أحلام اليقظة تقلل السعادة
تداهمنا أحلام اليقظة من وقت لآخر في أي مكان. وإذا كنت تعتقد أن ذهنك يعاني من هذه الحالة باستمرار، ربما عليك كبحه قليلا
في الحافلة أو العمل أو الحمام، أو أي مكان آخر، تداهمنا أحلام اليقظة من وقت لآخر، بغض النظر عن الموقف الذي نحن فيه. إذا كنت تعتقد أن ذهنك يعاني من هذه الحالة باستمرار، ربما عليك كبحه قليلا للتحكم في زمام الأمور.
أظهر بحث جديد أن الأشخاص يكونون أقل سعادة عندما تراودهم أحلام اليقظة مقارنة بتركيز انتباهم الكامل على الواقع.
قام د. مات كيلينجزوورث، الباحث في السعادة، من جامعة هارفارد، بتصميم تطبيق عبر الآيفون يطرح أسئلة على الناس على مدار اليوم. وتشمل هذه الأسئلة، كما ذكر موقع نت دكتور البريطاني، ما يلي:
• ما شعورك الآن؟ ويتراوح هذا من المزاج السيئ جدا وحتى الجيد جدا.
• ماذا تفعل الآن؟ ويمكن اختيار الإجابة من قائمة مدرج بها 22 نشاطا مختلفا تتضمن أشياء مثل تناول الطعام أو العمل أو مشاهدة التلفزيون.
• هل تفكر في شيء آخر غير ما تفعله حاليا؟
وخلص الباحث إلى أن عقول الناس تميل إلى أحلام اليقظة بنسبة 47% من الوقت. ومن بين قائمة الأنشطة اليومية الأكثر شيوعا، وجد أن الناس يهيمون بعقولهم حتى أثناء ممارسة الجنس ووضع الماكياج أو الاستحمام.
وما أثار الاهتمام في البحث أن الأفكار السلبية في أحلام اليقظة تجعل الأشخاص أقل سعادة مقارنة بالسعادة التي تجلبها لهم الأنشطة الحقيقية التي يمارسونها في اللحظة نفسها، وحتى أحلام اليقظة السارة لا تجعلهم سعداء.
ويفترض البحث أن الأمزجة السيئة للأشخاص هي نتيجة وليست سببا لأحلام اليقظة. وعن ذلك يعلق كيلينجزوورث: "عندما تجوب عقولنا في عالم آخر، أعتقد أن هذا يدمر متعة ما نفعله في اللحظة نفسها".
وأوضح الباحث أنه بغض النظر عما تقوم به عقولنا من اختلاق سيناريوهات مثيرة وحقائق بديلة، لن يتمكن خيالنا أبدا من الارتقاء إلى الأشياء الحقيقة. وأضاف أن عقولنا أيضا ربما تتخيل كوارث وحوادث محتملة، قائلا إن هذا شكّل ما يزيد عن ربع التخيلات العقلية، ما يؤثر بشدة على المزاج.
وبالرغم من أن أحلام اليقظة غير ضارة، وربما تكون أمرا جيدا أيضا استنادا إلى إحصاءات من مجلة علم النفس اليوم، حيث يقوم بها ما يصل إلى 96% من البالغين بصفة منتظمة، إلا أن جزءا كبيرا منها يمكن أن يكون له عواقب.
على سبيل المثال، ظاهرة أحلام اليقظة غير القادرة على التأقلم، والتي يمارسها الفرد أكثر من نصف عدد الساعات التي يكون مستيقظا فيها، يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على الحياة اليومية وتم تصنيفها كمشكلة في الصحة العقلية بسبب خصائصها الإدمانية والمؤذية.
وحتى الآن لم يتمكن العلماء من معرفة ما يحدث في المخ على وجه التحديد أثناء أحلام اليقظة. وحتى يتوصلون إلى ذلك، حاول الاستمتاع بكل لحظة في حياتك، فبالرغم من أن أحلام اليقظة مقبولة في علم النفس باعتبارها علامة على عقل صحي ومبتكر، إلا أن الموازنة بينها وبين عيش الواقع مهمة.
ولا يزال مات كيلينجزوورث يجمع بيانات حول موضوع بحثه عبر الموقع الإلكتروني "Trackyourhappiness.org".
aXA6IDE4LjIyNC43MC4xMSA= جزيرة ام اند امز