داود أوغلو يفتح النار على أردوغان لفشله الاقتصادي
داود أوغلو يطالب بوضع حد لمحاباة الأقارب، بداية من وزير الخزانة والمالية، مضيفًا فواجبكم ليس حماية أقاربكم بل حماية الليرة.
جدد أحمد داود أوغلو، رئيس حزب "المستقبل" التركي المعارض، رئيس الوزراء الأسبق، هجومه على نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، وحزبه، العدالة والتنمية، لفشلهما في التعامل مع الأزمة الاقتصادية.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها داود أوغلو القيادي السابق، بالعدالة والتنمية، قبل انشقاقه عنه، خلال كلمة ألقاها، الإثنين، في الاجتماع الأسبوعي لحزبه، وفق الموقع الإلكتروني لصحيفة "يني جاغ" المعارضة.
وطالب داود أوغلو بـ"ضرورة وضع حد لمحاباة الأقارب، بداية من وزير الخزانة والمالية، براءت ألبيرق(صهر أردوغان)"، مضيفًا "فواجبكم(مخاطبًا النظام) ليس حماية أقاربكم أو وزرائكم، بل حماية الليرة التركية، وشرفنا الوطني، ورفاهية أمتنا الدولية".
تأتي انتقادات داود أوغلو في إطار انتقادات مماثلة توجهها المعارضة التركية لنظام أردوغان منذ عدة أيام على خلفية الانهيار التاريخي للعملة المحلية، الليرة، مقابل الدولار الأمريكي، وتردي الأوضاع الاقتصادية بشكل كبير.
قال داود أوغلو، إن "الحكومة معزولة عن الحقائق على أرض الواقع؛ ومن ثم هل يمكن لحكومة بهذا الشكل أن تخرج بلادنا من هذه الأزمة الاقتصادية؟".
وتابع "أناشد مرة أخرى أولئك الذين يحكمون البلاد: العقل والأخلاق هما الطريق؛ كن صادقًا، اسمع صوت الأمة. نأمل أن تسمع هذه الحكومة الائتلافية أصواتنا.
انتقد داود أوغلو التصريحات التي أدلى بها مؤخرًا الرئيس أردوغان، والتي زعم فيها ان بقوة الاقتصاد التركي قويًا، مضيفًا في هذه النقطة "أردوغان قال قبل شهر إن تركيا ستكون عام 2023 بين أقوى دول العالم اقتصاديًا. كيف ستفعل هذا؟".
وأضاف مخاطبًا أردوغان "بالله عليك لتخبرنا ماذا ستفعل. بقولك دائمًا إن تركيا كبيرة وقوية من خلال تنظيم حملات على وسائل التواصل الاجتماعي فكيف يتحقق هذا العمل بالتغريدات؟!".
المعارض التركي تطرق كذلك إلى تبرير أردوغان انهيار الليرة بالمؤامرات الكونية الخارجية، مضيفًا "هذه الإدارة الاقتصادية الجاهلة لم تعرف حتى القواعد الأساسية للاقتصاد، هل تحتاج تركيا بذلك إلى تدخل قوى خارجية لتدمير اقتصادها؟".
واستطرد قائلا "بعد الانخفاض الحاد في الليرة التركية الأسبوع الماضي، لم تقوم الحكومة بتغيير موقفها، لم أي جديد نتفاجئ به، هي نفس التصريحات التي تحمل فيها فشلها على مؤامرات خارجية، في تكرار لأمور محفوظة لا جديد فيها".
وتابع: "أي قوى أجنبية تلك ؟ وكيف يهاجمون اقتصادنا؟ ومن أين يهاجمون؟ بالطبع لا يوجد جواب. هذه التصريحات التي تهين ذكاء وحكمة الأمة، لها معنى واحد فقط: لا يمكننا حكم البلاد، لا يمكننا إدارة الاقتصاد، لم نعد قادرين على القيام بأي عمل جاد وطويل الأمد. بل إنهم حاولوا دون خجل ربط المشكلات بمتآمرين أجانب يفترض أنهم يهاجمون البلاد".
ولإثبات فشل أردوغان الاقتصادي أضاف داود أوغلو قائلا "كانت الزيادة في سعر الصرف 60%، على الرغم مما يسمى بسياساتك المناهضة للفائدة، زادت مدفوعات الفائدة الحكومية بنسبة 85٪ إلى 120 مليار ليرة تركية".
واستطرد قائلا "كما وصل عجز الموازنة العامة إلى 155 مليار ليرة من 68 مليار ليرة تركية. لقد عزلت رئيس البنك المركزي التركي السابق(مراد أويصال) الذي تتمثل مهمته في ضمان استقرار الأسعار، ليس لأنه لم يستطع خفض التضخم، لكن لأنه لم يف بأمر (الفائدة المنخفضة) الذي أصدرته".
وأشار داود اوغلو إلى أن "عملية عزل رئيس البنك المركزي جاءت خلافا لجميع الاتفاقيات، حيث صدر مرسوم عزله ليلًا دون الاستماع إلى أصحاب الكفاءة والخبرة"
ودعا داود أوغلو، رفيق دربه السابق أردوغان إلى "الاستماع للشعب، والإنصات لأسباب الأزمة، فهذه الأزمة أزمتك ونحن نحاول إنقاذ بلادنا منها".
تصريحات حول الأزمة
في سياق متصل انتقد داود أوغلو وزير الخزانة والمالية، ألبيرق، لعدم ظهوره على وسائل الإعلام للإدلاء بأية تصريحات حول الأزمة الاقتصادية التي تعمقت بانهيار الليرة، مضيفًا "منذ أسبوع لم يظهر ألبيرق".
وأردف قائلا "نعم المسؤول الأول عن الاقتصاد لم يخرج لطمأنة الأمة على الأوضاع الاقتصادية، فهل هذا يعقل ؟ هل يعقل ألا يخرج وزير الصحة للحديث عن أزمة كورونا مثلا؟".
زاد قائلا "نحن أمام حكومة ترى ما نمر به من أحداث، واضطرابات مجرد مؤامرات خارجية، حكومة لا تعتمد في حكمها للبلاد سوى على نظريات المؤامرة بدلاً من التعامل الجاد مع المشاكل والأزمات".
وأردف داود أوغلو قائلا "النتيجة الوحيدة لهذا المسار هي فقدان المزيد من الرخاء لبلدنا، وإفقار المواطنين، وإهدار مواردنا. أحاول أن أنقل بالأرقام كيف أن القرارات والسياسات المطبقة تقود البلاد نحو كارثة".
وفي ختام تصريحاته شدد داود أوغلو "على أن النظام الحاكم هو المتسبب الأول في هذه الأزمة بنسبة 100%"، مضيفًا إنها "أزمة إبادة كل مواردنا المحلية والوطنية بنظريات المؤامرة والفساد المنهجي غير المسبوق وغياب القانون والظلم".