تليجراف: مقتل سليماني رسالة لإيران باستحالة الإفلات من العقاب
عبر مقتل سليماني أوضحت الولايات المتحدة بشكل حاسم أنها لم تعد مستعدة للتسامح مع حملة طهران العدائية ضد الغرب وحلفائهم
ذكرت صحيفة "تليجراف" البريطانية أن اغتيال القيادي الإيراني قاسم سليماني في ضربة جوية أمريكية في الساعات الأولى من صباح الجمعة، يبعث برسالة واضحة إلى طهران باستحالة الإفلات من العقاب.
وذكرت الصحيفة، خلال تقرير لمحررها لشؤون الدفاع كون كوجلين، أن سليماني، بصفته قائد فيلق القدس ذراع الحرس الثوري الإيراني، المسؤول عن العمليات العسكرية الخارجية لطهران، كان شخصية رئيسية في التخطيط لحرب طهران بالوكالة ضد الغرب وحلفائه بالمنطقة.
وأشار تقرير الصحيفة البريطانية إلى أن سليماني بزغ نجمه في البداية في أعقاب غزو العراق عام 2003، عندما كان مسؤولا عن المليشيات الطائفية الموالية لإيران جنوبي العراق، التي نفذت سلسلة هجمات ضد القوات البريطانية الموجودة في البصرة.
وأدت أفعال سليماني إلى مقتل العديد من الجنود البريطانيين، وإصابة المزيد بجروح خطيرة، بينما شنت المليشيات حملة إرهابية طاحنة ضد القوات البريطانية، حسب الصحيفة.
وفي مرحلة ما خلال حملة العراق، أُرسل فريق من النخبة من القوة الجوية الخاصة البريطانية لاغتيال سليماني، لكن ألغى ديفيد ميلباند، وزير الخارجية آنذاك، العملية؛ حيث أخبر القادة البريطانيين بميله لبدء مفاوضات.
وعلمت الصحيفة أن القوات الخاصة البريطانية كانت مستعدة لقتل سليماني عام 2007، عندما تم اعتباره الرجل الذي يدير حملة ضد القوات البريطانية بمدينة البصرة.
ومنذ هذا الوقت، أشرف فتى إيران البارز على التوسع السريع لتدخل طهران في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حسب الصحيفة، مشيرة إلى أنه في أوج قوته طغى سليماني بسهولة على زعيم القاعدة أسامة بن لادن، باعتباره التهديد الأكبر على المصالح الغربية في المنطقة.
وبالفعل، لاحظت واشنطن زيادة أنشطة فيلق القدس منذ توقيعها الاتفاق النووي المثير للجدل مع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عام 2015.
وبدلًا من إنفاق عشرات مليارات الدولارات التي حصلت عليها نتيجة رفع العقوبات لإعادة بناء الاقتصاد الإيراني، أنفق حكام طهران الأموال على بناء شبكة قواعد عسكرية في شتى أنحاء الشرق الأوسط.
وأشارت "تليجراف" إلى أن انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، وفرض عقوبات جديدة على طهران كان هدفه كبح توسع ما وصفه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بالنفوذ الإيراني الخبيث في الشرق الأوسط، لكن هذا في المقابل أدى لزيادة كبيرة في الهجمات ضد الغرب وحلفائهم خلال الأشهر الأخيرة، إذ سعى حكام إيران لتشتيت الانتباه بعيدا عن تعاملهم المؤسف مع الاقتصاد، الأمر الذي أدى لاحتجاجات مناهضة للحكومة في شتى أنحاء البلاد.
وذكرت الصحيفة البريطانية أنه بعد تراجع ترامب عن الرد على إسقاط الحرس الثوري الإيراني للطائرة الأمريكية المسيرة، والتجاوب الأمريكي الفاتر مع الهجوم الذي استهدف منشآت النفط السعودية في سبتمبر/أيلول، استنتجت طهران خطأ أنه يمكنها الاستمرار في سلوكها العدواني والإفلات من العقاب.
لكن بالنسبة لسليماني أثبت الأمر سوء تقدير قاتل، إذ ذكرت الصحيفة أن النظام الإيراني عمل لعقود من منطلق أنه يمكنه القيام بأعمال استفزازية ضد الغرب بدون التعرض للمساءلة، من أزمة الرهائن في لبنان في الثمانينيات إلى الهجمات الأخيرة.
لكن عبر مقتل سليماني أوضحت الولايات المتحدة بشكل حاسم أنها لم تعد مستعدة للتسامح مع حملة طهران العدائية ضد الغرب وحلفائهم، وأنه من الآن فصاعدا سيدفعون ثمنا باهظا مقابل أي أعمال عدائية أخرى.
aXA6IDE4LjE4OC42OC4xMTUg جزيرة ام اند امز