وفاة جوردون مور.. مؤسس "إنتل" والعبقري الذي جعل الكمبيوتر أرخص ثمنا
ودع العالم جوردون مور رائد صناعة المعالجات الدقيقة وأحد مؤسسي شركة "إنتل" التي تحولت في يوم من الأيام إلى أكبر صانع لأشباه الموصلات في العالم.
ومور هو صاحب الفضل في جعل الكمبيوتر بشكل خاص والإلكترونيات بشكل عام أرخص ثمنا، وذلك بفضل جهوده الابتكارية التي صغرت من حجم أشباه المواصلات وزادت قوتها، الأمر الذي تبعه ثورة في عالم التكنولوجيا.
وتوفي مور أمس الجمعة عن عمر يناهز 94 عامًا.
مسيرة مؤثرة
بعد حصوله على درجة الدكتوراه من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا انضم مور وزميل له في عام 1957 إلى مختبر فيرتشايلد لأشباه الموصلات، وهو من أوائل الشركات التي قامت بتصنيع ترانزستورات ودوائر متكاملة قابلة للتطبيق تجاريًا.
ولاحقا، شارك مور في تأسيس شركة إنتل في يوليو/تموز 1968، والتي عمل فيها كرئيس، ومدير تنفيذي، ورئيس مجلس إدارة.
ولعب مور دورا عملاقا في التحول التكنولوجي للعصر الحديث، حيث ساعد الشركات على جلب رقائق إلكترونية قوية بشكل دائم إلى أجهزة الكمبيوتر الأصغر.
واشتهرت إنتل في أيامها الأولى بالابتكار المستمر، ونمت لتصبح واحدة من أكبر وأهم الشركات في مجال التكنولوجيا.
"قانون مور"
في مقال نُشر عام 1965، صاغ مور لأول مرة نظرية عُرفت فيما بعد باسم "قانون مور".
وذكر مور أن قوة الدوائر المتكاملة ستتضاعف بشكل أساسي كل عام، ثم قام في وقت لاحق بمراجعة القانون ليقول إن المضاعفة ستحدث كل عامين.
وظل قانون مور قابلا للتطبيق لعقود من الزمن وأصبح مرادفا للمعدل السريع للتغير التكنولوجي في العالم الحديث.
وقال مور في مقابلة عام 2008: "كل ما كنت أحاول فعله هو إيصال هذه الرسالة، من خلال وضع المزيد والمزيد من الأشياء على شريحة، سنجعل جميع الأجهزة الإلكترونية أرخص".
حجر أساس "وادي السيليكون"
ومع نمو شركة إنتل زرعت البذور لتحويل منطقة جنوب سان فرانسيسكو إلى ما أصبح يعرف بوادي السيليكون.
حيث قام مور وزميله منذ فترة طويلة روبرت نويس بالعمل بمفردهما في عام 1968، وجلبا معهما شخصا ثالثًا هو آندي جروف، الذي أصبح فيما بعد رئيسا تنفيذيا لشركة.
ويقول بات غيلسنجر، الرئيس التنفيذي لشركة إنتل، إن مور كان له دور فعال في الكشف عن قوة الترانزستورات، وألهم رجال الأعمال عبر عقود.
"وتابع: لقد ترك وراءه إرثًا غير حياة كل شخص على هذا الكوكب".
رجل إحسان
يشار إلى أن مور الذي تقاعد من شركة إنتل في عام 2006، تبرع خلال حياته بأكثر من 5.1 مليار دولار لأعمال خيرية من خلال المؤسسة التي أنشأها مع زوجته بيتي البالغة من العمر 72 عامًا.
وقال هارفي فاينبيرغ، رئيس مؤسسة جوردون وبيتي مور: "على الرغم من أنه لم يطمح أبدا إلى أن يكون اسما مألوفا، إلا أن رؤية جوردون وعمله في الحياة مكنت من الابتكار الهائل والتطورات التكنولوجية التي تشكل حياتنا اليومية".
aXA6IDE4LjExOC4xNTQuMjM3IA== جزيرة ام اند امز