مسيرة تميز وريادة ونجاح المرأة الإماراتية لا تحتاج إلى جهد كبير لتوضيحها، فإنجازاتها في المجالات كافة.
احتفلت دولة الإمارات العربية المتحدة في الثامن والعشرين من هذا الشهر بـ"يوم المرأة الإماراتية"، وجاء احتفال هذا العام تحت شعار معبر للغاية عن رؤية قيادتنا الرشيدة، حفظها الله، للمرأة الإماراتية ومكانتها ودورها في مسيرة الوطن المستقبلية، وهو "التخطيط للخمسين: المرأة سند للوطن"؛ فهذا الشعار يتضمن الإقرار من قبل الدولة وقيادتها الرشيدة بأن المرأة الإماراتية ستكون في قلب عملية التخطيط لمستقبل الإمارات في الخمسين عاماً المقبلة، مثلما كانت في قلب عملية التنمية التي شهدتها الدولة في الخمسين عاماً الماضية، وأنها في جميع الأحوال، كانت وستظل، هي السند القوي للوطن في مسيرته نحو التنمية والرخاء والاستقرار.
إن مسيرة تميز وريادة ونجاح المرأة الإماراتية لا تحتاج إلى جهد كبير لتوضيحها، فإنجازاتها في المجالات كافة، ودورها المتعاظم في كل مواقع العمل في الدولة، يلحظه القاصي والداني، وتؤكده المؤشرات الدولية المعنية بأوضاع المرأة. فوفقاً لتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي لسد الفجوة بين الجنسين لعام 2020 حلت دولة الإمارات في المرتبة العاشرة عالمياً في المعيار الفرعي الخاص بالمساواة في أجور العمل المماثل، والمرتبة الأولى في المعيار الفرعي الخاص بمعرفة القراءة والكتابة، والمرتبة الأولى أيضاً في المعيار الفرعي الخاص بالالتحاق بالتعليم الأساسي. كما تعد مشاركة المرأة الإماراتية في العمل السياسي من بين الأكبر عالمياً، فهي تشغل نصف عدد مقاعد المجلس الوطني الاتحادي، تطبيقاً لقرار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد، رئيس الدولة، حفظه الله، بنسبة تمثيل المرأة الإماراتية في مقاعد المجلس الوطني الاتحادي إلى 50% بدءا من الدورة الانتخابية الأخيرة 2019، وهناك تسع وزيرات ضمن التشكيلة الحكومية الأخيرة بنسبة 27%، وهي من بين الأعلى إقليمياً وعالمياً. كما اقتحمت بنت الإمارات مختلف مجالات العمل العام والخاص، وأثبتت جدارتها وكفاءتها في أداء المهام المنوطة بها، جنباً إلى جنب مع واجباتها الأسرية.
وبطبيعة الحال فإن هذه المسيرة المتميزة والرائدة للمرأة الإماراتية التي لا يتسع المجال لتوضيح كل جوانبها لم تكن لتتحقق إلا بفضل وجود قيادة رشيدة آمنت بقدرة المرأة الإماراتية وبمؤهلاتها ووفرت لها كل سبل الدعم لتؤدي دورها في المجتمع وفي مسيرة التنمية على قدم المساواة مع أخيها الرجل، بداية من القائد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد رحمه الله، نصير المرأة وداعمها الأكبر، وصولاً إلى القيادة الرشيدة الحالية التي تؤكد في كل مناسبة التزامها بتوفير كل صور الدعم والمساندة لبنت الإمارات لمواصلة مسيرتها الريادية في خدمة وطنها ومجتمعها ليس فقط بالأقوال وإنما قبل ذلك بالأفعال، على نحو ما توضحه الكثير من المبادرات السامية في هذا المجال. أما الدعم الأكبر لبنت الإمارات فقد جاء من "أم الإمارات"، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، التي وقفت بكل قوة إلى جانب المرأة الإماراتية حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم.
ولعل الأكثر أهمية من هذه المسيرة الحافلة من الإنجازات التي قطعتها بنت الإمارات، هو الدور المستقبلي الذي ينتظرها في مسيرة التنمية خلال نصف القرن القادم، وهو حتماً سيكون دوراً محورياً وفق منظور قيادتنا الرشيدة حفظها الله، لهذا الدور، ووفق المؤشرات الحالية، التي توضح الدور الكبير الذي تلعبه بنت الإمارات ضمن المشروعات المستقبلية الطموحة التي أنجزتها الدولة مؤخراً، ومن ذلك، مشروع مسبار الأمل، الذي قادته بكفاءة معالي سارة الأميري وزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة بمشاركة قوية من المرأة الإماراتية، بلغت نحو 36% من إجمالي قوة العمل في المشروع، وهي من أعلى النسب النسائية مساهمة في أي مشروع فضاء في العالم. كما شكلت المرأة20% من مجموع موظفي مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، وهي من أعلى النسب في قطاع الطاقة النووية على مستوى العالم كما كان لها دورها المهم ومشاركتها الفاعلة في تشغيل أول مفاعل للطاقة النووية السلمية في المنطقة العربية. وهذه مجرد مؤشرات توضح كيف تساهم بنت الإمارات بفاعلية في المشروعات الطموحة التي تعدها الدولة لقيادة خططها التنموية المستقبلية.
إن مسيرة النجاح والتميز والريادة التي حققتها "بنات زايد" حتى اليوم، ستستمر وتتواصل بصورة أكبر في المستقبل، لأن قيادتنا الرشيدة حفظها الله تضع المرأة الإماراتية في قلب تخطيطها للمستقبل بعد أن أثبتت بنت الإمارات أنها على قدر المسؤولية وأنها أهلاً للثقة التي وضعتها فيها القيادة الرشيدة، حفظها الله.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة