منتدى دافوس 2023.. رسائل ودلالات تبرز تعاظم مكانة الإمارات
رسائل ودلالات هامة تحملها مشاركة دولة الإمارات بوفد رفيع المستوى في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي 2023 .
مشاركة تبرز تعاظم مكانة دولة الإمارات وحضورها الفاعل، وحرصها على تعزيز الحوار والتعاون الدولي لبحث مختلف التحديات الإقليمية والدولية، ونقل تجاربها وخبراتها وتعميم الاستفادة من مبادراتها.
كما تجسد تزايد الثقة الدولية بقدراتها وبكفاءاتها الوطنية والحرص على مشاركتهم في مختلف الفعاليات الدولية الهامة.
وتشارك دولة الإمارات بوفد رفيع المستوى يضم وزراء ومسؤولين ورجال أعمال، في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في مدينة دافوس السويسرية، الذي انطلق مساء اليوم الإثنين ويستمر حتى 20 يناير/كانون الثاني الجاري.
ويضم الوفد الرسمي لدولة الإمارات محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، ومحمد الحسيني وزير الدولة للشؤون المالية، وأحمد بالهول الفلاسي وزير التربية والتعليم، وحصة بوحميد وزيرة تنمية المجتمع، وعبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد، وسارة الأميري وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة، والدكتور ثاني الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية، وعهود الرومي وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، وشما المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب، وعمر بن سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد.
كما يضم الوفد شخصيات من الحكومات المحلية في دولة الإمارات، بمن فيهم، محمد علي الشرفاء الحمادي، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية، ومحمد حسن السويدي، الرئيس التنفيذي لشركة القابضة، وخلفان بالهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، ومنى المري، رئيس مجلس إدارة مؤسسة دبي للمرأة، وعيسى كاظم، محافظ مركز دبي المالي العالمي، وعبدالله البسطي، الأمين العام للمجلس التنفيذي دبي، إضافة إلى عبدالله لوتاه، مدير عام مكتب رئاسة مجلس الوزراء، وسعيد العطر، رئيس المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات العربية المتحدة، وهدى الهاشمي، مساعداً لوزير شؤون مجلس الوزراء للشؤون الاستراتيجية.
وسيشارك الوفد الإماراتي إلى جانب 52 رئيس دولة وحكومة إلى جانب 56 وزيرا للمالية و19 محافظا للبنوك المركزية و30 وزيرا للتجارة و35 وزيرا للخارجية يشاركون في المنتدى.
وسيكون قادة الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية من بين 39 من رؤساء الوكالات الدولية.
كما يستضيف منتجع دافوس أكبر عدد على الإطلاق من مسؤولي الشركات؛ إذ سيشارك في فعاليات المنتدى ما يزيد على 600 مدير تنفيذي من بين 1500 من قادة الأعمال، منهم أكبر عدد على الإطلاق من المديرات التنفيذيات.
وانطلق الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي لهذا العام، تحت عنوان "التعاون في عالم منقسم"، فيما ستركز مناقشات المنتدى على التحديات القصيرة المدى مثل كيفية تجنب مخاطر حدوث ركود عالمي في عام 2023 وكيفية ضمان عدم تراجع الجهود العالمية للتصدي لتغير المناخ بسبب أزمة الطاقة التي تفاقمت بسبب حرب أوكرانيا والعقوبات على روسيا.
وتحمل المشاركة الإماراتية البارزة في منتدى دافوس رسائل ودلالات عدة تستعرضها "العين الإخبارية" في التقرير التالي:
تعزيز التعاون الدولي
أولى الرسائل التي توجهها دولة الإمارات من مشاركتها الكبيرة في المنتدى هو الحرص على تعزيز الحوار و التعاون الدولي لمواجهة التحديات المختلفة.
دعوة تتوافق مع قيم دولة الإمارات الداعية لتعزيز الأخوة الإنسانية، والتعاون الدولي لمواجهة مختلف التحديات.
وسبق أن أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات في كلمة وجهها مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي بمناسبة اليوم الوطني الإماراتي الـ51 أن بلاده" ستظل شريكاً أساسياً وداعماً رئيسياً لكل ما يصنع التقدم والنماء للبشرية، ويعزز من قدرة العالم على مواجهة تحدياته وفي مقدمتها التغير المناخي والأمن الغذائي والأمراض والأوبئة والفقر وغيرها".
وتأتي المشاركة الإماراتية البارزة في منتدى دافوس تجسيدًا لتلك التوجهات، وتتويجًا لسعيها تعزيز التعاون الدولي الإيجابي على مختلف الأصعدة.
ولتعزيز قيم الحوار والتعاون الدولي، تشارك دولة الإمارات لأول مرة في الدورة الجديدة للمنتدى بجناح استثنائي يحمل شعار "لا شيء مستحيل"، تستضيف من خلاله سلسلة لقاءات بارزة وجلسات عامة، إضافة إلى مجموعة من اللقاءات الإعلامية والاجتماعات الثنائية على مستوى كبار الشخصيات في الحكومة الاتحادية والقطاع الخاص في الدولة، بما يعكس رؤية دولة الإمارات في تفعيل لغة الحوار في مختلف الموضوعات الاستراتيجية وذات الاهتمام المشترك بين الدول والجهات المشاركة في المنتدى.
ومن المقرر أن تناقش فعاليات الجناح الإماراتي في منتدى الاقتصاد العالمي موضوعات متعلقة بالتصنيع والثورة الصناعية الرابعة، إضافة إلى آليات تعزيز صناعة الفضاء والاستفادة من الفضاء الخارجي لخدمة الإنسانية جمعاء، فضلاً عن جلسات خاصة بالتنمية الاقتصادية وقطاع الأعمال والاستثمار في ظل المتغيرات العالمية وغيرها من الموضوعات التي تشكل أولوية عالمية.
إبراز التجربة الإماراتية الملهمة
الرسالة الثانية من المشاركة الإماراتية هو الحرص على إبراز التجربة الإماراتية التنموية الملهمة في هذا المحفل الدولي الهام، وعرض إنجازاتها ومشاركة أفضل التجارب والخبرات والممارسات المتميزة في مجال التنمية المستدامة بما يسهم في دعم جاهزية الحكومات للمستقبل والإسهام في تحسين حياة المجتمعات.
ومع ختام 2022، تصدرت دولة الإمارات دول العالم في 16 مؤشراً فرعياً مرتبطاً بتحقيق بأهداف التنمية المستدامة الـ17، وفقاً لتقرير أرقام الإمارات 2022 الصادر من المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء.
كما حازت دولة الإمارات المرتبة الأولى عالمياً في قطاع التعليم والتدريب التقني والمهني، ضمن مؤشر المعرفة العالمي 2022، الصادر قبل أيام عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة.
أيضا كانت دولة الإمارات خلال عام 2022 ضمن أفضل خمس دول عالمياً في 339 مؤشراً تنموياً واقتصادياً واجتماعياً بفضل جهود منظومة حكومية متكاملة وجهود منسقة وطاقات شابة واصلت ليلها بنهارها.
الإمارات ودافوس.. علاقات قوية
الرسالة الثالثة تتعلق بالتأكيد على العلاقة الاستثنائية والمتميزة التي تربط حكومة دولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي، وحرصهما على تعزيز التعاون لتحقيق الأهداف المشتركة ومواجهة التحديات الدولية.
وتمتد العلاقة الاستثنائية والمتميزة بين حكومة دولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي لأكثر من عقدين، حيث بدأت بالخطاب الذي ألقاه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، خلال أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس عام 2001، والذي شكل مساراً واضحاً للشراكة استراتيجية، أسهمت في رسم ملامح المستقبل، ومسارات التنمية الشاملة العالمية، بالاستفادة من أدوات التكنولوجيا والثورة الصناعية الرابعة، لإحداث تغيير إيجابي في المجالات التنموية المرتبطة بحياة الإنسان ومستقبله.
وتعززت تلك العلاقات اجتماعا تلو آخر، لتصل إلى مرحلة غير مسبوقة خلال المنتدى الأخير في مايو/ آيار الماضي.
وأعلنت حكومة دولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي في المنتدى الأخير تدشين مرحلة جديدة من مسيرة التعاون الثنائي المثمر بين الجانبين، بتوقيع اتفاقية شراكة استراتيجية عالمية مستدامة، تهدف إلى تعزيز استكشاف الفرص المستقبلية، وترسيخ التكامل والتعاون في دعم الجهود العالمية لتحقيق الأهداف ووضع الخطط والاستراتيجيات المستقبلية الشاملة.
وتشمل الشراكة العالمية بين حكومة دولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي مختلف أشكال التعاون والشراكات والمبادرات والبرامج بين الطرفين، وتسعى إلى دعم الاستراتيجيات الوطنية لدولة الإمارات، وتحقيق الرؤى المستقبلية في مختلف المجالات، إضافة إلى دعم تحقيق أهداف المنتدى الاقتصادي العالمي، عبر تسخير الابتكار والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وأدوات وحلول الثورة الصناعية الرابعة في مختلف المجالات الحيوية.
وتسعى الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين حكومة دولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي، إلى دعم وتعزيز التعاون والتكامل، من خلال أربعة محاور رئيسية، هي: مركز الثورة الصناعية الرابعة، وتعزيز التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص، ودعم مشاركات الوزراء والمسؤولين الحكوميين من دولة الإمارات في الاجتماعات والفعاليات والأحداث التي ينظمها المنتدى الاقتصادي العالمي على المستويين الإقليمي والعالمي، إضافة إلى إطلاق قمة استثنائية بهدف التركيز على فرص المستقبل ووضع التحديات للاستعداد لها.
أيضا شهد المنتدى الأخير خلال مايو/آيار الماضي، إعلان حكومة دولة الإمارات و«دافوس» عن إطلاق القرية التعاونية العالمية بالشراكة مع المنظمات العالمية والحكومات، والقطاع الخاص، والمؤسسات المجتمعية على مستوى العالم، وهي عبارة عن قرية في عالم الميتافيرس تشكّل موقعاً للعمل معاً والتعاون في إيجاد حلول للتحديات الملحة التي تواجه العالم، وتشكيل ملامح القطاعات الجديدة، ووضع تصور جديد للأجندة الإقليمية والعالمية.
ويتوقع أن يشهد منتدى 2023 مزيدًا من الاتفاقيات التي تعزز التعاون بين الجانبين.
مكانة مرموقة وثقة دولية
الرسالة أو الدلالة الرابعة للمشاركة الواسعة لحكومة دولة الإمارات بوفد رفيع المستوى في فعاليات المنتدى، هو إبراز المكانة المرموقة للإمارات وثقلها الكبير والثقة الدولية المتزايدة في تجاربها وكفاءاتها.
ويتحدث وزراء ومسؤولون ورجال أعمال من دولة الإمارات في نحو 12 جلسة رئيسية تغطي أبرز موضوعات المنتدى، وهو عدد كبير يبرز الحضور الإماراتي الفاعل خلال المنتدى.
ومن أبرز المتحدثين في تلك الجلسات من الإمارات: الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير التربية والتعليم، والدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير الدولة للتجارة الخارجية، وسارة بنت يوسف الأميري وزيرة الدولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة، وعهود بنت خلفان الرومي وزيرة الدولة للتطوير الحكومي والمستقبل، وعبد الله بن طوق المري وزير الاقتصاد، وحصة بنت عيسى بو حميد وزيرة تنمية المجتمع وسلطان أحمد بن سليم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لموانئ دبي العالمية.
كما يتحدث في الجلسات من رجال الأعمال الإماراتيين: بدر جعفر الرئيس التنفيذي لشركة الهلال للمشاريع و حسين سجواني مؤسس داماك العقارية.
ويشكّل المنتدى الاقتصادي العالمي إحدى أهم المنصات التي تبحث تحديات القطاعات المستقبلية الحيوية، ويسعى لوضع أجندة عمل متكاملة يمكن تطويرها وتطبيقها والبناء عليها، من خلال تبادل الرؤى والخبرات والأفكار حول التوجهات المستقبلية، بين الحكومات وصناع القرار ورواد الأعمال وقادة القطاع الخاص والخبراء والمتخصصين، بما يسهم في تحديد معالم رؤية أكثر مرونة وشمولاً واستدامة.
توافق في الأولويات
الرسالة الخامسة تتعلق بوجود توافق في الأولويات بين دولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي، حيث يعمل كلا الجانبين على مواجهة العديد من التحديات ومن أبرزها مواجهة التغيرات المناخية.
وأصدر المنتدى تقريرا قبل أيام عن المخاطر العالمية حذر خلالها من أن تغير المناخ لا يزال أحد أهم المخاطر التي يواجهها سكان الأرض، إذ إنه ضمن أول 5 من بين أكبر 10 مخاطر تواجه العالم خلال الفترة المقبلة.
وفقا لـ"المنتدى الاقتصادي العالمي"، حدد تقرير المخاطر المستقبلية، عشرة مخاطر، هي، تغير المناخ، عدم الاستقرار الجيوسياسي، مخاطر الأمن السبيراني، مخاطر الطاقة، الأوبئة والأمراض المعدية، التوترات والحركات الاجتماعية، الموارد الطبيعية ومخاطر التنوع البيولوجي، مخاطر الاستقرار المالي، مخاطر الاقتصاد الكلي، ومخاطر السياسة النقدية المالية.
وينطلق المنتدى بعد أيام من تعيين دولة الإمارات فريق قيادي لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28" الذي تستضيفه نهاية العام الجاري، في خطوة تستهدف أن يكون المؤتمر هو أنجح مؤتمر بيئي عالمي، عبر تحقيق أهدافه ورسم خارطة طريق للعالم لمواجهة التحدي الأكثر تهديداً لمستقبل كوكب الأرض، وهو تغير المناخ.
وبتوجيه من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، أصدر الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة الخميس الماضي، قراراً بتكليف الدكتور سلطان بن أحمد الجابر المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي رئيساً معيَّناً للدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP28”.
كما جرى تكليف كل من شما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون الشباب بصفتها "رائدة المناخ للشباب في المؤتمر" ورزان المبارك رئيسة الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة بصفتها رائدة المناخ في المؤتمر الذي تستضيفه دولة الإمارات في مدينة إكسبو دبي خلال الفترة من 30 نوفمبر/تشرين الثاني وحتى 12 ديسمبر/كانون الأول 2023.
ترجمة لمبادئ الخمسين
الرسالة السادسة هي أن المشاركة الإماراتية في المنتدى تأتي ترجمة لمبادئ الخمسين التي ترسم المسار الاستراتيجي لدولة الإمارات خلال الخمسين عاما القادمة في المجالات الاقتصادية والسياسية والتنموية والداخلية.
وينص المبدأ الثالث على أن "السياسة الخارجية لدولة الإمارات هي أداة لخدمة الأهداف الوطنية العليا، وعلى رأسها المصالح الاقتصادية لدولة الإمارات. هدف السياسة هو خدمة الاقتصاد. وهدف الاقتصاد هو توفير أفضل حياة لشعب الاتحاد".
كما ينص المبدأ السادس على أن "ترسيخ السمعة العالمية لدولة الإمارات هي مهمة وطنية للمؤسسات كافة. دولة الإمارات هي وجهة اقتصادية واحدة، ووجهة سياحية واحدة، ووجهة صناعية واحدة، ووجهة استثمارية واحدة، ووجهة ثقافية واحدة، ومؤسساتنا الوطنية مطالبة بتوحيد الجهود، والاستفادة المشتركة من الإمكانيات، والعمل على بناء مؤسسات عابرة للقارات تحت مظلة دولة الإمارات".