وائل وسهير.. قصة حب مصرية تتحدى الصمم (خاص)
لا تخلو قصائد الحب الكلاسيكية من التغزل في صوت الحبيب، لكن الأمر يختلف كثيرا مع الشاب المصري وائل خطاب وزوجته سهير.
وائل وسهير زوجان من ذوي الهمم، يعيشان حياة هادئة في بيت العائلة بقرية منيل عروس التابعة لمحافظة المنوفية شمال مصر، ولهما ابنان صحيحان.
حين التحق وائل خطاب بمدرسة التعليم الفني للصم والبكم التقى لأول مرة بزوجته سهير حامد، وأحس نحوها بألفة وميل شديد.
وفي منزل أسرته كان والد وائل يلح عليه لتزويجه من فتاة صحيحة، لكنه كان يرفض باستمرار، ويبدي تمسكه بالزواج من فتاة تشبهه، حتى وقعت عيناه على سهير.
وفي حديثه لـ"العين الإخبارية" يوضح وائل دافعه من الزواج بامرأة تشبهه، ويقول "كنت أخجل من مجرد التفكير في اللحظة التي تقف فيها زوجتي لتتكلم وسط الناس بينما أقف أنا صامتا".
يعمل وائل في الوحدة الصحية بقرية منيل عروس التابعة لمركز أشمون، ويقول والده إنه سعى لنقل تعيينه من الصندوق الخاص إلى الموازنة العامة، وأقام لذلك دعوى قضائية، وينتظر الآن قرار المحكمة.
وإلى جانب وظيفته بالوحدة الصحية، يعمل وائل على "تريسيكل" لنقل البضائع والمياه إلى المحال داخل نطاق القرية، ليتمكن من تلبية احتياجات أسرته المؤلفة من زوجته وابنه (11 سنة) وابنته (8 سنوات).
أما زوجته سهير، الحاصلة عن دبلوم زخرفة "صم وبكم"، فقد سعت للحصول على وظيفة بشهادة تأهيل ذوي الهمم "شهادة 5%" لكن دون جدوى، ويقول وائل إنها تحلم باليوم الذي تحصل فيه على وظيفة تناسبها.
ويصف مصطفى خطاب، والد وائل، طريقة التواصل بين ابنه وزوجته "تعلم لغة الإشارة في المدرسة، ولديه قدر عال من الذكاء، أما أنا ووالدته فقد اعتدنا على إشاراته وإيماءاته".
يستخدم وائل الإشارات لوصف الجيران والأقارب وزملاء العمل، ويقول والده "وائل يشير إلى كل شخص بصفة مميزة، وبمجرد إصدار إشارة شخص معين نتعرف عليه توا، وبخبرتنا معه أصبحنا نفهمه بسهولة".
"الحياة مع إعاقة فقدان النطق والسمع ليست سهلة بكل تأكيد"، يتحدث والد وائل عن اضطراره إلى اصطحاب حفيديه للنوم في شقة جدتهما، مضيفا "عندما كان يتم الابن عامه الأول كنا نصطحبه لينام معنا أنا وجدته".
ويوضح "خطاب" السبب، قائلا "كنا نخشى على الطفلين وهما صغيران من الاستيقاظ خائفين في ساعة متأخرة من الليل، فإذا صرخ أحدهما فلن يسمعه والداه، بالإضافة إلى تعليم الطفلين التخاطب وتعويدهما على النطق".
أما الآن فيعيش الطفلان في شقة والديهما، ويعملان كحلقة وصل بينهما وبين الجدة والجد، ويقول الأخير: "الآن نعتمد على حفيدي مصطفى في التواصل مع وائل وزوجته، وإذا حدث طارئ في شقتهم يبلغني على الفور".
ويحافظ وائل على علاقة طيبة وهادئة مع زوجته، لكنه يخرج عن طوره في بعض الأوقات العصيبة، ويقول والده: "هما مثل أي زوجين، يعيشان حياة هادئة الحمد لله، وإذا وقع بينهما خلاف نتدخل وننهيه على الفور".
ويضيف الوالد: "الخلافات بينهما لا تختلف عن خلافات أي زوجين، وهما متفاهمان ويقدّران مشاعر بعضهما البعض والحمد لله، وزوجته طيبة وبنت حلال، وبعد أي خلاف يتصالحان ويعودان إلى هدوئهما المعهود".
وفي قريته، يحافظ وائل على علاقات طيبة مع الأهالي، ويقول والده: "وائل اجتماعي جدا وملتزم ولا يدخن السيجارة، وهو معروف بين جميع أهالي البلد، وفي بعض الأوقات يعرّفني على أشخاص لأول مرة بالقرية".
وبفضل علاقات ابنه، يتحاكى الوالد بعرس وائل: "نظمنا له حفل زفاف كبيرا، ودعا إليه جميع أصدقائه من الصم والبكم، وجاءوا من محافظات مختلفة وبعيدة ومنها الإسكندرية، كما وثّقنا عرسه في شريط فيديو".
وداخل القرية يحظى وائل بمعاملة جيدة هو وزوجته، ويقول والده: "نحمد الله، لا أحد يضايقهما، لكن الأطفال الصغار قد يضايقون ابنيه، لكنها أمور عابرة لا نلتفت إليها أبدا، ووائل يعيش مستورا ولا ينقصه شيء".
aXA6IDMuMTMzLjEwOC4xNzIg
جزيرة ام اند امز