صدمة ديموغرافية تهز العالم.. 10 دول تسجل تراجعا غير مسبوق في الولادات

في ظل تحولات اجتماعية واقتصادية عميقة، تشهد العديد من الدول انخفاضاً مقلقاً في معدلات الولادة، ما يثير تساؤلات حول مستقبلها السكاني.
وفي مقدمة هذه الدول: الصين، وإيطاليا، وإسبانيا، وفقاً لتقرير حديث صادر عن منصة "Statista" استناداً إلى بيانات الإحصاء الوطنية بين عامي 2010 و2024.
الصين تتصدر التراجع العالمي
سجلت الصين الانخفاض الأكبر في عدد الولادات الحية، بنسبة 40.1% خلال الفترة الممتدة من 2010 إلى 2024.
ويرجع هذا التراجع الدراماتيكي بشكل أساسي إلى سياسة الطفل الواحد التي فرضت قيوداً صارمة على الإنجاب حتى عام 2016، ثم تم تخفيفها لاحقاً للسماح بثلاثة أطفال بدءاً من عام 2021.
ومع ذلك، لا تزال جهود الحكومة غير كافية لعكس هذا الاتجاه السكاني التراجعي، بحسب شبكة "سي. نيوز" الفرنسية.
المراتب الخمس الأولى
وتحتل إيطاليا المركز الثاني في القائمة بنسبة انخفاض بلغت -34.2%، تليها إسبانيا (33.8%)، ثم اليابان (33.5%)، وروسيا (31%).
وتمثل هذه الدول نماذج واضحة لما يسمى بـ"الشيخوخة السكانية"، حيث تتراجع معدلات الولادة بشكل حاد مقابل ارتفاع نسبة كبار السن، مما يشكل تحدياً طويل الأمد للأنظمة الصحية والضمان الاجتماعي.
فرنسا تتراجع
فرنسا جاءت في المرتبة السادسة عالمياً، حيث سجّلت تراجعاً يفوق 20% مقارنة بآخر ذروة للولادات، على الرغم من دعوات الرئيس إيمانويل ماكرون لما وصفه بـ"إعادة التسلّح الديموغرافي".
ووفقاً لأرقام المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية (INSEE)، شهدت البلاد انخفاضاً بنسبة 4% في عدد الولادات خلال الخمسة أشهر الأولى من عام 2025 مقارنة بالفترة نفسها من 2024.
وكان العام 2024 قد سجّل أدنى مستوى للولادات في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية، حيث لم يولد سوى 663 ألف طفل فقط.
بريطانيا وبلجيكا في تراجع أيضاً
شملت القائمة أيضاً المملكة المتحدة التي سجّلت انخفاضاً بنسبة 17.8%، وبلجيكا بنسبة 15.8%، وهي نسب تعتبر أقل حدة من الصين أو إيطاليا، لكنها تبقى مؤشراً مقلقاً على التراجع الأوروبي الجماعي في الولادات.
استثناءات لافتة
في المقابل، لم تشهد الولايات المتحدة سوى انخفاض معتدل في معدل الولادة بلغ 9% خلال 15 عاماً، بينما حافظت ألمانيا تقريباً على استقرارها الديموغرافي، حيث لم تسجل إلا انخفاضاً طفيفاً بـ 0.1%.
وشهدت ألمانيا في بعض السنوات زيادة طفيفة في عدد الولادات، قبل أن تعود الأرقام للانخفاض مجدداً في السنوات الأخيرة.
أزمة وجودية صامتة؟
يُجمع المراقبون على أن هذا التراجع في معدلات الولادة يشكل تحدياً مصيرياً لكثير من الدول، إذ يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالسياسات الاقتصادية، وثقافة العمل، والتغيرات الاجتماعية كالعزوف عن الزواج والإنجاب، إضافة إلى تكلفة تربية الأطفال.