قفزة قياسية بفاتورة ديون بريطانيا.. هل تنقذ اتفاقية أمريكا الوضع؟
الحكومة البريطانية اقترضت في النصف الأول من السنة المالية 208.5 مليار إسترليني، لترتفع فاتورة الدين إلى مستوى قياسي جديد خالف التوقعات
تعاني بريطانيا منذ رحيلها عن الاتحاد الأوروبي مطلع العام 2020 وحتى الآن من ارتفاع فاتورة الدين نتيجة بطء نمو الاقتصاد العالمي وكذلك تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد.
وكشفت بيانات رسمية، اليوم الأربعاء، أن الحكومة البريطانية اقترضت 36.101 مليار جنيه إسترليني في الشهر الماضي وهو ما يتجاوز 33.55 مليار إسترليني وفقا لتوقعات الخبراء، ليرتفع الاقتراض في النصف الأول من السنة المالية إلى مستوى قياسي يبلغ 208.5 مليار إسترليني.
وفي سياق منفصل، قال مكتب الإحصاءات الوطنية إن تضخم أسعار المستهلكين السنوي في سبتمبر/ أيلول الماضي ارتفع إلى 0.5% مقارنة مع 0.2% في أغسطس/آب السابق له، عندما تم خفضه بفعل خطة مؤقتة لدعم تناول الطعام في المطاعم.
وكانت نسبة الزيادة في التضخم 0.5% وفقا لمتوسط توقعات خبراء اقتصاد استطلعت رويترز آراءهم.
محادثات أمريكية بريطانية
أطلقت الولايات المتحدة وبريطانيا مفاوضات بشأن اتفاقية للتجارة الحرة في مايو/أيار الماضي، متعهدة بالعمل سريعا لإبرام اتفاق بينما تستكمل بريطانيا خروجها من الاتحاد الأوروبي.
وقالت وزيرة التجارة البريطانية ليز تروس، أمس الثلاثاء، إن بريطانيا والولايات المتحدة تكثفان محادثات التجارة، معلنة عن بدء جولة خامسة من المفاوضات تركز على الرسوم الجمركية على السلع.
وتضع بريطانيا اتفاقا للتجارة مع الولايات المتحدة على رأس قائمة رغباتها لما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، إذ تعتبر حرية إبرام اتفاقيات ثنائية إحدى الفوائد الرئيسية للخروج من التكتل.
وقالت تروس على تويتر "نكثف المفاوضات كي نكون في وضع جيد للمضي قدما بعد الانتخابات (الأمريكية).
"نريد اتفاقا يخدم جميع مناطق (بريطانيا) ومتقدما في مجالات حديثة مثل التكنولوجيا والخدمات".
ورغم سيل من التصريحات الإيجابية بشأن آفاق إبرام اتفاق، لم يتحدد موعد مستهدف للتفاق، وتعين على تروس أن تدحض انتقادات للمعارضة بأن إبرام اتفاق قد يعني خفض معايير الغذائية والسماح لشركات أمريكية بدخول النظام الصحي البريطاني.
وردا على سؤال عن مدى تكثيف المحادثات، قالت وزارة التجارة الدولية في بريطانيا إنه سيكون هناك 40 جلسة تفاوض على مدار الأسبوعين المقبلين، مقارنة مع 29 جلسة في الجولة السابقة.
وقالت متحدثة باسم الحكومة "سيكون هناك تركيز في جولة المفاوضة هذه على التفاوض بشأن الرسوم الجمركية على السلع واستكشاف المدى الذي يكون كل طرف مستعدا للتحرك إلى ما وراء عروضهما المبدئية التي جرى تبادلها في جولة المفاوضات السابقة".
تعليق أمريكي
قال الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر، أمس الثلاثاء، إنه "راض جدا" عن التقدم في أحدث جولة من المفاوضات مع بريطانيا حول اتفاقية للتجارة وتكهن بالتوصل لاتفاق "في وقت قريب نسبيا".
ومتحدثا عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من واشنطن إلى مؤتمر حكومي بريطاني حول التعاون بين جانبي الأطلسي، قال لايتهايزر إن المحادثات تجري بشكل متواصل على الرغم من انقسامها إلى جولات، في حين لمح إلى بعض الخلافات بشأن الروابط التجارية في المستقبل.
وأضاف قائلا "هذه الأشياء تستغرق وقتا... لكننا نحقق تقدما كبيرا ولدينا حوالي 30 مجموعة تفاوضية، ونتفاوض بجدية في الوقت الحالي".
وتابع لايتهايزر "أنا متفائل في المجمل وأظن أنه سيحدث في وقت قريب نسبيا"، في إشارة إلى اتفاق.
ونشر لايتهايزر، الذي جعل محادثات التجارة مع المملكة المتحدة إحدى أولوياته الرئيسية للعام 2020، أهدافا قبل أكثر من عام سعت إلى انفتاح كامل للسوق أمام المنتجات الزراعية الأمريكية ورسوم جمركية مخفضة للسلع الأمريكية المصنعة.
لكن مراقبين يرون أن الجانبين مختلفان حول الرسوم الجمركية، ومن بينها الرسوم على الصلب والألومينوم التي فرضتها واشنطن في 2018.
aXA6IDMuMTM5LjEwOC45OSA= جزيرة ام اند امز