خبراء: "إعلان القاهرة" خارطة طريق شاملة لإنهاء أزمة ليبيا
خبيران مصريان وثالث ليبي يتحدثون لـ"العين الإخبارية" عن فرص نجاح المبادرة المصرية التي أعلنت اليوم لحل الأزمة الليبية
اتفق خبيران مصريان وثالث ليبي على أن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي لحل الأزمة الليبية والمعروفة بـ"إعلان القاهرة"، تمثل خارطة طريق متكاملة للخروج من الأزمة الليبية، خاصة أنها تتوافق مع مخرجات مؤتمر برلين، داعين المجتمع الدولي لمواجهة التدخلات التركية.
واعتبر الخبراء، في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية" أن التوافق بين مبادرة مصر ومخرجات برلين، زاد من فرص نجاح المبادرة وإمكانية تفعيلها في إنهاء الأزمة الليبية.
وبحسب الخبراء، فإن رفض حكومة الوفاق للمبادرة المصرية، لن يعرقل المبادرة، ولكنه يعكس الضغوط التي يمارسها الجناب التركي على هذه الحكومة.
وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، السبت، عن التوصل لمبادرة شاملة ومشتركة لإنهاء الصراع في ليبيا.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك بين الرئيس المصري ورئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح والمشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي بالقاهرة.
وأوضح السيسي أن المبادرة تدعو لاحترام كافة الجهود الدولية وإعلان وقف إطلاق النار في ليبيا، مشيرا إلى أن وقف إطلاق النار سيبدأ من السادسة صباح يوم الإثنين المقبل.
خارطة طريق متماسكة
طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة قال لـ"العين الإخبارية" إن"المبادرة تعد خارطة طريق جيدة يمكن البناء عليها لأنها تشتمل علي كل أسس الحل منذ مؤتمر باليرمو 2018 وصولا لمؤتمر برلين 2020".
وأشار إلى أن أهمية المبادرة تتركز على نقطتين أساسيتين هما أن المبادرة خرجت من دولة ذات وزن وثقل إقليمي وعالمي مثل مصر، وأنها لم تطرح إلا بعد التشاور والتنسيق مع الأطراف المعنية وهي الإمارات وفرنسا.
والأسبوع الماضي، أكد الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي،ونظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على ضرورة وقف التدخلات الخارجية غير المشروعة في الشأن الليبي، والتي تشكل تهديدا لأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط.
فيما جددا وزير الخارجية المصري سامح شكري، مع نظيره الإماراتي سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، خلال اتصال هاتفي يوم الثلاثاءـ تمسكهما بالحل السياسي الذي يدعم السلام والأمن والاستقرار في جميع أنحاء ليبيا.
وبحسب فهمي، فإن هناك أطراف أخرى تفضل المواجهة المحتملة، وهو ما يتضح في موقف حكومة الوفاق التي تضغط عليها أنقرة، وبالتالي فإن التعويل سيكون على الجانب الروسي لأنه الموقف الأقوى ومساندته لمصر سيكبح جماع تركيا.
واعتبر الخبير السياسي رفض حكومة الوفاق "لا يستطيع إفشال المبادرة المصرية لأنها قوية ومتماسكة وشاملة علي كل البنود، وإذا توافرت الإرادة الإقليمية والدولية سيكتب النجاح لها".
وقال فهمي: "مازلنا في المراحل الأولى للمبادرة لا يملك أي طرف أن يفشلها قبل أن تبدأ، ونحن ندرك أن الجانب التركي كان يطمع أن يغير المعادلة السياسية والعسكرية وعليه ينخرط بالمفاوضات من مركز القوي، لكن القاهرة والإمارات تقف أمامه، وتتصديان له خاصة في الشق السياسي".
المبادرة الأبرز والأشمل
العميد خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، رأى أن "إعلان القاهرة" يعد المبادرة الأبرز والأشمل لحل الأزمة الليبية، مشيدا ببنود المبادرة التي جاءت متفقة مع الجهود الدولية.
وفي تصريحات عبر الهاتف، قال "عكاشة" لـ"العين الإخبارية": الحلول والمسارات التي اشتملتها المبادرة جاءت متوافقة مع الجهود الدولية بشكل كبير، وهو ما يعني عودة الأمم المتحدة أن َتكون راعية للعمل السياسي والعسكري والاقتصادي.
ولفت الخبير الاستراتيجي إلى إشارتين هامتين في المبادرة وهما، الحديث عن ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي في منع أي شكل من أشكال التدخل العسكري أو تدفق السلاح أو نقل مرتزقة وهي النقطة التي تعد من أبرز النقاط التي اشتملت عليها المبادرة، وهو بند قادر على معالجة الخرق الأمني الكبير الذي شهدته ليبيا خلال الأسابيع والأشهر القليلة الماضية.
أما الإشارة الثانية، وفق عكاشة، فهي ما تضمنته المبادرة من أن مؤسسات الدولة الليبية طوق النجاة لليبيا وأنها تكون قادرة علي علاج المشكلات وتقوم بخيارات المستقبل، مشددا على أن هذه الإشارة من الإشارات شديدة الأهمية لاسيما مع التدخلات الخارجية.
ويتفق عكاشة مع فهمي أنه "إذا كان هناك إرادة دولية من الممكن أن تمثل المبادرة خارطة طريق متكاملة للخروج من الأزمة الليبية خاصة أنها تتوافق مع مخرجات برلين التي تأخذ فرصة حقيقية على الأرض بسبب انشغال العالم بكورونا ".
"إعلان القاهرة".. المرشح لإنهاء الأزمة الليبية
رمزي الرميح الباحث الأكاديمي والمستشار السابق بالجيش الليبي، قال لـ"العين الإخبارية" إن "إعلان القاهرة هي المبادرة المرشحة لحل الأزمة الليبية، بعد أن جاءت تتوجيا لاجتماعات وجولات مكوكية بين ليبيا والقاهرة".
ووصف الباحث الليبي المبادرة المصرية بأنها "خارطة طريق جامعة مانعة لحل الازمة الليبية، خاصة أنها خرجت من كونها مبادرة محلية أو مصرية أو إقليمية، إلى أن تكون مبادرة دولية، لاسيما مع وجود 22 دولة يمثلون دولهم اليوم، خاطبهم الرئيس السيسي بضرورة مساهمة المجتمع الدولية في حل الأزمة الليبية".
ويرى "الرميح" أن المبادرة لها شقين، الأول وهو سياسي يسهل التصديق عليه وتضمنته بنود المبادرة حول قيام كل إقليم من الأقاليم الثلاثة بتشكيل مجمع انتخابي يتم اختيار أعضائه من مجلسي النواب والدولة الممثلين لكل إقليم بجانب شيوخ القبائل والأعيان ومراعاة نسبة تمثيل مقبولة للمرأة والشباب والنخب السياسية.
أما الشق الثاني فهو عسكري، وجاء في بنود المبادرة بشأن إلزام كل الجهات الأجنبية بإخراج المرتزقة الأجانب من كافة الأراضي الليبية وتفكيك الميليشيات وتسليم أسلحتها وهو ما يعني أن إعلان القاهرة وضع العالم أمام أمر واقع، آن الآوان أن يلتزم المجتمع الدولي بمسؤولياته في إنهاء الأزمة الليبية".
aXA6IDE4LjExNy4xMDUuMjMwIA== جزيرة ام اند امز