "المذنبات الداكنة".
قد تكون هذه الأجرام مفتاحا لفهم كيفية وصول المياه إلى الأرض، مما يلقي الضوء على أصول المحيطات وتطور الحياة.
ووفقا للبحث الذي نُشر في ديسمبر/كانون الأول 2024، أشار الفريق إلى وجود فئتين من هذه المذنبات الغامضة، والتي قد تكون شاركت في إيصال المياه إلى كوكبنا، وتعد هذه الدراسة خطوة مهمة في حل لغز طويل الأمد حول مصدر مياه الأرض.
وتتميز المذنبات الداكنة بأنها تجمع بين بعض خصائص المذنبات والكويكبات، فبينما لا تظهر هذه الأجرام ذيولا غبارية تقليدية مثل المذنبات الأخرى، إلا أنها تتسارع بطريقة مشابهة للمذنبات نتيجة عملية تُعرف بـ"التسارع غير الجاذبي"، الناتج عن انبعاث الغازات من أسطحها.
ويقول داريل سيليجمان، زميل ما بعد الدكتوراه في الفيزياء والفلك بجامعة ولاية ميشيغان، والعالم الذي قاد هذا الاكتشاف "هذه المذنبات تبدو كالكوكيبات، لكن الحركة الناتجة عن الجاذبية وحدها لا تفسر مسارها".
وأشار إلى أن الجسم الأول من خارج النظام الشمسي الذي تم اكتشافه "أومواموا"، أظهر نفس الخصائص الغامضة، مما أثار تساؤلات كثيرة حول طبيعته.
تأثير محتمل على تكوين المحيطات
رغم أن هذه المذنبات الداكنة قد لا تمتلك أسطحا جليدية تقليدية، إلا أن التسارع غير الجاذبي الذي تشهده يشير إلى احتمال إطلاقها للماء مثل المذنبات.
وهذا يفتح المجال أمام نظرية أن هذه الأجرام قد تكون ساهمت في إيصال الماء إلى الأرض في مراحلها المبكرة.
وأضاف الباحث: "إذا كانت هذه المذنبات الداكنة تحتوي على مياه، فإنها قد تكون جزءاً من الصورة الأكبر لأصل المحيطات، وربما كان لها دور في نشوء الحياة على كوكبنا".
مستقبل مشرق للاكتشافات
ومن المقرر أن تلعب المراصد الحديثة دورًا رئيسيًا في الكشف عن المزيد من هذه المذنبات. ففي عام 2025، سيبدأ مرصد "Vera C. Rubin" في تشيلي بمسح السماء الجنوبية بشكل يومي، مما سيزيد من قدرة العلماء على اكتشاف الأجسام المتحركة بشكل غير مسبوق.
كما ستسهم تلسكوبات مثل هابل وجيمس ويب في مراقبة هذه المذنبات ودراسة أي انبعاثات غازية أو ماء محتملة.
وفي عام 2031، ستصل بعثة " Hayabusa2" التابعة لوكالة الفضاء اليابانية إلى إحدى هذه المذنبات "1998 KY26"، مما سيتيح دراسة سطحها بدقة غير مسبوقة.
ومع هذا التقدم التكنولوجي، يأمل العلماء أن يتمكنوا من اكتشاف المزيد من "المذنبات الداكنة" وفهم دورها المحتمل في تشكيل تاريخ الأرض.